ولد سعيد عبدالله دني في مدينة مقديشو العاصمة في 1966م التي تعد القلب النابض للصومال،ومركز الدولة، والحرية، والتحرير، والكرامة، وهي أيضا مدينة الحضارة،والثقافة،والمدنية، والنضال، والصمود، والوحدة للشعب الصومالي.
لقد ترعرع السيد سعيد عبدالله دني في البيئة المقدشاوية التي تجسد الشخصية الصومالية القوية، صاحب الإرادة، والقرار، والمواقف الصلبة، وعاش فيها طفولته، ومراحل شبابه، وفي 1977م بدأ رحلته التعليمية الأساسية من مقديشو العاصمة حيث أكمل بنجاح، وفي 1984م تخرج من مدرسة شيخ حسن برسني الثانوية في مقديشو العاصمة، ثم التحق بالجامعة الوطنية الصومالية في 1986م،وتخرج منها عام 1990م.
وتابع أحداث الحكم العسكري الواقعة في الفترة ما بين 1969-1991م عن قرب، ووقف على تلك التجربة المريرة بالدراسة، والبحث، والمعايشة الواقعية معها بكل تفاصيلها، مستخلصا ضرورة ابتكار وسائل جديدة تنتهي النظام الاستبدادي، واحتكار فئة قليلة السلطة، وتأسيس دولة القانون، والديمقراطية.
وقد نال سعيد دني شهادة الماجستير في تخصص الإدارة في دولة ماليزيا في الفترة ما بين 1998-2000م، وأثناء اعداده درجة الماجتسير وقف على تجربة نهضة ماليزيا العصرية في مجالات الحكم الرشيد، والإقتصاد، والأحزاب السياسية، والدستور، والفدرالية، مكتسبا خبرات إستراتيجية ونوعية جديدة أرشدته إلى تكوين رؤية سياسية بغية بناء دولة صومالية،مستقرة، ومتطورة.
دوره في ثورة التعليم الأهلي:
وإثر انهيار الدولة الصومالية في يناير 1991م لعب سعيد عبدالله دني أدوارًا محورية في تأسيس التعليم الأهلي في ولاية بونت لاند حيث أنشأ بالتعاون والتنسيق مع كوكبة من أصحابه مدارس الإمام النووي في الإقليم، وتخرج آلاف الطلاب والطالبات منها، ولم تتوقف حركة التعليم الأهلي إلى مرحلة التعليم الأساسي، بل خلقت المدارس الأهلية بيئة تعليمية جذابة، شجّعت المثقفين والمتعلّمين الآخرين العودة إلى بونت لاند لتأسيس جامعات أهلية في المدن الكبيرة في الإقليم لسد إحتياجات مخرجات المدارس الأهلية في بونت لاند.
وبفضل تلك المدارس، ومخرجاتها،والتجارب التعليمية، والتربوية، والإدارية المصاحبة استطاعت بونت لاند في وقت مبكر اعتماد منهج تعليمي تتوفر فيه جميع المعايير المعتمدة في العالم، وهي تجربة اكتسبها في مجال التعليم، ومفتاح لنهضة الأمم.
التجارة،وخدمة المجتمع:
لم يكن سعيد عبدالله دني بعيدا عن حركة المجتمع المدني، والديناميات الاجتماعة، والحركة الإقتصادية في بونت لاند، وفي الصومال بصورة عامة، بل انخرط في صفوفها منذ 1992، لكونه شابا متعلما، حيث أصبح مديرا لوحدة إدارة السفن في ميناء بوصاصو، وشارك في تأسيس هيئة التضامن الخيرية، والأخيرة تعمل في المجالات التعليمية، والصحية، وحفر الآبار، وتقديم الإغاثة العاجلة إلى المتضررين جراء الكوارث الطبيعية.
وكانت هيئة التضامن الخيرية تدير أحيانا ما لا يقل عن خمسة عشر ألف طالب وطالبة موزعين على فروع مدرسة الإمام النووي في إقليم بونت لاند.
وكان سعيد عبدالله دني مديرا لهيئة التضامن الخيرية في الفترة ما بين 1992-1998م في بونت لاند، وتدير الهيئة اليوم 22 مدرسة في بونت لاند، خمسة منها في المرحلة الثانوية.
وكان سعيد دني عضوا في المجلس التعليمي في إقليم الشرق في بونت لاند 1994م، كما انضم إلى اللجنة العلمية التابعة لهيئة “مجتمع مزقته الحروب ” في المجالات السياسية، والإقتصادية، والإجتماعية في مناطق شمال الشرق
وتقلد مناصب مختلفة في الفترة ما بين 2002-2012م في منظمات اقتصادية،وتجارية، وأبرزها مجموعة وابري، جيبوتي، وغرفة التجارة في بونت لاند، واللجنة التجارية الصومالية في جيبوتي، ودبي، وسلطة عمان.
كما عمل سعيد عبدالله دني مع شركات تجارية ناجحة داخل الصومال، وخارجها، وأبرزها، شركة التوفيق، وشركة الإسمنت للإزهار، وشركة القرن الإفريقي في عمان، وغيرها من الشركات التجارية.
دوره في السياسسة الصومالية
انضم سعيد عبدالله دني إلى ميدان السياسة على المستوى الفدرالي في 2012م حيث انتخب عضوا في مجلس النواب الفيدرالي الصومالي،وكانت هذه أول تجربة سياسية للرجل في الدولة الصومالية حيث أضافت في رصيده الكثير من الخبرة في مجال بناء الدولة عبر الهيئة التشريعية.وكان عضوا في لجنة البيئة والخيرات في مجلس النواب الفدرالي الصومالي.
وفي 2014م تم تعيينه وزيرا للتخطيط والتعاون الدولي، وأثناء إدارته الوزارة نجح في وضع اللمسات الأولى للخطط القومية التنموية وإعادة إعمار الصومال.
وفي 7 فبراير 2017م خاض في تجربة الإنتخابات الرئاسية وهو حدث سياسي كبير عززت حظوظه في ميدان السياسية الصومالية، ومهدت الطريق للمنافسة في ميادين أخرى.
وفي 9 يناير 2019 تم انتخابه رئيسا لدولة ولاية بونت لاند الصومالية التي تتمتع بالاستقرار السياسي، والأمني منذ تأسيسها عام 1998م.
إنجازات رئيس سعيد عبدالله دني في بونت لاند:
وأثناء رئاسته في دولة بونت لاند حقق سعيد عبد الله دني إنجازات كبيرة في شتى المجالات برغم وجود عقبات، وتحديات أمامه في الإقليم، ومن أبرز الإنجازات ما يلي:-
- إجراء إصلاحات جذرية في المؤسسة العسكرية، والشرطية، والأجهزة الأمنية، حيث تم تسجيلها، وإعادة هيكلتها، وتدريب وحدات جديدة للجيش،والشرطة،ورصد ميزانية بوسائل عصرية
- لعب رئيس بونت لاند دورا محوريا في الدفاع عن النظام الفدرالي الصومالي، وإحباط كل محاولات فيلا صوماليا (القصر الرئاسي) الرامية إلى خلق أزمات دستورية، وسياسية، وأمنية في البلاد تفاديا من العودة إلى عهد الحروب الأهلية.
- وقف السيد دني مع الجهود المحلية التنموية المتصلة بإنشاء ميناء غرعد في محافظة مدغ، وهو مشروع تنموي عملاق والذي يحدث أثرا تنمويا على سكان مناطق جوبالاند، وعلى منطقة القرن الإفريقي بصورة عامة.
- تمكنت الأجهزة الأمنية في تفكيك الشبكات الإرهابية في بونت لاند، خاصة في محافظات مدك- غالكعيو- ونجال- غرووي- والشرق- بوصاصو-
- شيّد المقر الجديد للبنك المركزي لبونت لاند في مدينة غرووي عاصمة دولة بونت لاند، وقد تم بنائه بطريقة عصرية.
- شجّع رئيس سعيد عبدالله دني مراكز الأبحاث العملية في بونت لاند لطرح المشاكل والعقبات الماثلة أمام الدولة، والبحث عن الحلول المناسبة لها، وهي الطريقة العصرية لبناء وتطوير الأمم والشعوب في العصر الحديث.
- وقف رئيس بونت لاند بصدق وبطريقة مسؤولة مع ولاية جوبالاند ضد محاولات قادة الحكومة الصومالية الفدرالية في خلق أزمات عسكرية، وأمنية، وإدارية تؤدي إلى إندلاع حروب أهلية في الولاية.بيد أن محاولات القصر الرئاسي فشلت فشلا ذريعا
- رفع شأن المؤسسات، والهيئات الدولية في بونت لاند، مع تغيير الثقافة العامة في مواقع العمل وهي يجب على المسؤول أن يخدم المواطنين في الوقت والمكان المناسبين.رافعا شعارا بأن الحكومة في خدمة الشعب، وليس العكس
- أسس مركزا جديدا لتدريب الجيش،والشرطة في بلدة حرغبلي، لرفع قدرات ومهارات القوة الخاصة لبونت لاند.
- أسس نظام الأحزاب في بونت لاند،وهو نظام حديث، وهو ركن من أركان الديمقراطية، والدولة الرشيدة في العصر الحديث.
- استضافت بونت لاند لأول مرة تظاهرة علمية وثقافية، وفكرية في عاصمة غرووي،وذلك بانعقاد مؤتمر هريتيج للأبحاث مؤتمره الأول في الصومال نهاية دسبمبر 2020م.
- أجرت هيئة الإنتخابات المستقلة في بونت لاند لأول مرة في تعداد السكان لولاية بونت لاند،وهو حديث تاريخي في الصومال منذ إنهيار الدولة الصومالية عام 1991م
جهوده لإنقاذ الوطن من الفوضى
لعب الدكتور سعيد عبدالله دني رئيس بونت لاند دورا سياسيا محوريا في دعم نظيره أحمد مدوبي في 2019م ضد تدخل فريق فيلا صوماليا (القصر الرئاسي) فيها، وذلك تفاديا من خلق أزمات تغرق جوبالاند في دوامة الفوضى والعنف، فبدلا من ذلك تم انتخاب السيد أحمد محمد إسلام رئيسا لولاية جوبالاند لدورة ثانية في 22-8-2021م،وكانت هذه أول اختبار سياسي خاضها زعيم المعارضة ضد فريق القصر الرئاسي المستخدم بكل الوسائل لعرقلة الإنتخابات الرئاسية في جوبالاند، حيث أدار هذا الصراع الذي وصف بالإستراتيجي بكل جدارة وذلك باختراقه جدار الحكومة الصومالية الفدرالية بكسب بعض القيادة المحورية لصالح دعم رئيس أحمد مدوبي.
أما إتفاقية 17 سبتمبر 2020م فكانت انتصارا آخر حققتها الولايات الفدرالية برئاسة رئيس بونت لاند سعيد عبدالله دني وهي إجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية في الصومال.
كما نجح سعيد دني في كسب ثقة قادة مجلس اتحاد المرشحين باستخدام سياسية ناعمة، ودعهمهم بالمال، والرؤية السياسية،والشرعية القانونية باعتبارهم شركاء للوطن.
وباستخدام مهارات متنوعة، واتباع طرق دستورية وشرعية، وبالتنسيق مع مجلس إتحاد المرشحين، والشعب الصومالي فإن سعيد عبدالله دني وقف ضد تحركات الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو الرامية إلى تمديد فترته الرئاسية لمدة عامين
وفي 22 مارس 2021م فتح سعيد دني بابا جديدا للسياسية الصومالية، وهي كسر هيمنة القصر الرئاسي على القرار الوطني المتصل بالإنتخابات العامة في البلاد، حيث تم انعقاد مؤتمر التشاور الوطني في قاعة أفسيوني الواقعة في مطار آدم عدي الدولي، وبحضور المجتمع الدولي، ومخرجات المؤتمر خلقت فرصة جديدة للرجل الذي يسير بخطوات ثابتة نحو القصر الرئاسي الصومالي.
وقد أحبط سعيد عبدالله دني جميع محاولات فريق القصر الرئاسي الرامية إلى إعداد ومصادقة صيغة إنتخابية تضمن للرئيس فرماجو الإحتفاظ بكرسي الرئاسية
أما محاضرة السيد سعيد عبدالله دني التي ألقاها في مركز بونت لاند للتنمية والأبحاث في 22 فبراير 2021م فكانت القشة التي قسمت ظهر الرئيس محمد عبدالله محمد فرماجو المنتهية ولايته، وأدت أيضا إلى تأسيس ثورة شعبية ضده في مقديشو العاصمة بقيادة مجلس اتحاد المرشحين، وشكلت رأيا عاما صوماليا ضد كل صور الإستبداد،وضرورة الوقوف ضدها.
تداعيات محاضرة سعيد عبدالله دني على المشهد الصومالي، وما لحقها من أحداث مفصلية أجبرت على الرئيس فرماجو التنازل عن مواقفه التي وصفت بالانتحارية، حيث نقل صلاحياته الرئاسية إلى رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي.
كما أن مقاطعة رئيس بونت لاند لجان الإنتخابات الفدرالية حشرت فريق القصر الرئاسي إلى زاوية ضيقة أدت إلى إجراء تعديل جوهري في اللجان الإنتخابية الفدرالية، والولائية كذلك
فرصته في الإنتخابات الرئاسية الصومالية 2021م
يحظى السيد سعيد عبدالله دني قبولا عاما لدى القوى المعارضة السياسية، وقادة الدول الأعضاء في الحكومة الصومالية، باعتباره زعيما للمعارضة منذ نشوب الخلافات السياسية بينهم وبين الرئيس محمد عبدالله محمد فرماجو حول عدد من القضايا الإستراتيجية ذات الصلة بمصير الدولة الصومالية، وهي حماية الدستور، والدفاع عن النظام الفدرالي،وعدم العودة إلى الدكتاتورية، والحروب الأهلية.
ونورد في السطور التالية أبرز النقاط التي تعزز حظوظ سعيد عبدالله دني في الانتخابات الرئاسية الصومالية:-
أولا:- يتمتع السيد سعيد عبدالله دني بتجارب سياسية، وخبرات تمتد إلى عقدين من الزمن، كما يملك رؤية سياسية في إدارة شؤون الدولة، وتطوير مؤسسات وأجهزة الدولة الصومالية، وتصحيح مسارها نحو بناء مؤسسات قوية، وتجربته الأخيرة في بونت لاند خير شاهد على ذلك
ثانيا: يملك الرجل فريقا إنتخابيا قويا، ومتمرسا في إدارة شوؤن الإنتخابات، والتأثير في الكتل السياسية المنافسة، وخلق وقائع سياسية على الأرض، وحركة في كل الإتجاهات والأفق السياسية، وقد تمكن فريق الرئيس سعيد عبدالله دني تحقيق إنتصار سياسي في بونت لاند أثناء الإنتخابات الرئاسية الأخيرة في يناير 2019 بفوز دني في الإنتخابات الرئاسية في بونت لاند
ثاليا: يملك الرجل سيولة مالية تكفي في تغطية أنشطته الانتخابية بصورة عامة، وأثناء الإنتخابات الرئاسية على وجه الخصوص، علما بأن العامل المالي قد يشكل 50% من الإنتخابات الرئاسية الصومالية لعام 2021م.
رابعا: رجل أعمال ناجح: هو عامل آخر حيث أن إدارة الشركات التجارية، وتحقيق أرباح في دنيا المال والأعمال التجارية،تجربة أخرى لا تقل أهمية من التجارب السياسية، فقد إنخرط الرجل في التجارة إثر إنهيار الدولة الصومالية مباشرة 1991م، وبالتالي فهو يملك خطة اقتصادية تساهم في انتعاش الإقتصاد الوطني، والإكتفاء الذاتي للدولة الصومالية، والإستغناء عن المعونات والمنح الخارجية.
خامسا:- التأثير في الولايات الفدرالية الصومالية: ومنذ إنتخابه رئيسا لبونت لاند فإن اسمه يتردد في فضاء الصومال كزعيم سياسي صاحب طموح سياسي لا حدوده له، حيث خلق فرصة له في مختلف الميادين السياسية سواء على صعيد ميدان نظرائه في القيادة، أو على صعيد ميدان الحكومة الصومالية الفدرالية.
وأثناء المعارك السياسية الثقيلة في عامي 2019-2020م اقترب نحو جميع قيادات الدول الأعضاء في الحكومة الفدرالية، وبرغم التحديات الكبيرة التي واجهته مع بعض القيادات إلا أنه في النهاية كسر جميع الحواجز بينه وبين جميع قادة الولايات،وتمكّن في خلق شبكات وعلاقات في ميادين السياسية الموزعة في مختلف الولايات الفدرالية، وفي مقديشو العاصمة الصومالية كذلك.
سادسا: الشخصية القوية: يتمتع الرجل بصفات قيادية قوية، ومنها: إتخاذ القرارات، والفطنة،والذكاء السياسي وذلك بخلق فرص سياسية لصالحه في الوقت، والمكان المناسبين، كما يتحلى بالشجاعة، والصدق، ، والسخاء،حاضرالبديهة،قادر على المخاطرة في سبيل حماية المصالح العليا للبلادـ وصاحب رؤية مقرونة بتحويلها إلى عمل.
سابعا: التحالفات السياسية: له القدرة على تكوين التحالفات السياسيىة مع المرشحين الآخرين في الإنتخابات الرئاسية، فضلا عن التواصل والإتصال مع كل الجهات المعنية في الإنتخابات الرئاسية في الصومال.
ثامنا: الكارزمية القيادية: وهي الجاذبية، أو الشخصية القوية التي تجذب الأفراد،والتأثير فيهم سواءا عبر الأفعال، أو الأقوال.
تاسعا: الرأي العام: له القدرة على تكوين الرأي العام الإيجابي لصالحه،عبر إتخاذ القرارات في الوقت المناسب، وعرض أفكاره عبر وسائل الإعلام، ومواجهة خصومه بكشف الحقائق الغائبة عن الجمهور.
عاشرا: العلاقات الدولية والإقليمية: يتمتع السيد سعيد عبدالله دني بعلاقات قوية مع المجتمع الدولي، سواءا مع الدول المجاورة للصومال، أو دول شرق أفريقيا، أوالدول العربية،والمجتمع الدولي بصورة عامة.
الحادي عشر: مكتسبات الرجل، وما حققه من نتائج إيجابية في مصيرته العملية المتصلة بالمجال العام، وذلك منذ إنخراطه في القطاعين الخاص، والعام إثر إنهيار الدولة الصومالية في يناير 2021م
الثاني عشر: المحاصصة العشائرية: هذا العامل لم يعد مؤثرا في الإنتخابات الرئاسية الصومالية، وإنما هو عامل مساعد، أو ثانوي في التوازنات السياسية بين الكتل السياسية المتجددة في كل أربع سنوات مرة واحدة، بيد أن عامل المصالح،وتكوين التحالفات السياسية على أساس المصالح،والمشاركة في الحكم هي مربط الفرس،وحجر الزاوية في الإنتخابات الحالية، شأنها في ذلك شأن الإنتخابات الرئاسية في 2017م، حيث كان الجميع يتوقع فوز شخصية سياسية تنحدر من قبيلة الرئيس السابق حسن شيخ محمود، بيد أن النتيجة اصبحت بالعكس.
وللتفصيل اكثر فتوجد ثلاث تجارب سياسية في الإنتخابات الرئاسية الصومالية منذ انتخاب الدكتور عبد القاسم صلاد حسن رئيسا للصومال في 2000م وهي:-
- عدم انتخاب أي رئيس تنتهي ولايته لفترة ثانية، وبرهان ذلك التجارب السابقة الموزعة في 2004-2009-2012-2017م، وبناءا على ذلك فإن إعادة إنتخاب الرئيس الصومالي الحالي محمد عبدالله محمد فرماجو شبه مستحيلة، إن لم تكن مستحيلة، والتجارب السابقة تأكد الخيار الثاني.
- عدم إنتخاب رئيس البلاد في كل الإنتخابات الرئاسية على أسس المحاصصة العشائرية،أو التناوب بين بعض السياسيين المنحدرين من القبائل ذات النفوذ الإستراتيجي غير التكتكي في تداول المناصب السيادية الرئاسة منذ 1960م، في كل دورة، فعلى سبيل المثال، تم إنتخاب الأكاديمي الصومالي حسن شيخ محمود رئيسا للبلاد في 2012م، وهو ينحدر من نفس عشيرة شريف شيخ أحمد الذي حكم البلاد في الفترة ما بين 2009-2012م، ولهذا لا مانع من إنتخاب شخصية سياسية تنحدر من نفس قبيلة الرئيس الحالي في الإنتخابات الرئاسيىة القادمة على طريقة إنتخاب حسن شيخ محمود في 2012م
- إنتخاب رئيس البلاد على أسس مصالح الكتل السياسية المتحالفة ضد الرئيس الحالي في كل دورة ،وتجارب الإنتخابات الرئاسية السابقة تبرهن ذلك، وهو الإتجاه العام،والمتعارف عليه بين الكتل السياسية، كما أنه هو الأقرب إلى المزاج العام،والرأي العام للشعب الصومالي.
إن محاولات تكوين رأي عام لصالح مرشح بعينه على أنه هو الأوفر حظا في الإنتخابات الرئاسية على أساس العشيرة،والقبيلة فهي مضرة للمرشح الرئاسي نفسه،وبرهان ذلك ما حدث في تجربة الإنتخابات الرئاسية السابقة.
وخلاصة القول فإن عوامل أربعة هي المساعدة في تحقيق انتصار أي مرشح في الإنتخابات الرئاسية القادم وهي: العامل المالي، ووجود فريق انتخابات متماسك، وعلاقة المرشح مع ثلاثة ولايات فدرالية على الأقل، وتكوين تحالفات سياسية أثناء الإنتخابات، مع إمتلاكه دوائر إنتخابات سياسية صلبة تحقق له مكاسب إستراتيجية في الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية الصومالية.