لست متعصبا متحجرا لجماعة معينة وإن كنت عضوا في جماعة إسلامية. أتاحني الله فرصة أن أخرج مع جماعة التبليغ وأتابع عن كثب في أعمالها اليومية وهي المرة الثانية التي أصاحب مع هذه الجماعة .
فرصدت سر نجاح دعوة جماعة التبليغ .
أولا: أن طاعة الأمير من أولويات الجماعة فلا أحد يستطيع خلاف الأمير قيد شبر، وإن صاحبت مع هذه الجماعة أنت جند مأمور تؤمر فتطيع بانشراح الصدر
ثانيا: منهج الجماعة
للجماعة منهج متبع مكتوب محدد لا يقبل النقد ولا التعليق عليه ومن بين ما يحتوي هذا المنهج .
١-أصول الدعوة
وهي تتكون خمسة بنود وكل بند يتفرع أربعة أشياء
أ-أربعة نعمل
-دعوة الناس إلى الله
-تعليم والتعلم
-العبادة مع الذكر
-الخدمة
ب -أربعة نلزم
-طاعة الأمير
-الأعمال الاجتماعية
-الصبر والتحمل
-آداب المسجد
ج-أربعة نقلل
-النوم
-الطعام
-كلام الدنيا
-خروج من المسجد لغير حاجة
د-أربعة نبتعد
-الإسراف
-الإشراف
-سؤال الناس أخذ شيء بدون إذن صاحبه
ه-أربعة لا نتكلم
-السياسة
-مسألة خلافية
-الإفتاء والجدال
-عيوب الناس.
٢-ست صفات:
من الموضوعات التي يحتوي هذا المنهج مايسمى ست صفات التي وطد مؤسس الجماعة الشيخ الداعية محمد إلياس كاندهلوي وجمعها في كتاب العلامة الداعية الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي وهو نجل الشيخ محمد إلياس في كتاب سماه الأحاديث المنتخبة في الصفات الست للدعوة إلى الله تعالى وهذه الصفات هي:
أ-الكلمة الطيبة(وهي لااله إلا الله )
ب-الصلاة ذات الخشوع والخضوع .
ج-العلم والذكر.
د-اكرام المسلمين .
ه-الاخلاص، تصحيح النية.
و-الدعوة والتبليغ.
٣-الترغيب:
من الموضوعات التي يحتوي هذا المنهج مايسمى(الترغيب )
ويتكون الترغيب خمسة أمور وهي:
أ-عظمة الله جل علاله
-ب أهمية الدين
ج-جهد الأنبياء والرسل
د-جهد نبينا صلى الله عليه وسلم.
ه-جهد هذه الأمة.
٤-التعليم:ويقصد بالتعليم قراءة بعض أحاديث رياض الصالحين للنووي ،ومقصده الزهد في الدنيا وافراغ القلب عن عظمة الدنيا وحبها.
٥-قراءة حياة الصحابة : وهو كتاب ألفه الشيخ العلامة محمد يوسف كاندهلوي وهو مجلدان حسب ما رأيت ويقرأ كل يوم جزءا قليلا من هذا الكتاب ومرامه اقتداء للصحابة الكرام في جهودهم للدعوة إلى الله تعالى.
إذن فالجماعة تدور دعوتها في نقاط معينة لا أحد يمكن أن يدرج أكثر عما في المنهج الجماعة
ثالثا:عمل الجماعة مبني على التضحية فقط ليس هناك مكافئة مادية كل من في الجماعة ،لذلك لم يدخل فيهم خلل أوخلاف حتى الآن بينما الجماعات الإسلامية الأخرى يسودها تقسم وتجزء واختلافات.
يقول العلامة أبو الحسن علي الحسني الندوي(ونحن عندما نلقي نظرة على الدعوات والحركات والجهود التي بذلت في التاريخ للإصلاح وتغيير الأحوال في هذا العالم يظهر لنا أن أي دعوة أو حركة عندما يمر عليها زمن طويل أو مدة مديدة أو يتسع نطاق عملها اتساعا كبيرا وبصورة خاصة إذا ما أتت بمنافع ظاهرة وبالعظمة والجاه من الزعامة بها ظهر في أكثرها خلل ودخلت فيها أهداف غير كريمة أما هذه الجماعة بقيت إلى يومنا هذا محفوظة من النقص والخلل.
فلقد وجدت أصحابها يحملون عاطفة الإيثار والتضحية وطلب رضا ربهم والمثوبة على عملهم منه).
الختام :
هذا ماظهر لي في خلال احتكاكي مع هذه الجماعة والله الموفق إلى سواء الصراط.