يعتبر التعليم هو الحجر الأساسي للتقدم في شتى المجالات ،و لذلك جميع الدول تهتم بتطوير العملية التعليمية لأنها تمثل الدعامة الأساسية للنهوض بالأمم وهو المنهج الذي يجب أن تسير عليه الدول لتحقق مكانتها وتقدمها ويقاس ضعف الدولة وقوتها مدى اهتمامها للتعليم.
ولا شك ان التعليم له دور اجتماعي هائل في كافة المجتمعات وشاهد هذا الأمر المجتمعات التي أحرزت تقدما هائلا وماقاموا من ثورات علمية التي نرى ثمارها في العالم كانت بسبب التعليم وذلك عندما تتخذ الدولة القاعدة الصلبة والأساس المكين الذي تقوم عليه التعليم.
في الحقيقة يؤثر التعليم تأثيرا محوريا في حياة الأمم ومستقبلها، فإما أن يقفز بها وذلك ـ إن كان تعليما راقيا متقدما ـ إلى مصاف الدول المتقدمة، ولنا في اليابان وماليزيا وكوريا وتايوان والصين .. مثالا عمليا في هذا المجال، فهذه الدول تمثل نموذجا يحتذى به في مجال النهضة والتنمية الشاملة المتكاملة التي أسست على التعليم، فقد استغلت هذه الدول كفاءاتها البشرية، وطورت مستوى التعليم في مدارسها وجامعاتها وذللت العقبات أمام الابتكار والإبداع، ووضعت الخطط والاستراتيجيات العلمية والتقنية.
وإما إذا كان التعليم غير راقي عديم الرؤية فلا يبني مستقبلا للامة بل يجعلها في مؤخرة العالم … التعليم في الصومال يواجه العديد من المصاعب والتحديات التي تعرقل في تطوره ويصعب تجاوز هذه العقبات إلا بجهد قومي وبمشاركة مجتمعية فعالة ومن بين التحديات التي تواجه التعليم في الصومال..
1. تدني مستوى المعلمين ليس بسب أوضاعهم الاقتصادية فحسب بل لأمر أهم من ذلك وهو ضعف الإعداد العلمي والتربوي حيث الخلل في إعداد المعلم رائد العملية التعليمية والمحرك الأساسي لها هذا بالإضافة إلى الاتجاهات السلبية التي برزت في المحتمع نحو مهنة التعليم من حيث العائد المادي والمكانة الاجتماعية والدرجة الوظيفية للمعلم واستخفاف واستهانة هذه المهنة وفقدان معظم المعلمين لمهارا ت التدريس وأساليبه وأساسيات المعرفة والثقافة.
2. ظاهرة المدارس الخصوصية والتعليم الفاخر التي تزيد مشكلات الأسر وتهدد كيان المجتمع حيث يكون التعليم للقادرين ماديا وضياع ديمقراطية التعليم وتكافؤ الفرص وإضعاف وظيفة المدرسة الرسمية وتهميشها زيادة على تدني مستوى العملية العلمية التعليمية في المدارس الاخرى ، فنجد هناك مدارس فاخرة لذوي الدخل العالي من المجتمع تتوفر فيها جميع مدخلات التعليمية مما يؤدي الى المنتسبين في بقية المدارس الشعور بالنقص وافتقارهم أدوات اللازمة في التعليم.
3-غياب سيكولوجية التعليم التي تجعل الطالب محور العملية التربوية وتراعي ميوله وتنمي قدراته المعرفية والمهارية.
4- الإدارة التعليمية والمدرسية تشكلان عاملا مهما في أزمة النظام التعليمي وذلك تداول المدراء في فترات وجيزة جدا والتناقض الذي يحدث بين السياسات والأهداف من جانب وتجاهل التخطيط العلمي السليم وآلياته وتقنياته من جانب آخر.
5-عدم ملائمة المناهج الدراسية، فاحتياجات الطلبة لبناء عقولهم وتربيتهم على كافة المناحي والمستويات لا تفي بها المناهج الدراسية المقدمة لهم إلا قليلا وعدم تطوير المناهج وتحديثها بل أحيانا تجد مدارس تعتمد على مناهج مستوردة من الخارج وتشكل ظاهرة تعددية المناهج التي هي أيضا من العقبات التي تواجهنا حيث تكون مخرجات تلك المدارس طلاب من جنس واحد لكنهم يحملون أفكار مختلفة وسلوكيات متغايرة ولا تنمو فيهم روح المواطنة مع ان الهدف العام لعملية التربية والتعليم هو بناء المواطن الصالح من أين يأتي المواطن المنشود إذا لم يجد منهج يبعث له روح المواطنة.
6- المباني المدرسية التي لا تتناسب تربويا واقتصاديا وهندسيا مما يجعل البيئة المدرسية غير لائقة للمتعلمين وكذلك التجهيزات المتواضعة وسلبية المشاركة المجتمعية وهيئات المجتمع المدني ## 7-فقدان عملية التوجيه والإرشاد النفسي حيث لا تقدم المؤسسات التعليمية رعاية خاصة لحالات مثل صعوبات التعلم لدى الأطفال – ومشكلات النفسية والإجتماعية للتلاميذ في جميع المستويات.
مع كل هذه التحديات نجد مثقفين وكتاب وأصحاب رأي من المجتمع يتجاهلون عن هذا لنصل الى الحل يحب ان نقف على الحقيقة وان كانت مؤلمة فبتحديد المشكلات والعقبات نصل إلى الحلول ولكن عندما تطلع على البحوثات والمقالات التي كتبها بعض الباحثين في مجال التعليم في الصومال تراهم يكبتون جوانب القصور والخلل أو لا يركزون كثيرا في ذلك ويميلون إلى النظرة المثالية والحديث عن تطور التعليم وفتح عدة مدارس وجامعات أكيد في تطور لكن لا يجعلنا ذلك نغفل عن القصور التي تصاحب هذا التطور فليس بناء المدارس وفتح جامعات جديدة مقياسا لتطور التعليم ولكن التطور يكون في تحديث الاتجاهات وتوحيد المناهج وتنمية الكفاءات لهيئة التدريس خاصة مرحلة الأساس التي تكون شخصية التلميذ ويكتسب بها سلوكياته وخبراته في مراحل لاحقة من حياته لكي نتجاوز هذه الأزمة في التعليم يحب علينا أن نتخذ أربعة خطوات رئيسية:-
أولا: تحديد الايجابيات التي توجد في الانظمة التعليمية الحالية ومحاولة تطويرها وتحسينها.
ثانيا: تحديد السلبيات التي تعوق العملية التعليمية وتفرغها من مضمونها والعمل على علاجها وتعديلها.
ثالثا :- استحداث الأساليب والطرق والوسائل التي تصل بنا إلى أفضل نظام تعليمي.
رابعا:- رفع كفاءة المعلمبن وتطوير المناهج وتقييم مستمر والمعنيين بهذا الأمر هم التربويون من أساتذة جامعات ومعلمين وأصحاب الفكر.
والكتاب والشباب صاحب الفكر والتوجه والمهتمون بأمر التعليم والسياسيون والقائمون بتنفيذ قرارات التي تتعلق بالتعليم.