تختلف شعوب العالم في تقديرها للوقت ويرتبط ذلك بتخلفها وتقدمها عن بقية دول العالم، لكن تقدير الوقت عندنا في الصومال مختلف تماماً عن ماتعرفه، فعندما يتأخر الصوماليين عن مواعدهم الرسمية، أو يريدون السخرية ممن يتأخرون عن المناسبات، يقولون إنها مواعيد أفريقية، إذا أن هناك فكرة راسخة بإن التأخير سمة من سمات الشعوب الأفريقية، لكن خلال عيشي السنوات الاربعة الماضية في العاصمة الصومالية مقديشوا، تبين لي أن هناك توقيت صومالي غير التوقيت الافريقي، فعندما حضرنا أخر مؤتمر علمي لجامعة، كان هناك ضيوف من كبار المسؤولين الصوماليين ، نواب في البرلمان، وزراء في الحكومة الحالية و الحكومات السابقة، مستشار الرئيس وكبار الاداريين في الجامعة، في اللية التي سبقت المؤتمر وردتنا رسالة نصية من عميد الكلية ومساعديه، أن الحضور لمؤتمر أمر ضروي لطلاب السنة الأخيرة، أن المؤتمر سيبدأ على السابعة ونصف، على الجميع أن يكون هناك في الوقت المحدد، الأمر كان بلهجة جادة، رغم خبرتي إلا أنني شعرت بقلق منذ السادسة، وبدأت بتجهزت، تأخرت صديقتي التي كانت سترفقني، و شعرنا بقلق طوال الطريق وصلنا على الثامنة، وعندها، وكان الجميع هناك، لكن المؤتمر لم يبدأ بعد، ثم حضر ضيوف المؤتمر على التاسعة والنصف صباحاً بعدها بدأ المؤتمر .
عندما أصبح الصوماليون على علم بطبيعة مجتمعهم الذي لايقدر الوقت، ولايحضر في المواعيد المحددة، كان عليه وضع تؤقيت غير صحيح لكل موعد، قد يكون الفارق بين الموعدين ، حسب أهمية الموعد ، قد يكون الفارق دقائق في بعض المواعيد اليومية، وساعات في أخرى، فتبدأ بشعور بتوتر ، وأنك حتماً تأخرت عن موعدك، لكنك تكتشف إنك لم تتأخر، أو لربما وصلت أبكر، وفي نهاية تم عقاب على الطريقة الصومالية.
لاحظت ذلك، كثير عندما كنت رئيسة لنادي القراءة في الكلية، عندما يأتي الوقت لتحديد الجلسات النقاشية، دائما ما كان زملائي يقولون لي سيكون موعد الجلسة على الثامنة ونصف، لكن الجميع سيكون هناك على التاسعة، إذن التاسعة هي الموعد الحقيقي، وفعلا تسير الخطة على أكمل وجه.
أن ثقافة أحترام الوقت تأتي من التنشئة الاجتماعية للأفراد، فإذا تم تعريز ذلك من المنزل إلى المدرسة يكبر الفرد هو يحترم الوقت، والعكس يحدث إذا كان المجتمع يعزز ويتقبل، سلوك التأخر، ونقض المواعيد، دون الاعتذار أو الشعور بأدني مسؤولية.