كانت تنظم الطريقة الصالحية حفل ذكرى الإسراء و المعراج بمساجدها وزواياها وخاصة المسجد الجامع الكبير فى كل مدينة جريا على السنة الحميدة التى كانت تنتهجها الطريقة كل سنة بانعقاد تلك الذكرى وسط تفاعل للحاضرين.
فهي ليلة روحية صوفية بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج بهدف التذكير بالسيرة العطرة وبهذا الحدث الذى له مكانة خاصة فى قلوب المؤمنين.
يشارك فى الحفل دائما أعيان المدينة والمشايخ الكبار وممثلى الطرق الصوفية الأخرى إلى جانب مريدى الطريقة ومنتسبيها وطلاب العلم وحملة القرآن الكريم ووفود من زوايا الطريقة فى الحواضر والبوادي.
وتتنوع برنامج ليلة الذكرى ما بين تلاوة القرآن الكريم وتنظيم حلقات الذكر وقراءة الأوراد والخطب الدينيةوالمدائح والأناشيد والابتهالات وترديد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بمرات عديدة وبشكل جماعي وقراءة قصيدة البردة الشهيرة فى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ويتخلل ذلك تقديم وجبة العشاء والحلاوى والشاي للضيوف.
تنطلق الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم دائما فى الآيات الأولى لسورة الإسراء انسجاما مع موضوع الذكرى.
وبعد ذلك يقرأ الورد العام للطريقة الصالحية وخاصة أوراد السيد أحمد ادريس المغربي رحمه الله والأذكار الخاصة لمؤسس الطريقة الشيخ محمد صالح السوداني ثم ينشد بالمديح النبوي الشريف وبقصائد رائعة فى مدح خير البرية،والقصائد تضيف الحفل جوا من السكينة والطمأنينة والهدوء والسكون.
وتشهد الحفل بكلمة روحية يلقيها شيخ الطريقة أو ممثل الطريقة فى الإقليم ويسمى دائما “شيخ البلد” حول مناسبة الاسراء والمعراج، وأتذكر كيف كانت رائعة كلمة الشيخ عبدالرحمن حسن نور شيخ الطريقة فى مدينة عيرجابو وإمام المسجد الجامع الكبير، فقد كان يذكرنا أن الدين الإسلامي دين السلام والمحبة والمساواة وحسن المعاملة والمحبة وفعل الخيرات والتسامح والإخاء والتضحية والثبات على الحق مهما تكن الظروف وأن الاسراء والمعراج مكافأة ربانية ومنحة الهية ،وبعد المحن منح وبعد الشدة فرح وأنها أعظم رحلة فى تاريخ البشريه وبها فرضت الصلوات الخمس .
ومن الأعمال الصالحة التى يذكرها العلماء بفعلها كثرة الصلاة والصدقة للفقراء والسعي على حوائج الناس والاستغفار وذكر الله وكثرة الدعاء واطعام الفقراء والمساكين .
ومن أهم دروسها حسن التوكل على الله والفرح بعد الشدة وطلاقة القدرة الإلهية،ويستلهم من هذه الذكرى قيم الصمود والتضحية فى سبيل تحقيق رسالة سامية وأهداف غالية.
وعلى إثر تلك الأجواء الروحية الربانية تختتم الحفل بالدعاء للبلد وللأمة الصومالية والاسلامية أن يعيد هذه المناسبة العطرة على أمتنا أعواما عديدة ، وأن يديم نعمة الأمن والأمان وعدم الجوع على الصومال وشعبها وان يحفظها وقادتها من كل مكروه وسوء ،وأن يحفظ وطننا من كيد الكائدين.