يخوض 11 من أعضاء البرلمان الصومالي الانتخابات المقررة تنظيمها يوم غد الأحد والتي ستجرى في مقر مجلس النواب الصومالي لإنتخاب رئيس جديد للبرلمان والذي سيخلف رئيس البرلمان السايق البرفسور محمد شيخ عثمان جواري.
وقد شهدت فنادق مدينة مقديشو العاصمة في الأيام القليلة الماضية حملات إنتخابية ساخنة بغية كسب أصوات أعضاء البرلمان الموزعين إلى مجموعات إنتخابية غير متماسكة.
أما شروط المرشحين فهي: أن يكون عضوا في البرلمان الصومالي الفدرالي الحالي، ويحصل شهادة تسجيل، ويدفع خمسة عشر ألف دولار، وإذا كان وزيرا في الحكومة عليه أن يقدم الإستقالة قبل أن يقدم طلب الترشح إلى لجنة الانتخابات.
وتشير آخر الأنباء إلى أن كل مرشح منهم يكثف حملته الانتخابية الليلة وسط أعضاء البرلمان لضمان فوزه في انتخابات يوم غد الأحد علما بأن المرشحين يستخدمون أساليب متنوعة في جذب أعضاء البرلمان إليهم، وأهمها دفع المال، وتقديم وعود سياسية أخرى.
عوامل ثلاثة
ويتحدد أبرز المرشحين لخلافة رئيس البرلمان السابق محمد مرسل شيخ عبدالرحمن، وإبراهيم إساق يرو، السيد عبدالعزيز حسن محمد ، وشريف محمد عبد الله، ومحمود معلم يحيي.
ومن الصعب التنبؤ في نتائج انتخابات يوم غد الأحد وذلك لثلاثة عوامل أساسية وهي: أن جميع المرشحين ينحدرون من دائرة إنتخابية واحدة وهي مناطق جنوب غرب الصومال – قبيلة واحدة- غموض وضبابية حول من تدعمه السلطة التنفيذية والمعارضة أيضا، وإن كانت بعض الروايات تشير إلى أن جميع الأطراف قد حددت مسبقا المرشح المفضل لديها، وأخيرا عدم إمكانية حسم عنصر المال لصالح طرف على الطرف الآخر.
مؤثرات خارجية
ويطرح البعض وجود مؤثرات خارجية في هذه الانتخابات إلا أن الحقيقة الكاملة غير مرئية حتى الآن بيد أنها ستتكشف إثر الانتخابات، كما أن شأن الانتخابات الحالية لا تختلف عن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة.
ويرى الخبراء والمحللون الصوماليون أن أي مرشح محسوب على السلطة التنفيذية سيواجه مقاومة شرسة من المعارضة، أو من أوساط المجموعات التقليدية في البرلمان، وتفاديا لذلك فإن الحكومة الصومالية الفدرالية تتفادي عن إعلان موقفها الصريح حيال المرشحين.
وفي إستطلاع أجرى راديو دلسن حول أبرز المرشحين فإن السيد محمد مرسل شيخ عبدالرحمن هو الذي يتصدر في قائمة المرشحين، كما تذكر بعض المصادر المحلية المطلعة إلى أن مرسل هو الأفر دعما من السلطة التنفيذية.
وتعد التكتلات التالية أبرز المجموعات السياسية المشكلة داخل البرلمان وهي: كتلة المحافظين المؤيدين للسلطة التنفيذية، كتلة التقدم إلى الأمام المعارضة، كتلة حزب دلجر، كتلة حزب كلن، إضافة إلى شخصيات مستقلة.
تجدر الإشارة إلى أن العقبات أمام المعارضة تتحدد في تعدد الزعامات، وتباين المشاريع السياسية، وشح الموارد المالية، وقوة الحملة الانتخابية المدعومة من السلطة التنفيذية.
توقعات الإنتخابات
وتتحدث بعض المصادر الصومالية عن أبرز الشخصيات المتوقعة فوزها في انتخابات يوم غد الأحد وهم: السيد محمد مرسل شيخ عبدالرحمن والذي قيل إنه سيحصل في الجولة الأولى حوالي 65 صوتا، بينما يتوقع أن يكسب شريف محمد عبدالله بـ 59 صوتا، أما السيد السيد عبدالعزيز حسن محمد فسيحصد 35 صوتا في الجولة الأولي، بنيما مرشح المعارضة والولايات الفدرالية الصومالية السيد إبراهيم إساق يرو بـ 30 صوتا.
التوقعات هذه تقريبية فقط ولكن قد يحدث العكس إلا أن أبرز المرشحين لفوز الانتخابات هم: مرسل، وإبراهيم، وشريف بيد أن حظوظ الأخيرة قد تكون كبيرة إذا احتفظ في الجولة الأولى 59 صوتا.
وعموما فإن عدد المرشحين في انتخابات يوم غد الأحد يقدر عددهم بـ 11 مرشحا وهم الآتية أسمائهم مع سيرتهم الذاتية المقتضبة:-
- السيد محمد مرسل شيخ عبدالرحمن، ولد في مدينة بيدوا عام 1957م ودرس العلوم الاجتماعية من جامعة العلوم والتكنلوجيا اليمنية عام 2014م، وقد تقلد مناصب عدة في الحكومات الإنتقالية الصومالية، كما كان عضوا في البرلمان منذ 2009م، وقبل ترشحه في الانتخابات الجارية إستقال من وزارة الدفاع حيث كان وزيرا للدفاع.
- شريف محمد عبدالله حسين ولد في بيدوا عام 1954م ، وهو عضو في البرلمان الصومالي منذ 2000م إلى اليوم، وله دور بارز في التعليم الأهلي الصومالي.
- إبراهيم إساق يرو، 1972م نال تعليمه العالي في لندن، وهو عضو في البرلمان الصومالي منذ 2000م، وتقلد عدة مناصب وزارية.
- السيد علي شيخ محمد نور ولد عام 1962م، وتخرج من الجامعة الوطنية الصومالية، وهو عضو في البرلمان الصومالي منذ 2004م إلى الآن.
- السيد عبدالعزيز حسن محمد، هو عضو البرلمان الصومالي منذ 2012م إلى الآن،وتقلد مناصب وزارية في الحكومات الإنتقالية الصومالية.
- الدكتور سالم عليو إبرو.. ولد 1944م وقد درس العلوم الزراعية والثروة الحيوانية من أستراليا، وهو عضو البرلمان الصومالي منذ 2004م، كما تقلد مناصب وزارية أيضا في الحكومات الصومالية المتعاقبة.
- شيخ آدم محمد نور ولد عام 1956م وحصل على دبلوم في العلوم الشرعية، وكان عضوا في البرلمان الصومالي منذ 2000م. كما تقلد مناصب عدة من بنيها رئيس البرلمان الإنتقالي الصومالي عامي 2007-2008م.
- الدكتور شريف شيخونا ميو، ولد في مدينة مركة عام 1941م تخرج من الجامعة الوطنية الصومالية، والتحق بالشرطة الصومالية حيث تنقل في مواقع عدة حتى أصبح القائد العام للشرطة الصومالية 2011م 2013م
- السيد محمود معلم يحيي ولد في مدينة تييغلو عام 1974م حيث تخرج من جامعة مقديشو الأهلية، وهو عضو البرلمان الصومالي منذ 2009م، كما تقلد مناصب وزارية عدة.
- السيد إيمان عبدالله علي ولد في بيدوا 1954م، وتخرج من الجامعة الوطنية قسم المحاسبة، وعمل في بنك التنمية الصومالي قبل 1991م، واصبح عضوا في البرلمان الصومالي في دورته الحالية 2016م
- السيد إدريس عبده طغتر ولد في مدينة بيدوا عام 1965م، وتخرج من الجامعة الوطنية قسم الزراعة،وأصبح عضو البرلمان الصومالي الفدرالي في دورته الحالية 2016م.
تجدر الإشارة إلى أن المرشحين الـ 11 سيخوضون الانتخابات يوم غد الأحد، وسيفوز واحد منهم في الانتخابات، وبرغم تباين مستويات التعليم، والعمر، والخلفيات السياسية والفكرية، والجهات المحلية وغيرها الداعمة لكل مرشح إلأ أنه من الصعوبة بمكان التنبؤ بمن سيفوز في الانتخابات المقرر إجرائها تحت قبة البرلمان.
وأمام رئيس البرلمان الجديد الذي سيفوز في انتخابات يوم غد الأحد تحديات كبيرة أبرزها: بناء وترميم مقر البرلمان، وتصديق القوانين المعلقة، والمساهمة في إرساء مؤسسات الدولة الصومالية، وتحسين الظروف المالية والأمنية لأعضاء البرلمان،وإطفاء الحرائق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. فهل سيتمكن رئيس البرلمان القادم التغلب على تلك التحديات؟ أم سينهي فترته تحت قبة البرلمان المنهارة؟