التطرف ليس له مأوى في ملة الإسلام إلا مذموما مدحورا كما أن التمييع ليس له محل في الشريعة الا ممقوتا منبوذا
التشدد مضرة فكرية واعتقاد عليل وخبل في العقل لا يمثل جانب من جوانب الدين الإسلامي
حقيقة لمسها سلف هذه الأمة مرها الوخيم وقدموا جهدا لا يستهان في تفنيدها وتجفيف منابعها واستئصالها وتجميد عروقها وشل أجنحتها ، وعايشنا نحن دويها ودبيبها وديمومتها وقام بتقويضها وتجثيث جذورها وتجذيذ آثارها علماء أجلاء ومثقفون مخلصون
التطرف هي المرحلة التى تسبق قبل الانسلاخ المرء من تعاليم الشريعة الغراء التي ليلها كنهارها لا يزيع عنها الا هالك
فالحق وسط لا يحتاج إلى تعنت ولا غلظت وتشدد أو اللين والتنازل عن بعضه أو إغضاء عنه
وهناك شواهد في الواقع الملموس .
أولا:إن كثيرا من المتشددين في القديم والحديث انسلخوا من الدين وهناك نماذج كثير يصعب الحصر في هذا المقال .
والتطرف ليست مرحلة دينية سلوكية يصل الانسان بعد نضوج.
ثانيا:حذر الله تعالى من الغلو
فلو كان الغلو دينا لما حذر الله تعالى عنها (يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم غير الحق)
ثالثا:حذر الرسول أشد الحذر بقوله( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم انما أنا رسول فقولوا عبد الله ورسوله ).
حذَّرَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن البِدَعِ والغُلوِّ في الدِّينِ؛ لأنَّ ذلك يُؤدِّي إلى إفسادِ المجتمَعاتِ، وربَّما أدَّى التَّشدُّدُ مع عدَمِ الفقهِ في الدِّينِ إلى تَبْديعِ وتَكفيرِ المجتمَعاتِ المسلِمةِ، والخروجِ على الحُكَّامِ بغيْرِ وجْهِ حقٍّ
أول ما حذر الرسول من اعتقاد الطوائف هو الغلو “يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاتَكُمْ مع صَلاتِهِمْ، وصِيامَكُمْ مع صِيامِهِمْ، وعَمَلَكُمْ مع عَمَلِهِمْ، ويَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجاوِزُ حَناجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَنْظُرُ في النَّصْلِ فلا يَرَى شيئًا، ويَنْظُرُ في القِدْحِ فلا يَرَى شيئًا، ويَنْظُرُ في الرِّيشِ فلا يَرَى شيئًا، ويَتَمارَى في الفُوقِ”.
وفي النقيض الآخر طائفة سلكت طريق الانحلال والتمييع فتحررت عن القيم الدينية وابتعدت عن الأخلاق السوية فلا تكاد تعرف من دينها شيئا ،بل لا تعرف من القرأن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه
وليعلم أن الإسلام هو الدين الحنيف والملة السمحة التي لا توصف بالغلو ولا ينسب للدين ما اقترفه قلة من المسلمين ابتعدت عن تعاليمه وانتهجت سبلا شيطانية ووسائل مخالفة فهي خروج منهم عن أصل هذا الدين وسيرة خير المرسلين الذي نهى عن العسر والفضاضة ومناهج الافساد في الدين .