مـتَـى تَـنجلِي يا ليــلُ أم لا تُـفـارِقُ؟ ** وحـتَّـى متَى كالظِّــلِّ تَـبـقَى تُرافِقُ؟!
لـقـد كـانَ عَـهـدي بـالـمُـتـيَّمِ ساهدًا ** وهـا أنتَ يَقْظانٌ فهلْ أنتَ عاشِــقُ؟!
كـأنَّـي -ووَجــهُ الـليلِ أســـــودُ حـالِكٌ ** عَـبـوس الـمُحيَّا والـنُّجومُ طَــــوارِقُ
مـريضٌ جـفاهُ النَّومُ من فـــــرطِ ما بهِ ** ولـلـسُّـقمِ والــعِـلّاتِ فــيـهِ خَــنَـادِقُ
سَـميرِي ظَـلامُ الـليلِ والنَّجمُ آنسِي ** ولــســتُ بـمُـعـتـلٍّ ولا أنــــا تــائِــقُ
أسـائِلُ هـذا الـليلَ عـن سِـرِّ يَقظَتي ** وإن سـمِع الأقـوالَ هـلْ هو ناطِقُ؟!
وكيف…؟! ولا يَدرِي الذِي أكتَوِي بهِ ** مِـــنَ الـهَـمِّ إلا الله والـقـلبُ خـافِـقُ
ومـــا لـــيَ لا يَـهـتَمُّ قـلـبي وأمَّـتـي ** بـها مـن غُـبارِ الـهُونِ والـذُّلِّ لاصِـقُ
لـقـد ألِـفَـت عـيـشَ الـخُـنُوعِ مَـهابَةً ** ولـمَّـا تـعُـد تـحـمِي الـدِّيـارَ الـبَـنَادِقُ
ولــم يـعُـدِ الـسَّـيفُ الـمُـهنَّدُ صـارِمًا ** ولا الـسُّـمرُ أعـنَـاقَ الـرِّجـالِ تُـعـانِقُ
بلِ استغرَقَت في النَّوم في ساحَةِ الوَغَى ** غَـبَـاءً، وبَــرقُ الـمِـوتِ إذ ذاكَ بــارِقُ
غـدَونَـا عَـبَـيدَ الـغَـربِ لـمَّا تَـحَكَّمُوا ** وصِـرنَـا عـلى مـا يُـفرِضونَ نُـطابِقُ
وصــــارَت مـقـالـيدُ الــبِـلادِ لــقَـادَةٍ ** لهم من قصور الخِزيِ والمَكرِ شاهِقُ
يَـنـامُـون أو يَـلـهُونَ أيـَّـامَ حُـكـمِهم ** ومن طُولِ هذا النَّومِ تَشكُو النَّمارِقُ
كِـــلابٌ عــلـى أقـوامِـهـم لـعَـدوِّهُـم ** ومـــن كــان هــذا وَصـفَـهُ فـمُـنافِقُ
فـكيف يَـنالُ الـنَّصرَ شَـعبٌ يَـسودُهُ ** عَــــدوٌّ يــعـاديـهِ وخِــــبٌّ وسَـــارِقُ
فـقلتُ: -ولـم أكذِب وما كنتُ ظالمًا ** بـقـولي، نـعَـم، إنّـي لـعَمرُكَ صَـادِقُ-
لـقد فـارَقَت شَـمسُ الـعَلاءِ سـماءَنا ** ومـــا الــدَّهـرُ إلا مَـغـرِبٌ ومَـشـارِقُ
فـيا أمَّـتِي يـا قِـصَّةُ تُـؤسِفُ الأسَى ** عـلـيـكَ سَـــلامُ اللهِ مـــا ذَرَّ شَــارِقُ