يخلق الوعي السياسى في المجتمعات المتقدمة تغيرات ثقافية وأخرى سياسية وأيضا إجتماعية وبالتالى يخلق تغييرا فى الوعي السياسى للفرد والمجتمع، كما يُعتبر الوعي السياسي – كونه مصطلحا علميّا- بأنه: إدراك الفرد لواقع مجتمعه ومحيطه الإقليمي والدولي، أو الإدراك الصحيح لمجريات الواقع السياسي ولما يحصل فيه من أحداث وتطورات وتقلبات ومحطات.
ينبغي لكل فئات المجتمع، وخصوصا الفئات الفاعلة وذات الصوت تحصيلهم لحدٍ أدنى من الوعي في المجال السياسي، إذ لابد من ذلك الحدّ الأدنى الذي يمكنهم من التصور النظري للقضايا السياسية والمواكبة مع الأحداث الجارية في بلدهم .
وكذلك يتحتم على المحللين في المجال السياسي تحصيلهم حالة من الوعي على مستوى فهم المطلوب،وعلى قدر الذي يهتم الشخص أن يتحدث به، من حيث المطالعة الكافية للمصادر الأصلية والموثوقة إزاء هذا المجال، فإن صفة العاقل الأساسية يكمن في معرفته الواقع الذي يعيش فيه وما يترتب به من تعبيراتوتحليلات؛ إذ يعني بذلك أن يكون ملماً بالقوانين والضوابط التي عليها أمور زمانه، فإن عدم إمتلاك في الوعي السياسي يجر الويلات على الأمم ويجعلها لقمة سائغة بأيدي لا ترحم ولاتقبل الأعذار.
فهناك مجالات لابد تحقيقه من خلال محور الوعي السياسي من هذه المجالات: الإدراك حيث لا بد أن يكون نبغاً من أوهام، كذلك المعرفة التي ينبغي أن تكون للغايات والأهداف، كما أنه المعرفة متعلقة بالقوى المؤثرة وليس بالقوى المنفعلة من جانبها الإقليمي والدولي، كما أنه لابد من خلال الوعي السياسي معرفة الواقع السياسي الذي له دور كبير في اتخاذ الموقف السياسي وإتخاذ القرارات المصيرية وفي وضع الخطط وآليات الأهداف الأساسية، في المحلل السياسي وخبير في هذا العلم هو الذي يتنبأ في بيئته.
فإن الوعي السياسي لدى المجتمع الصومالي يفقد الرؤية الواضحة لنضوج المجتمع سياسياً وثقافياً، وعلى هذا الأساس يتطلب إلى معرفة مستوى إدراك الشخص للمعرفة معمقة والمهارات ذات الصبغ السياسية التي تضمن للفرد نوع من الأداء المتطور والمُتحضر من خلال ممارسته أخلاقيات العمل السياسي الذي يبعده الشخص العاطفة من خلال ممارسته في ذلك العلم، كما يحتوي ذلك المطلب الذي ذكرته آنفا معلومات هامة وخبرات تجعله الشخص الصومالي الذي يرغب أن يكون محللاً في علم التحليل السياسي، يجب ان يكون متمكناً من التعامل مع الواقع السياسي الذي يسود في المجتمع ومن مقياس هذا الوعي الشعور بالانتماء للمعرفة السياسية من حيث تخصصية أو الممارسة في المشهد الصومالي ليجد القدرة على تحليل المؤشر السياسي في داخل مجتمعه.
كذلك الوعي السياسي لدى المجتمع الصومالي في الوقت الحالي يؤثر عوامل عدة تؤخذ في بلورة الوعي السياسي في المجتمع الصومالي، ومن أهم تلك المؤثرات السالبة: تمني الإستقرار مع المشاركة في تفخيم القضايا والمشكلات الداخلية في المجتمع الصومالي هي وسائل التواصل الإجتماعي حيث أصبحت تلك الوسائل كوسيلة للاتصال وتبادل الأفكار والمعلومات السياسية من خلال رفع وتيرة مشاركة للفرد في الحياة السياسية وتغيير قناعاته وسلوكياته تجاه بعض القضايا والمشكلات السياسية في البلاد، كما تُعد تلك الوسائل مصدر الأكثر تواصلاً بين أبناء البلد إن كانوا يعيشون في داخل أو خارج البلاد مع أني لا أرفض يشارك في بعض الأحيان حل ببعض المشاكل ويأخذ دور بارز في توعية المجتمع.
وأكبر من ذلك أن أغلب المجتمع من أبناء الوطن جعلوا آلة التواصل الاجتماعي يحللون في القضايا السياسية في البلاد بدون إتباع آليات والأسس أو القواعد العلمية وتنبؤات موثوقة في الميزان القضايا السياسية في الصومال مما يؤثر سلبا كل المصادر من القنوات الفضائية ومحطات الإذاعية التى لها تأثير كبير في الوكالات الإعلامية والرأي العام المحلي والدول، ربما يعتمدها البعض تلك الوسائل التى ربما يتابعون الصحفيون ووكلاء الأنباء، ويتضح من ذلك تري بعض الصحفيين ويسألون بعض مسؤولين الدولة والمحللين السياسيين أسئلة كثيرة التى يتسائل البعض في وسائل التواصل الاجتماعي مما يعكر أيديولوجية المثقف الصومالي نحو قضايا السياسية في البلاد.
الخلاصة:
سعى هذا المقال، والذي اخترت له كعنوان: الوعي السياسي لدي المجتمع الصومالي، إلى إبراز موضوع الوعي السياسي كمصطلح علمي مع توضيح مخل الموضوع و ذكر الوعي السياسي في المجتمع الصومالي وتأثير الوسائل التواصل الإجتماعي في الوعى السياسي للمجتمع، من خلال هذا المقال أطرح إدخال تخصصات العلوم السياسية في الجامعات مادة علم النفس السياسي، كما أتقدم للقوى السياسية الصومالية الإهتمام بالوعي السياسي لإنجاز مشروع الديمقراطية والإستقرار في الصومال وتعزيز مفهوم ثقافة السلام في البلد بشكلها الصحيح، وأناشد الحكومة الصومالية والمجتمعات المدنية والقوى السياسية أن ينادو بالاصلاح السياسي وتطوير المجتمع الصومالي بالوعي السياسي وثقافة السلام.