مقديشو- قراءات صومالية – كشف الجنرال يوسف محمد سياد – انداعدي – تزايد أنشطة حركة الشباب المتشددة في الدولة الصومالية، مأكدا انخراطها في جميع مؤسسات وأجهزة الدولة السيادية وغيرها على حد تعبيره.
جاء ذلك في حوار أجرته إذاعة كلمية في مقديشو مع وزير الدولة للدفاع الأسبق الجنرال يوسف محمد سياد، حيث قال إنه وقع نبأ الفنان أبشر غارني أحمد كالصاعقة عليه لغرابته وذلك بانتمائه إلى حركة الشباب التي وصفها بالمافيا، كما يكشف هذا النبأ حقيقة الحركة،وأنها لا علاقة لها بالإسلام.
وفي معرض حديثه عن تقييم قوة الحركة أكد أن عناصر الحركة تمكنت في انخراط مؤسسات الدولة الصومالية،واليوم تحولوا إلى المافيا مثل المافيا الإيطالية، وعندما يصيب المافيا الوهن والضعف تتحول إلى مجموعة تنهب أموال الناس، كما أنهم يدخلون في كل الأبواب بحثا عن المال.
وأرجع الجنرال يوسف سياد تزايد أنشطة الحركة في مختلف مؤسسات وأجهزة الدولة إلى غياب دور الخبراء والمختصين بشأن المخابرات والأمن الذين يلاحقون عناصر الحركة في كل مكان.
إضافة إلى أن الحركة ليست في حالة حرب مع الدولة، وهذا هو سبب تغلغلها في أجهزة الدولة الصومالية بغية توفير مصادر معلومات متنوعة عن الدولة.
وأكد الجنرال يوسف سياد غياب دور جهاز المخابرات في ملاحقة العناصر الإرهابية المنخرطة في مؤسسات الدولة، وكان من المفترض أن تنشط شخصيات من الجهاز في كل مؤسسات وأجهزة الدولة بغية حمايتها من اختراق الإرهابيين، غير أن دورهم غائب تماما في الوقت الراهن على حد تعبيره
وحكي الجنرال يوسف سياد قصة حقيقية إلى راديو كلمية دون ذكر التاريخ، حيث ذكر مشاركته مع قيادات عسكرية صومالية وأجنبية في اجتماع يرأسه الرئيس الصومالي في القصر الرئاسي ليلا، وطلب الرئيس منهم إعداد خطة عسكرية لمقاتلة الحركة في محافظة شبيلى السفلى.
وعندما انتهى اللقاء مع الرئيس، وعاد الجنرال يوسف إلى بيته وطلعت الشمس ذكر أنه تلقى إتصالا في وقت الصباح من جهة لم يسميها، غير أنها متواجدة في المنطقة المستهدفة عسكريا، وأبلغت الجهة تفاصيل ما جرى في اللقاء بين الرئيس الصومالي، وبين اللجنة العسكرية المكونة من صوماليين وأجانب.
وأن حركة الشباب على علم بقدومهم إلى المنطقة، كما اتخذوا كل الإحتياطات اللازمة ومن بينها فتح مياه نهر شبيلي إلى جميع المداخل والمنافذ المؤدية إليهم في منطقة جنالي، وأنهم على أتم الإستعداد لمواجهتم عسكريا.
وأضاف الجنرال يوسف سياد ” حركة الشباب متواجدة في كل مكان من الدولة، ومنها القصر الرئاسي الصومالي، ومجلس الوزراء، كما أنهم منخرطون في السلطة التشريعية، ومختلف تشكيلات الجيش الصومالي، والهيئات المدنية الحكومية ” على حد قوله.
تجدر الإشارة إلى أن الجنرال يوسف محمد سياد يعد من القيادات المحورية في تأسيس إتحاد المحاكم الإسلامية 2006م حيث تولى مكتب شؤون الدفاع للمحاكم، كما شارك في تأسيس الحزب الإسلامي بزعامة الدكتور عمر إيمان في 2009م، وقد انشق عن الحزب الإسلامي في مايو 2009م وانضم إلى الحكومة الصومالية الإنتقالية، وتم تعيينه وزير الدولة لشؤون الدفاع.
ويعد الجنرال يوسف محمد سياد من الشخصيات المتابعة لملف التيارات الإسلامية المناوئة للدولة الصومالية منذ 2006م، وخبير في شؤونها، وبالتالي فإن شهادته معتبرة، وفي نفس الوقت تدق ناقوس الخطر بسبب تنويع حركة الشباب المتشددة الأساليب القتالية في مواجهة الدولة الصومالية.
وقد أطلقت قيادات سياسية، وأمنية صومالية من قبل تحذيرات حيث أكدت حصول الحركة على موطئ قدم في مؤسسات وأجهزة الدولة الصومالية لتوفير بنك للمعلومات عن كل الجهات، والشخصيات،والمواقع المستهدفة من الحركة.
ويبرهن ذلك إغتيال الحركة عمدة مقديشو العاصمة، ورئيس إقليم بنادر المهندس عبدالرحمن عمر عثمان في يوليو 2019م، هذا الحدث الإرهابي المؤلم يأكد الرواية القائلة بتغلغل عناصر حركة الشباب الإرهابية في جميع مؤسسات وأجهزة الدولة الصومالية، وهو ما يشكل تهديدا خطيرا لجهود الدولة الرامية إلى تحقيق الإستقرار والسلام والتنمية في الصومال.