تابعت منذ اشهر وحتى تاريخه عددا من الخطابات الإعلامية في المناسبات الاحتفالية والمؤتمرات الرسمية الصومالية في داخل البلاد وخارجها، وعلى رأسها المسابقات القرآنية، والمؤتمرات السياسية في المناسبات الانتخابية واللقاءات الجماهيرية، والتجمعات العشائرية، والسجالات الفصائلية في الولايات الفيدرالة والمنفصلة من طرف واحد_ وحتى المباريات الكروية، والنقاشات حول سيناريوهات الأعمال الفنية_فوجدت أنها تشترك في العوامل الآتية:
١_النقص والشطط وتقديم أعمال المسودات على صورة اعمال نهائية؛ مما يؤدي إلى إنناج عمل اشبه بالخداج.
٢_عدم مراعاة الإيتكيت الذي يمثل آداب التصرفات الحضارية والسلوكيات الحميدة؛ للتعامل مع الأشخاص والمجتمع، وغياب البرتوكول الذي يحسن الأنظمة والالتزامات الرسمية.
٣_ ضعف التحضير المسبق علميا وعمليا، والتدريب قبل العرض وعدم الأخذ بعين الاعتبار على التجارب المشابهة؛ لتفادي الأخطاء السابقة والمصاحبة.
٤ندرة مخرجات المؤتمرات والمسابقات والمشاركات والنقاشات أو خلوها عن قرارات نافذة و نتائج علمية ودراسات بحثية؛ مقارنة بما ينفق فيها من جهد ووقت ومال .
٥_عدم التعاون بين الجهات ذات العلاقة على العمل بروح الفريق؛ وذلك لتحسين نوعية الإنتاج كما وكيفا.
٦_ صنع النجومية من الأوهام ك: باسم رئيس دولة لحاكم غير منتخب لولاية فيدرالية، أوتسمية سياسي لمعارض على كل نظام مدى الحياة، أو باسم سلطان عشيرة لمشعل جرب أهلية، أو باسم ناشر فى الوسائل الاجتماعية لنافخ كير في الفتن، أو محكم مسابقة أو مباراة إقليمة لمن لا يحمل شهادة متخصصة، أو باسم لاعب محترف في صفوف المنتخب الوطني لمن يحمل جنسية أجنبية، أو باسم ممثل مبدع لمن لا يراعي الخصوصية الثقافية للمجتمع الصومالي المسلم.
ولعل الأسباب في ذلك ما يرجع إلى الآتي:
١_السرعة والاستعجال وهي من سمات البشر عموما، ومن مميزات الإنسان الصومالي المتسرع بطبيعة الحال والمآل.
٢_طبيعة المجتمع البدوي التي قد تتنافى مع السلوكيات الحميدة التي دعى إليها الإسلام _ وسن لها البشر قوانين _عند التعامل مع الغير كالحلم واللباقة والبريستيج لإنزال الناس منازلهم.
٣_ التعصب الاجتماعي والديني قبليا كان أو حركيا أو حزبيا؛ عند الاختيار والاختبار والاستصافة؛ مما يؤدي إلى تكرار النسخ الماضية بفشلها أو بنجاحها المحدود، دون الاستفادة من الفرص المتاحة والحيلوية دون تكرار الأخطاء السابقة، أو بارتكاب أخرى أفظع منها.
٤_ ضعف التأهيل العلمي والتدريب المهني قبل مزاولة المهن أوالخوض في السباق مهما صغر أو كبر.
ولم أر من أناس يمتهنون مالا يحسنون مثل قومنا ليصيبوا بالتزبب قبل التحصرم
٥_النفعية ومحاولة سبك مصادر للدخل من كل شيء، ولو بالتسلق على أكتاف الآخرين؛ مما يجعل الكسب غير المشروع، و الفساد المالي مشرعي الأبواب حتى داخل الجهات التي تمنع [مكافحة] الفساد!
٤_ممارسة العنف اللفظي والقسوة في الرد على المخالف؛ لتصبح النتيجة القسوة مقابل القسوة، كما هو معروف في قانون ردود الأفعال بان: لكل فعل، رد فعل مساو له في المقدار، ومعاكس له في الاتجاه
٥_الجهوية (الشللية) والحزبية ( الحركية )؛ في الاختيار للاستضافة والاختبار للامتياز ؛ مما يؤدى إلى التكرار الملل والعمل المخل؛ بسبب التمثيل غير الموفق بدءا من المسابقات المحلية ومروارا بإسناد المهام الحكومية، ووصولا إلى مباريات الكؤوس العالمية.
وللمساهمة في محاولة تقليل العقبات السابقة وغيرها، يمكن ان يقترح ببعض الحلول الآتية:
١_تحسين نوعية خطابنا الثقافي بالتدريب القيادي على أصول الخطابة وفن الإلقاء لدى الساسة والوجهاء والعلماء؛ وذلك لتقوية منهجية البيان والبلاغ في حسن المحاضرة لدى “حدثاء السن من طلبة العلم، ومحدودي الخبرة من القادة الاجتماعيين والسياسيين، والتدرب على معرفة الأنظمة المرعية في مواجهة الجماهير وتأثيرها.
٢_ وضع قوائم المناقصات لإعلان المشاركة للأعمال الشاغرة بغية المنافسة الشريفة في المسابقات والمؤتمرات والأعمال تنظيما وممارسة؛ لإسناد التنظيم إلى جهات متخصصة من مؤسسات وشخصيات استحقت باستحواذ العمل والعملاء والعملة عن جدارة دون محاباة ومجاملات.
٤_التنظير المخطط المسبق لاستشارة الخبراء المعنيين في المجال المستهدف قبل التطبيق العملي في الميدان بالخطأ والمحاولة.
٥_فرض الحظر الإعلامي والتمثيلي على المتشبعين بما لم يعطوا الذين يتحدثون عبر الشاشاة بالاسماء الحلوة المسمومة، والألقاب المستعارة المتعاظمة؛ للتاثير على المتابعين الإبرياء، وإذكاء الفتنة بين أبناء المجتمع الصومالي؛ ومن ثم إساءة التمثيل له في المحافل الوطنية والإقليمة و الدولية.