بناءا علي المقاييس السياسية، وقواعد اللعبة، والربح والخسارة، فان الحكومة الصومالية هي المنتصرة في معركة كسر العظام الدائرة في الساحة، وذلك بقدرتها امتصاص غصب المعارضة السياسية في المرحلة الحالية.
وفي مقابل ذلك فالمعارضة ايضا حققت بعض النقاط،وابرزها:-
١- اعتراف الحكومة وجودها، وانها شريك في العملية السياسية برضي القصر الرئاسي.
٢-اعترفت الحكومة ما جري في ١٩-٢-٢٠٢١م، وتحملت المسؤولية الكاملة.
٣-تشكيل لجنة مستقلة معنية في الاحداث الاخيرة، ومهمتها إجراء تحقيق في استهداف الأجهزة الأمنية الرسمية على رموز المعارضة الصومالية.
ولكن النقاط الثلاثة ليست ثقيلة علي الحكومة،بقدرما حققت لها مكاسب تكتيكية في غاية الاهمية، لتكسب مزيدا من الوقت، والجهد
ورقة تنظيم المظاهرات سارية المفعول حتي الان، وهي بمثابة قنبلة في يد المعارضة السياسية،ولكن ابطال مفعول القنبلة قد تكون بيد الحكومة لانها بالتاكيد سيكون لها دور فعال فيما مالات الامور.
ولكن اظن -وليس يقينا- بوجود نقاط اخري غير مدرجة في مخرجات اللقاء،وهي التي امتصت غضب رموز المعارضة، او وقعت بردا وسلاما عليهم،وقد تكون في شكل وعود سياسية وذلك بسحب البساط من تحت اقدام الرئيس المنتهية ولايته في الوقت والمكان المناسبين،انها السياسية من يدري كيف ستكون؟ بيد ان فريق القصر الرئاسي بدا يحتفل منذ الساعات الاولي من ليلة ٢٦-٢-٢٠٢١م!
اجتماع ابناء العشيرة الواحدة في مكان واحد، وفي اجواء من الصراحة،والمكاشفة، والمناقشة الجادة حول ماجري في ١٩-٢-٢٠٢١م في مقديشو العاصمة، وطرق حماية مكتسبات الدولة الصومالية، وسكان مقديشو العاصمة، مع استعراض قوتهم السياسية الحالية التي تفوق الخيال اذا توحدت الارادة،والمبادي، والوسائل وبعيدا عن القصر الرئاسي ، كلها عوامل ورافعات فعالة، ساهمت في انجاح الاجتماع الذي جاء في لحظة حاسمة، و مفصلية في تاريخ الدولة الصومالية في ٢٠٢١م.
مخرجات اللقاء اكد نضج قيادة المعارضة،وحماية المصالح العليا للوطن،
بالتاكيد، المستقبل مشرق في حال تعزيز قيم الحوار،ومواصلة المشاورات بين الحكومة،والمعارضة السياسية، باعتبار ان الطرفين خرجا من الاجتماع منتصرين