فمنذ أن كان للإنسان حظا من الدنيا أفضل وأحسن من نصيب الآخرين، كان لكل مجتمع في ظاهرة هذا الكون حظا في تغلبات الزمان والمكان، وهكذا المجتمع الصومالي الواحد من متغلب الزمان والمكان في مختلف الأجناس والعادات الأخرى عن طبعهم المنطقية وأعمالهم الجذرية في تعدد أمور الحياة، بيد أن المجتمع الصومالي منقسم مع بعضها البعض إلى شعوب بدوية وحضرية وأخرى زراعية أو تجارية نظرا لطبعهم، كما قال ابن خلدون في مقدمته “الإنسان مدني بالطبع”.
فهناك تطاول في الصومال بتحمل الشدائد ومجابهة الرهان والسباق والرباط والأخطار، ولعل ذلك علامة تقتفي فوات الأوان من التعب وصفاقة القسو من ناحية الجغرافية الطبيعية والبشرية، مع أن أراضي الصومالية ممتدة على سواحل المحيط؛ فدفعت شعوب الصومال إلى ذهول العيش بمناهج الحياة في البحر وأبعاد طلب الكلأ ومساقط الغيث بداخل طلب الماء، ومن جانب آخر يعكس هذا السعي مضاد يطلب إلى أراضي مستقلة من عقائدهم مما يؤدي إلى دوام حالة من التوتر والقلق بالصدام بين سكان السواحل الصومالية ودواخل الأحباش حيث يؤدي هذا الصراع مفارقة الصومالية إلى أراضي الأحباش ومجيئه إلى أراضي السواحل الصومالية فكل هذه الصراعات عقب العقائد إلى مجابهة الإسلام والمسيحية… ثم إن معظم الصوماليين رعاة بدو، والبقية موزعة بين المدن الساحلية حيث ينشغلون معظمهم في التجارة، ومجموعة أخرى شاردة في الغابات وتعمل الصيد ثم مجموعة الزرع وتأتي في مؤخرة السلم الاجتماعي.
فالظروف الطبيعية السائدة في الأراضي الصومالية كان لها تأثيرا في تضامن حياة المجتمع، حيث نجد سمة الاجتماعية وهي من ظواهر التكامل مع طبيعة الصحراء كما أنها عادات تحيط بها مثل الشجاعة والكرم والضيف…فكانت حياتهم تمتاز بعنف المقاومة مع بعضهم البعض… وتارة يكون التعاون الاجتماعي أمرا لا بد منه وجوده في أوساط هذا المجتمع.
أضف إلى ذلك فإن مجتمع الصومالى مختلف عن بقية المجتمع الأفريقي من أصل وديانة ولغة وثقافة، ولديه أرض متصل من مساحله إلى سهولة وغاباته… ولكن لما بدأ قدوم قوافل الاحتلال البريطاني والإيطالى جاء ذلك في أراضي الصومالية، حيث قسم إلى عدة تقسيمات، فأجريت الحروب والمقاومة لأهل الصومال مع الاستعمار بطروف متعددة، حتى بدأت الاشتباكات العنيفة بين البريطانيين والإيطاليين، وتوصل الأمر إلى حد توقيع الإتفاقيات والمعاهدات بين الطرفين، فكان هدف ما وراء هذه المعاهدات الوصول للمطالبة السياسية النامية بتسريع إجراءات نقل السلطة للمواطنيين الصوماليين عقب الاستقلال، فسرعان ما يحدث أخذ الصوماليون استقلالهم عن الاستعمار البريطاني والإيطالي 1960م فسارت أول مدينة صومالية ترفع راية الصومال بمدينة “هرجيسا”.
وعندما نلاحظ هذه الأساطير نجد بأن المجتمع الصومالي تقليدي العادة، يتتبعون ويمارسون قطاعات عن كيانهم، مما يؤدي إلى تقسيم المجتمع: القديم (التقليدي)، والحديث…
بمثل هذا الحيل ليس من السهل على الإنسان أن يحدد فهم نظام الإجتماعي لبلاد الصومال في عهد القديم أو الحديث، في حين أن كانت الثورة القبلية قد طربت ومزقت أركان المجتمع بهويته وقدراته، فالحالة الاجتماعية لبلاد الصومال مقسم إلى تركيبات متعددة الأشكال، وعلى آية حال كان كل التركيب تنظيم اجتماعي…
المجتمع الصومالي هو الوحيد في العالم الذي استطاع أن يعيش خلال فترة طويلة – تبلغ بربع قرن- بدون دولة قوية!، فالأمر الذي يثير قلقا لجيل الصومال أرضا وأمة بأي حال يكون مصيرهم؟، عدالة تميل إلى انقسام الأمة، رؤساء يتم اختيارهم بمنطق الطائفية والقبلية، أمة تتردد بين القبلية والمعارضة، أمة تفكر من المأكل ولا تفكر بالعقول، أمة تفكر ماهو باليوم، ولا تفكر بما يكون الغد وما بعد الغد، أمة تعتقد أن القبلية أقوى من كل شيء، هكذا أصبح مصير الصومال على شفاجرف هار.
وأخيرا؛ أنبل مدى أملي واهتمامي في أعماق هذا المقال بأن الشعب الصومالي فقهاء في العيش والتعب والفتور، فالتغير الذي يحدث مجتمع الصومالى هو تطور تدريجي، ويمكن ملاحظته…لان كل تغير يكون له أثر واضح في بقية الأجزاء المكونة للبناء المجتمع.