لا تزال البشرية عاجزة عن فهم قدسية الدم، سواء أريق هذا الدم من حشرة أو حيوان أو إنسان. على الرغم من التطور في آفاق العلم واكتساب الخبرات من الحضارات المتعاقبة، إلا أن الإنسان لم يدرك بعد أهمية السلام في أرض الله.
عندما ننظر بحكمة ونفكر في ثنائية الخير والشر ضمن الطبيعة البشرية، هناك مجموعتان متعارضتنان في الآراء. الأولى تعتقد أن الإنسان مقدّر له أن يكون صالحا، بينما تعتقد الثانية أنه يميل إلى الشر، تمامًا كما كان يعتقد الفيلسوف Aristotle بأن الصفات الأخلاقية يتم اكتسابها بالتعلم وأن الإنسان يولد بلا أخلاق. بينما اعتقد Sigmund Freud أن الإنسان يولد كصفحة فارغة لا تحتوي على خير ولا شر.
أما أنا أرى الإنسان من زاوية مختلفة. أن الأنانية والجشع يؤديان إلى خسارته، بينما يكمن صلاحه في إصلاح بيئته بالدين والعلم والتنوير المستمر ووجود ضوابط مجتمعية قانونية تكبح غرائزه الجامحة وكذلك رغباته الخارجة عن السيطرة، وتغيير الظروف القاسية التي تحكمه وتؤثر سلباً على طريقة حياته. إذا تم فرض قيود ضارة أو قوانين بربرية على المجتمعات ، فلن يكون الإنسان مفيدًا لنفسه أو للآخرين.
أي شخص يعيش في أنظمة شمولية فاسدة أو نظام طبقي قاسي على الضعفاء، لن يتردد أبدا في ارتكاب مجموعة متنوعة من الجرائم والأفعال الشنيعة التي تنطوي على الظلم الذي قوبل به، بردود فعل قاسية. ولن يخرج من دائرة العنف إلا إذا توفرت لديه بيئة أخرى تظهر له معايير العدالة وتعزز مفاهيم الأخوة والقدرة على التسامح.
لقد اعتقدنا خطأ أن العالم قد تعلم من قسوة الماضي، التي أودت بحياة الملايين من الأبرياء في الحربين العالميتين الأولى والثانية. كنا نظن أننا كبرنا بما يكفي لتجنب مثل هذه المواقف بعد الألفية الثالثة.
Post Views: 26