منذ انتخابه لرئاسة الجمهورية في 15 مايو الماضي قام رئيس الصومال حسن شيخ محمود بزيارة ست دول مجاورة للصومال والمنطقة إضافة إلى الزيارة السابعة التي من المتوقع أن يقوم بها حاليا لمصر.
وفي حين ينتقد بعض المواطنين قيام الرئيس بهذه الزيارات في وقت تئن البلاد بأزمات إنسانية وأمنية، يرى بعض المراقبين بأن هذه الزيارات كانت ضرورية لإصلاح ما أفسده النظام السابق من علاقات خارجية تعود بفوائدها إلى الصومال.
ويضيف بعض المراقبين بأن تلك الزيارات التي قام بها الرئيس قبل تشكيل الحكومة الفيدرالية ليمهد الطريق أمامها في تفاهمات واتفاقات مهمة مع تلك الدول مما سيسهل لها الدخول في خدمة المجتمع من غير عقبات.
السفر إلى دولة الإمارات:
انطلاقا من شعار حملته الانتخابية “صومال متعايش ومتصالح مع العالم”، بدأ الرئيس محطته الأولى في الخارج بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك للملمة الجروح التي سببتها إدارة الرئيس السابق فرماجو في خلق توترات مع بعض دول الخليج ، وحظر مبلغ نحو 10 ملايين دولار من دولة الإمارات ومصادرتها في مطار مقديشو، وحتى إلغاء اتفاقيات الموانئ.
وقد عدَّدت شبكة غوب جوغ الإعلامية الفوائد التي حصل الصومال من هذه الزيارة منها تطبيع العلاقات بين مقديشو وأبو ظبي، واستعادة بناء الثقة بين البلدين، وتسهيل منح التأشيرات للصوماليين، وعودة الاستثمار الإماراتي في الصومال، وإعادة الدعم الإماراتي لميزانية الصومال، وتبرّع الإمارات بمبلغ 20 مليون درهم للصومال أثناء الجفاف، إعادة افتتاح مستشفى الشيخ زايد في مقديشو الذي أغلق إثر اختلال العلاقات بين الطرفين، حيث كان يتلقى ما لا يقل عن 400 محتاج خدمات طبية مجانيةيوميًا، وستساعد الإمارات الصوماليين في توفير الأمن ، وخاصة مكافحة الإرهاب والتعاون في مجالات التنمية الأخرى.
السفر إلى تركيا:
ذهب الرئيس حسن شيخ في ثاني زيارته إلى تركيا ، وهي الدولة الوحيدة التي استثمرت في جميع الجوانب ، بما في ذلك ميناء ومطار ومستشفى في مقديشو ، وأنفقت مليار دولار على الأنشطة الإنسانية على مدى السنوات العشر الماضية.
وخلال الأيام التي كان فيها الرئيس حسن شيخ في تركيا ، قام بزيارة تحفيزية للقوات الصومالية التي تتدرب في في تركيا، ثم التقى بعدها بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان والجالية الصومالية.
وكان أهم نتائج تلك الزيارة: تعزيز العلاقة بين البلدين، والتوقيع على الاتفاقيات الأمنية ، بما في ذلك المساعدة في مكافحة الإرهاب، وتسهيل التجارة بين الصومال وتركيا، وتسهيل الإقامة والأعمال للصوماليين الذين يعيشون في تركيا، واستثمار تركيا في الصومال، ومضاعفة تركيا دعمها لميزانية الصومال، والافتتاح الرسمي لبنك زراعات كاتليم التركي في الصومال والذي سيكون أول بنك دولي يعمل في الصومال، ودعم تركيا عودة الصومال إلى الساحة الدولية وقضايا أخرى.
السفر إلى أريتريا:
توجه الرئيس حسن شيخ إلى إريتريا في رحلته الثالثة الخارجية، وكان لهذه الزيارة أهداف عديدة ، أهمها التعرف على حياة أكثر من 5000 جندي صومالي كانت أخبارهم شبه مفقودة في إريتريا منذ 3 سنوات حيث التقى بهؤلاء الصوماليين، واستمع إلى تقرير من زعيم أريتريا بشأن أوضاع تلك الجنود، الأمر جعل المئات من أهالي هؤلاء الجنود سعداء.
وأثناء زيارته لإريتريا، عقد الرئيس حسن شيخ محمود أيضًا اجتماعات مع نظيره إسياس أفورقي ، ووقَّع على اتفاقيات تشمل الأمن والدبلوماسية والتعاون السياسي.
ومن أهم تلك الاتفاقية تشجيع العلاقات الثقافية بين البلدين، وخاصة المغتربين، وتقوية العلاقات السياسية والدبلوماسية والعمل المشترك وحماية مصالح البلدين وتعزيزها، وتوسيع التعاون الاقتصادي والاجتماعي مع التركيز على التجارة والاستثمار والأمن المائي والزراعة ومصايد الأسماك والصحة والتعليم، والترويج للثقافة والأدب والرياضة والتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا، والعمل معًا للوقاية والتوعية المتعلقة بالبيئة والمناخ والأمراض المعدية، كما تم الاتفاق على العمل معًا لتعزيز الدفاع والأمن والحفاظ على السلام والاستقرار والأمن.
السفر إلى كينيا:
سافر الرئيس حسن شيخ محمود في رحلته الرابعة إلى كينيا لإزالة الغموض والتوتر في العلاقة بين البلدين خلال فترة ولاية الرئيس فارماجو ، في حين وعد أوهورو ، برؤية حسن نية الرئيس الصومالي ، بضم مقديشو إلى الاتحاد الإقليمي. مجتمع شرق إفريقيا.
وعقد الرئيس حسن شيخ أثناء وجوده في نيروبي اجتماعات مع الرئيس أوهورو كينياتا حيث وقَّعا على اتفاقية تشمل11 نقطة من أهمها: أهمية العلاقة التاريخية والمصير المشترك للبلدين على أساس السلام والتنمية وحماية القومية والوحدة الترابية للبلاد، وتعزيز العلاقة بين البلدين، ومكافحة الإرهاب لحماية السلامة العامة في البلدين، وأن يعمل المجتمع الدولي سويًا للتعامل مع الجفاف في القرن الأفريقي، وبدأ الخطوط الجوية الكينية رحلات مباشرة من نيروبي – مقديشو، وافتتاح التبادل التجاري وإعادة فتح تصدير القات الكيني إلى الصومال مقابل تصدير السمك إلى كينيا، وتسهيلات الحصول على تأشيرات على مستويات مختلفة، وفتح الحدود بين البلدين لتسهيل الحركة الاجتماعية على الجانبين وغيرها من القضايا.
السفر إلى جيبوتي:
ذهب الرئيس حسن شيخ في خامس زياراته الخارجية إلى جيبوتي وذلك لإعادة الثقة التي اهتزَّت بين البلدين الشقيقين في فترة الرئيس السابق فرماجو.
وقد استقبل الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي نظيره الصومالي، ومنحته أعلى وسام تملكه لفتح صفحة جديدة للعلاقة بين البلدين.
قال الرئيس حسن شيخ محمود إن الصومال وجيبوتي يشتركان في التاريخ والثقافة والدين والدم ، مما يعكس الدعم المستمر، وقد وقع الرئيس حسن شيخ محمود خلال إقامته في جيبوتي اتفاقية تشمل تعزيز العلاقة بين البلدين ، خاصة لأمن والتعاون والتكامل الاقتصادي والاستفادة المشتركة من الفرص في منطقة القرن الأفريقي، واستثمار واستغلال الموارد بين البلدين، ومكافحة الإرهاب، والرؤية الموحدة بشأن العديد من القضايا في المنطقة والعالم، وتعزيز التعاون الثقافي واللغوي والديني.
السفر إلى تنزانيا:
توجه الرئيس حسن شيخ محمود في زيارته السادسة إلى تنزانيا لحضور مؤتمر مجموعة شرق إفريقيا الاقتصادية، حيث ألقى كلمة طالب فيها الدول السبع الأعضاء في المنظمة بقبول عضوية الصومال في المنظمة.
وتضم مجموعة شرق إفريقيا ،جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي وكينيا ورواندا وجنوب السودان وأوغندا وتنزانيا، وتشمل أكثر من 300 مليون مواطن وتبلغ مساحتها 4.8 مليون كيلومتر مربع.
وفي خطابه في المؤتمر قال الرئيس حسن شيخ إنه يريد أن يكون الصومال عضو في المجموعة، وإذا حدث ذلك ، فستحصل عليه بلادنا:
(1). الاتحاد الجمركي: منذ عام 2005 ، تتمتع البلدان في المنظمة بسوق حرة ، حيث يمكن تداول البضائع بحرية ، مع نفس التعريفة لجميع البلدان.
(2). السوق الموحدة: تعني حرية حركة البضائع والأشخاص والعمال ، والحق في البناء وفي التوطين وفي الوصول إلى الخدمات ، بل وحتى حركة رأس المال، يتم التعامل مع مواطني هذه الدول على قدم المساواة ، دون تمييز.
(3). توحيد العملة: تم توقيع اتفاقية في عام 2013 تنص على أن دول شرق إفريقيا في المجموعة سيكون لها عملة واحدة ، مما سيغير الكثير في حياة الناس ، وسوف يستفيد الصوماليون كثيرًا.
(4). الفيدرالية: أن يكون للصومال رؤية موحدة من حيث السياسة الخارجية والأمن والشؤون الإقليمية الشاملة ، وهذه مسألة مهمة أخرى إذا حصلت الصومال على عضوية مجموعة دول شرق إفريقيا.
من خدمة: شبكة غوب جوغ الإعلامية (ترجمة: قراءات صومالية).