في هذا المقال أردت أن أشارككم تجربتي مع القراءة.
أنا كفتاة صومالية تعيش في مجتمع لايقرأ، وعندما أقول إن المجتمع الصومالي لا يقرأ، لا أعني ذلك أن المجتمع الصومالي لا يدرس ولا يقرا بتاتا، لكن قصدي هو أن المجتمع لا يقرأ خارج المواد المدرسية والجامعية المقررة في معظم الأحيان، وأيضا لايعني دلك أن الجميع لايقرأ، بل يوجد ناس تقرأ وتكتب وتؤلف، لكن نسبة القراء قليلون، ولايعي المجتمع فوائد القراءة وأهميتها للفرد والمجتمع.
خلوني، لأسرد لكم تجربتي منذ صغري قبل أن ألتحق بالمدرسة، كنت أحبّ أن أقرأ، وكانت هناك مكتبة صغيرة في منزلنا، فيها كتب دينية كنت أقرأها بدون أن أفهم المعنى، وأيضا كنت أقرأ الكتب الدراسية مع إخوتي وأذاكر معهم في الليل وكأنني طالبة تجلس معهم بالصف، وبعد أن التحقتُ بالمدرسة كنت أقرأ كتب المدرسة بدون أن أفهم معناها وقبل أن يدرس المعلم المادة.
لكن مع الزمن فقدت هوايتي في القراءة وانشغلت بأمور أخرى، لكن عندما كبرت كانت القراءة أهم الهوايات التي أمتلكها، وكنت أستعير الكتب من صديقاتي كي أقرأ، ولقلة وجود المكتبات في الصومال وعدم تواجد مكتبات تحتوي على كل الكتب بجميع المجالات كان من الصعب إيجاد كتب للقراءة، وبطريقة ما اكتشفت الكتب الإلكترونية فأصبحت مهووسة بها وكنت أقر الكتب الأدبية والدينية والتنمية البشرية،و الكتب الروائية. وكان حافزي للقراءة أنه كانت عندي صديقات يحببن القراءة مثلي.
*سأذكر بعض الفوائد للقراءة والتي لاحظتها في نفسي.
١. زيادة المعرفة:
كما تعلم فإن العقل يحتاج إلى الغذاء وغذاء العقل هو القراءة الجيدة المفيدة، وكل معلومه تقرأها تخزن تلقائيا في عقلك، ويمكنك أن تنمي معرفتك وثقافتك عن طريق اختيار الأنسب من الكتب التي تزيد علمك ومعرفتك.
٢. التوسع اللغوي:
الكثير من القراءة تعني الكثير من الكلمات المكتسبة،فالقراءة تقوي لغتك، ويصبح لسانك طليقا وتتحدث بفصاحة.
٣. تحسين المهارات الكتابية:
فالقراءة تنمي التفكير الإبداعي ومهارات الكتابة، ولاشك أنك تعرف ان وراء كل كاتب عظيم كمّ هائل من الكتب الدي قرأها.
٤. تطور مهارات التفكير:
خصوصا عند قراءة القصص والألغاز والروايات البوليسية والكتب الفكرية ،فإنها تحتاج إلى تفكير دائم وإيجاد حلول، فهذه الأمور كلها تحفز مهارات التفكير والتحليل ونشاط العقل، وتمني التركيز وتساعدك على تعزيز مهارات التفكير لديك وتفتح آفاقك بشكل كبير.
٥. تزيد ثقتك بنفسك:
لأن الشخص الذي يقرأ هو شخص مثقف، ولديه الكثير من المعلومات، ويستطيع أن يتناول في أي مجال، فلا يحرج في الدخول في أي شأن بل وتزداد لباقته وقوة شخصيته ليتمسك بآرائه لأنه على يقين بأنها صحيحه.
٦. تنمى مهارات التعبير:
تساعد القراءة على الشخص أن يعبر عن ما في داخله وأحاسيسه وإيصال مشاعره بشكل صحيح، وأيضا تساعده على معرفة نفسه وشخصيته، فإذا أردت أن تسافر وأنت قاعد في مكانك وتكوّن صداقات وتعيش أكثر من حياة فيمكنك فعلها من خلال القراءة كما قال عباس العقاد: “القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة”
فوائد القراءة كثيرة لاتعد ولاتحصى فالقراءة تقوي الذاكرة وتزيد الطمأنينة والهدوء وغيرها من الفوائد.
كيف تقرأ؟
طبعا الآن توجد أساليب كثيرة مثل أن تقرأ من الكتاب الورقي، وأيضا تستطيع أن تقرأ الكتاب الألكتروني من الهاتف المحمول أو عن طريق سماع الكتب الصوتية.
وختاما .
لابد أن تكون القراءة جزءًا من حياتنا وكما قال وليم سومرست: أن تكون القراءة جزء من حياتك هو ملاذ ومأمن من بؤس هذه الحياة”.
أعرف أن البداية صعب أن تتأقلم وتجعل القراءة من روتينك اليومي لكن كل شي بالبداية صعب، وبالأخير سيصبح سهلا وسيأتي وقت ستجد نفسك قرأت كتابا كاملا في ساعات معينة.
خذ قرارك وابدأ بالقراءة وأقرا صفحة واحدة في اليوم على الأقل، لأنك لو فعلت ذلك سيؤدي إلى أن يقرأ أطفالك ؛وإذا يقرأ أطفالنا يمكن الجيل كله أن يتغير.
ولذالك فإني أنصح لكل أم وأب أن يعلموا أطفالهم القراءة فإن القراءة للطفل في مرحلة الطفولة وما قبل المدرسة تبني علاقة وطيدة بين الطفل ووالديه، وتبني الإحساس بالتعاطف والقدرة على التحليل والتركيز كما تصبح القراءة شيئا محببا وليس مفروضا بل وتكون محببه اكثر من الألعاب الإلكترونية.
إنني أؤمن إن نجحنا في تكوين جيل محب للقراءة، وعاشق للقلم والكتاب فإنا نملكهم مفاتيح المعرفة.
وإذا أردنا حقا أن ننهض من جديد فليس لنا من سبيل إلا أن نعود لأول كلمة نزل بها الوحي إنها الكلمة التي بنيت عليها أعظم حضارات الأرض، إنها الكلمة التي إستحقت أول كلمة من السماء للأرض في أول لقاء بين رسول السماء ورسول الأرض إنها كلمة {إقرأ} فإن لم نطع أول أمر ونطبق أول فرض نزل به القران فكيف سنطبق الفروض الأخرى؟.