غرووى-قراءات صومالية- اختتم بمدينة غرووى المؤتمر التأسيسي لمجلس مؤاخاة الأمة الصومالية ونبذ القبلية.
وقد افتتح المؤتمر صباح يوم أمس الخميس بمشاركة وفود من مناطق ولاية بونتلاند وعلماء وسلاطين عشائر ، وضيوف اخرون.
هذا، ويعتبر المؤتمر تتويجا لسلسلة من اللقاءات استمرت عدة سنوات، وتهدف الى تجسيد المباردرة في مؤسسة اجتماعية ذات شخصية اعتبارية تضع في مقدمة أهدافها وضع حد لمرض العصبية القبلية، ومؤاخاة الأمة الصومالية، وعقد المصالحة بين الكيانات المجتمعية المتنازعة.
وقد تتابعت أنشطة المؤتمر منذ صباح يوم الخميس وتم اختيار أعضاء اللجنة التنفيذية للمجلس ورئيسها كما تمت مصادقة النظام الأساسي من قبل الوفود المشاركة للمؤتمر ممثلي المحافظات.. كما تم الاعتماد على الخطة السنوية للمجلس.
وقد أقيم الحفل الختامي في قاعة المؤتمرات الثانية بجامعة شرق افريقيا فرع غارووى بحضور مسئولين حكوميين وعلماء وشيوخ عشائر وأعيان المجتمع.
وفي البداية شرح *الشيخ أحمد عبد الصمد*- الذي تم اختياره ئيسئا للمجلس التنفيذي لمجلس المؤاخاة- أهداف المجلس والوسائل التي يتخذها لتحقيق أهدافه وقال ان حملة المؤاخاة تستهدف بث الاستقرار في ربوع الشعب الصومالي كشرط أساس للنهضة واستعادة مكانته بين شعوب المنطقة وأضاف بأن برامج التوعية لا تقتصر على منطقة واحدة بل تمتد لتشمل جميع المناطق التي يقطنها الصوماليون داخل القرن الافريقي وفي المهجر الصومالي.
ومن جانبه أشار *السلطان عبد الغني قرني محمد* الى أن المؤاخاة صمام أمان لمجتمعنا الصومالي والسبيل الى حمايته من الضياع والانقراض الذي قد يتعرض له اذا تمادى في النزاعات وفي الخلافات البينية، واستدعى من التاريخ البعيد حادثة سقوط الأندلس التي حكمها المسلمون ثمانية قرون بسبب غلبة النزاعات والمصالح الفردية على قيم الأخوة والتعاون.
وقد أكد *الشيخ محمود الحاج يوسف* في كلمة له ، أن الوحدة الاسلامية من مقتضيات الايمان، حيث ان الرسول الكريم *صلى الله عليه وسلم* علق الوحدة القلبية ( الحب) كشرط للايمان في قوله ( والله لا تؤمنوا حتى تحابوا) وبهذا فان الأخوة الايمانية هي الوضع الطبيعي في حين أن الفرقة والعصبية هي حالة مرضية استثنائية.
ومن جانبه أشار وزير البيئة الدكتور *علي عبد الله ورسمه* الى أن حملة المؤاخاة هي أحسن ما سمعته أذناه هذه الأيام -حسب تعبيره- وقال نرحب ونهنئ لكل من سعى الى تحقيق هذا المشروع النبيل ، ودعا الى معالجة جوهر الأزمة وأس المشكلة وليس التركيز على الأعراض والمضاعفات فقط.. واعتبر تلك المنابع هي *الجهل والفقر* ، مؤيد حديثه بالواقع العملي حيث أن الصومالي يلجأ الى القبيلة لتمده أسباب البقاء ولكن اذا تعلم وحقق الاكتفاء المادي؛ فانه يتحرر رويدا رويدا من سلطان القبيلة
وقد أعطيت الكلمة الختامية لضيف المؤتمر نائب رئيس بونتلاند *السيد عبد الحكيم عبد الله حاجي عمر* الذي وصف المبادرة
بأنها مسئولية اجتماعية تتطلب التكاتف، وهي من مصلحتنا، ومصلحة أبنائنا، وتمنى للمشروع الدوام والاستمرار، واعدا الدعم والوقوف الى جانبه.
هذا، وقد أثنى جميع المتحدثين والمعلقين خلال المؤتمر التأسيسي المبادرة معتبرين اياها من أحسن المبادرات لكونها تستهدف معالجة أصل الداء الذي أدى الى اضعاف الشعب الصومالي