قد اختتم اليوم – الأحد- الموافق 6/أوغسطس/2023
المؤتمر الدعوي الحادي والثلاثون للجالية الإسلامية، في دول الإسكندنافيا بمشاركة العديد من الدكاترة و المشايخ الفضلاء، وبحضور جمع من أبناء الجالية وفي مقدمتهم الصوماليون الكرماء،
بداية المؤتمر من عام 1992م قبل ثلاثة عقود، فكانت فكرة انشاء المؤتمر من ذالك الوقت .
فالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى من أولويات العمل الإسلامي، وقد أسس المؤتمر على أخلاص وبنيان راسخ، وشهد على بنيانه الأفاضل، فقد شارك في فعالياته السنوية مغاوير الدعوة وأقطاب العالم من بينهم :
-فضيلة الشيخ محمد معلم حسن.
– فضيلة الشيخ عمر الفاروق الحاج عبدي.
– فضيلة الشيخ عبد القادر نور فارح.
– فضيلة الشيخ محمد رشاد معلم إسحاق.
– ودعاة آخرون
فقد وضعوا بصماتهم النيــــــّرة لتشييد طريق الدعوة والفلاح، ثم ارتحلوا إلى ربهم فرحمة الله عليهم جميعا، وما زالت وصاياهم عالقة على الأذهان غضة طرية، تتجدد عبر الأزمان، وتأبى النسيان، وتنبؤاتهم تأتي تباعا كشمس في رابعة النهار ،فقد كانوا يرون على نور من الله وبفراسة المؤمن المطيع، والكل سيرحل مثلهم لكن الفارق قد يكون الأثر الطيب كما قال أمير الشعراء:
وَخُذ لَكَ زادَينِ مِن سيرَة * وَمِن عَمَلٍ صالِحٍ يُدَّخَر
وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَه * يَقولونَ مَــرَّ وَهَذا الأَثَر.
فاللهم استعملنا في خدمة دينك وترشيد خلقك.
وقد أخرج الترمذي وغيره عن أنس رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله، فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت.
أهداف المؤتمر
▪︎ سعى المؤتمر إلى تحقيق بعض الأهداف المهمة والتي تظهر من خلال دراسة واقع الدعوة الإسلامية المعاصر:
▪︎القيام بواجب الدعوة والمحافظة على الثوابت.
▪︎الاستفادة من مستجدات العصر في تطوير وسائل الدعوة.
▪︎ توسيع آفاق الدعوة أمام المسلم المعاصر وتزويده بالمعارف.
▪︎دراسة معوقات الدعوة وكيفية مواجهتها.
▪︎المساهمة في إعداد الدعاة المتخصصين، ووضع آليات تنفيذهم الدعوية مستقبلا.
▪︎بيان الأصول الشرعية في العلاقة بين المسلمين أنفسهم والتعايش والتعاون مع غيرهم.
محاور المؤتمر الحادي والثلاثون في هذا العام:
وبخصوص المحاور التي تضمنها مؤتمر “خَيرُ النَّاسِ أنفعُهُم للنَّاسِ” فهي عبارة عن تسعة محاور.
المحور الأول : “وقتك حياتك”
المحور الثاني: “الغفلة أسبابها وعلاجها”
المحور الثالث: “التَّعاون والتَّعايش”
المحور الرابع: “الأسرة والتربية”
المحور الخامس: “مبادئ الإسلام وأسس الانتماء”
المحور السادس: “محبة الله ورسوله صلى الله وسلم”
المحور السابع: “تحديات الدعوة الإسلامية في المهجر”
المحور الثامن “القدوة والنُّجومية”
المحور التاسع: “مواعظ ورقائق”
ضيوف المؤتمر والمشاركون فيه:
١ – معالي الأستاذ الدكتور علي محمد صالح.
٢- معالي الدكتور محمد حسين.
٣ – فضيلة الشيخ محمود الشيخ حسن أبو طلحة.
٤ – عبدالله حنبلي الحاج عبدي.
٥ – فضيلة الشيخ عبدالكريم عبدالرحمن.
٦- فضيلة الدكتور عبد الله السويديِّ.
٧- فضيلة الشيخ عبد الحميد.
٨- فضيلة الشيخ نجيب مكران.
٩- فضيلة الشيخ أبو صفوان السويديِّ.
من ميزات المؤتمر:
١- الاستمرارية؛ فمنذ ثلاثة عقود والمؤتمر يحافظ على ستمراريتة ولا يتخلف عن عطاءه المتواصل.
٢- التنوع اللغوي والثقافي الذي يتميز به المؤتمر في طرح مواضيعه.
٣- الأداء العلمي والمهني واختيار أهل الاختصاص لكل موضوع.
4- التوريث الدعوي الممنهج للأجيال.
ذكريات ومشاهدات:
كنت أحضر هذا المؤتمر وأنا شابٌ في مقتبل العمر، حديث عهد بالمهجر والغربة، كانت بضاعتي في العلم مزجاة، ولولا رحمة ربي ثم مشاركتي في المؤتمر الدعوية (حضورا ومحاضرا) والدورات الشرعية، وملازمة الأخيار، لاستهوتني مغريات المهجر وملهياته، لكن الله عصمني به وعلق قلبي عليه وكانت أول مشاركة لي فيه (حضور) عام 1996 حيث أتيت من مدينة أودينسة (الدنمارك) يحدو بي حماس الشباب وبراءته، كان الجمع آنذاك كبيرا والحضور مهيبا، كنتُ هنا بالأمس حاضرا واليوم محاضرا وغدا قد أرحل من هذه الدنيا، وبين هذه وتلك دروس عبر لمن يعتبر.
من المشاهد العجيبة أنه كان يترأس إدارة المؤتمر بالأمس (1996م) الأستاذ أخيار أحمد علي، واليوم في عام (م 2023) تولى إدارة المؤتمر ابنه لقمان إخيار أحمد على، فما أجمل التوريث عندما يكون في خدمة الدين.
ثمرات المؤتمر:
للمؤتمر الدعوي المستمر قرابة ثلاثة عقود ثمرات لا يمكن لي حصرها منها:
▪︎أنه صار مجمعا علميا يجتمع فيه سنويا جمع من المسلمين في المهجر لمناقشة أوضاعهم.
▪︎يتسلم زمامه ويعمل فيه بجدية الجليل الثالث من أبناء الجالية والذين جمعوا بين ثقافة المهجر وأصالة الانتماء.
▪︎كان من ضمن المحاضرين الشيخ الدكتور عبد الله السويد، السويدي الأصل وهو خريج الحامعة الإسلامية في المدينة، ونال درجة الدكتوراة، وله صلة قرابة من العائلة الملكية في السويد، اختاره الله للإسلام فصار علما في الدعوة إليه وله ارتباط وثيق بالصومالييين.
ومن المحاضرين الشيخ أبو صفوان من مواليد حي رينكبي (Rinkeby) الذي سمعنا عنها كثيرا ما يحدث فيها من جرائم قتل وأخلاقية من قبل أبناء المسلمين الأصليين، ويقطن الصومالييون فيها بكثرة بل صار بعض أبنائهم ضحية المخدرات.
الإسلام اختيار إلهي، والواقع ليس عذرا،
قرأتُ قبل أيام مقولة ثبات آسية بنت مزاحم – امرأة فرعون – وهى في بيتِ أكبر طاغية! وانتكست امرأة نوحٍ وهى فى بيتِ أكبر داعية. والفطرة السليمة خيرٌ من عقلٍ مريضٍ ومنبهرٍ بحضارة مزيفة وبائسة، نادى نوح فى الحيوانات مرة واحدة فركبت السفينة! وقضى ٩٥٠ عام ينادى البشر فاختاروا الغرق”.
وسر النجاح الامتثال لأمر الله، طلب إبراهيم عليه السلام ابنه للذبح فامتثل! وطلب نوح ابنه للحياة فأبى!! ومن مُنّ عليه التوفيق فقد مُنّ عليه بالخير كله.”
مستقبل المؤتمر:
إذا حافظ المؤتمر على جودته في الأداء وانضباطه الزمني واستمراريته وتكاتف أبنائه في انجازه كل عام فسيغير مجرى التاريخ في أوروبا وسيعنتق الإسلام بسببه الكثيير إن شاء الله.
أهم التوصيات:
▪︎إضافة دورات علمية لأبناء الجالية إثر اختتام المؤتمر.
▪︎توسيع دائرة المشاركة وفتح المجال لذوي الاختصاص.
▪︎اعتماد لغة أهل البلد وإشراكهم في الأنشطة.
▪︎اختيار المواضيع بناء على رغبات أهل المهجر.
▪︎طباعة مطويات عن تناج المؤتمر بلغة البلد، وطباعة كتاب أعمال المؤتمر في كل عام.
▪︎تقوية اللغة العربية والصومالية في الدروس والدورات للجيل الناشئ.
محبكم في الله / عبد الله الحنبلي.