تنبيه:
هذه المقالة مجرد أحاسيس بدت لكاتبها وأراد التعبير عنها لكيلا تبقى المفردات حبيسة النفس ولكيلا يتحول الإحساس إلى هاجس نفسي يؤرق صاحبه فقط ، وحتى يستفيد منها المعنيون بها إذا قدر للكلمات أن تخترق جدارهم وتصل إلى مسامعهم، وحري بالإنسان المسلم أن يكون ناصحا لكل إخوانه ، وكما هو الحال وواضح من كلماتي السالفة ليست مبنية على معلومات جمعت وليست تحليلا لوقائع رصدت وإنما إنطلاقا من مبدأ الحرص العام على الصالح العام ليكتمل جماله وجلاله .
جامعة ماخر ونبدة قصيرة عنها وعن موقعها:
تعتبر جامعة ماخر تكاملا بين القطاع الخاص وجهوده وبين الحكومة الإقليمية في بونتلاند ومساعيها، فقد تمخض هذا المشروع الضخم من سعي المواطن فيصل حور وأصحابه وتمثيل المؤسسات الرسمية وعدم تضييعها للفرص السانحة والمشاريع المتاحة، ولقد بدأت أحلام المشروع تداعب مخيلة أهالي المنطقة منذ حكومة الرئيس السابق للولاية عبدالرحمن فرولي حيث وقعت حكومته مع دولة الكويت مذكرة التفاهم لإقامة المشروع وواصلت حكومة الدكتور عبد الولي جاس المشوار من النقطة التي توقف فيها المشروع.
أقيم المشروع في منطقة هي في أمس الحاجة إلى مثل هذه المشاريع وهي مدينة برن التي هي بمثابة الحاضرة لمنطقة كبيرة من محافظة سناغ والتي تقع إلى الشرق من عاصمة المحافظة عيرجابو التي تبعد عنها حوالي 163 كم وتدير هذه المدينة مدنا كثيرة في المحافظة منها عيل به و حنجلول وبران وغيرها كما تدير كثيرا من القرى والأرياف.
جامعة ماخر والفرص المتاحة
بغض النظر عن المبنى الجميل والواسع والمساحة الواسعة التي خصصت للجامعة ومشاريعها المستقبلية فإن الجامعة تحظى بمجموعة من الفرص التي لم تتح لغيرها من الجامعات في المنطقة ونلخصها في الآتي:–
أولا: تتمتع الجامعة بفرصة نادرة الوقوع في المجال التعليمي الصومالي فهي من الجامعات المحدودة إن لم تكن معدومة التي حظيت بمشروع للبناء متكامل وبمراتب متفق عليها سلفا وهذا يعطي الجامعة إندفاعة إلى الأمام والتفكير عن المضمون بدلا عن الشكل الذي أعد سلفا.
ثانيا: تقع الجامعة في منطقة شاسعة لا تتوفر فيها خدمات تعليمية عليا فبدءا من عاصمة المحافظة عيرجابو وجميع المدن في المحافظة لا تتوفر فيها ما يمكن ذكره في هذا المجال إلا بعض الأفرع لبعض الجامعات مثل شرق إفريقيا وجولس في عيرجابو وهذه لا تتجاوز كونها كمعاهد عليا ولا ترقى لدرجة الجامعة .
ثالثا: تحيط بالجامعة من كل الجهات مدارس ثانوية تخرج كل سنة مئات من الطلبة الراغبين في الإلتحاق بالتعليم العالي وتحظى المحافظة بسمعة طيبة في المجال التعليمي من قبل كل من نظامي بونتلاند وصوماللاند وعندما يلتحق أبناؤها بالتعليم العالي يحتلون المراتب المتقدمة فيها سواء كان ذالك في الداخل أو الخارج .
رابعا: للجامعة كادر من المتخصصين والذين يهتمون بها بشكل لافت فأعلام منطقة سناغ كلها ومثقفوها مهتمون بها بشكل كبير وهذه فرصة لا تحظى بها أغلب الجامعات في المنطقة إن إستثمرت هذه العقول بشكل سليم .
وهناك عقبات واضحة:
أولا: التداخل الواضح بين ما هو أكاديمي وما هو عشائري وبين ما هو رؤى سليمة للتطوير وبين ما هو تدافع أيدولوجي بين الأفكار الموجودة في المنطقة فهذا كله يمكن ان يكون فرصا إن صهرت كل الأفكار في بوتقة التطوير والإصلاح ووقف الطاقم الإداري للجامعة مسافة واحدة بين كل التيارات والقوى والأفكار واتحد مع الجميع جاعلا منهم بذور التلاقح وليس حجارة العثرة أما إذا تضاربت المصالح وضرب الكل على الكل فكبر على الجامعة ومشروعها ألف سلام .
ثانيا: الجامعات الكثيرة في المنطقة والتخمة التي أصيب بها مجال الدراسات العليا في الوطن فهذه عقبة كأداء تصيب الطالب الراغب في الإلتحاق بهذا المجال حيرة مفهومة من قبل الأكاديميين والمهتمين في المجال التعليمي فكل الطلاب اليوم يفضلون الخارج من الداخل وأسباب ذلك واضحة للجميع إلا من تعامى وتغافل والجامعة بإمكانها أن تتفادى هذه العقبة بأن توفر تعليما متميزا وخدمات تعليمية رفيعة في مجالها وتوفر كليات أكثر نفعا وأوفر للفرص في المستقبل .
ثالثا: ندرة الأساتذة المتخصصين والذين يستطيعون بخبراتهم الإستجابة لمتطلبات الطالب في المرحلة الجامعية وهذا سببه أن العقول التي تعلمت لم تعد إلى المنطقة بل هاجرت كطيور إنقطع عنها وعن أعشاشها الماء واالكلأ فهنا لا بد من الإهتمام في المرحلة الحالية من إستعادة هذا الكادر وأن توفر الجامعة له المشاريع التي تبقيه في بلده حتى لا يغترب عنها وتنقطع الدراسة عن الطالب، ثم لا بد من الإهتمام بغرس كادر يحيط بالجامعة ويراها مثل حياته وهذا مما لم أر مؤسسة نجحت في خلقه إلا جامعة مقديشوا.
رابعا: ومن العقبات أيضا أن الجامعة ليست مسجلة في المنظمات والتجمعات والإتحادات الجامعية العالمية وهذا لا بد من الإهتمام به فهو يتحول في المستقبل القريب إلى عقبة فالمتخرج من الجامعة لا يجد دراسات عليا مثل الماجستير والدكتوراة إن لم تحظ الجامعة بعلاقات واسعة مع تلك المؤسسات ويأتي في هذا الصدد أيضا أن تكون علاقات مع الدول التي يفد إليها الطلاب الصوماليون في الأغلب .
وعلى كل فإن جامعة ماخر إضافة جد فارقة في المجال التعليمي العالي وستحظى باهتمام كثير من رواد هذا المجال كما وأن الإهتمام بها يكون بقدر توفيرها خدمات متميزة في مجالها .
هذا وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله .