المرشح الرئاسي حسن علي خيري، شخصية جدلية في السياسة الصومالية، وقد ظهر في المسرح السياسي بداية هذا العهد، ولم يكن يتمتع بخبرة سياسية سابقة مقارنة بالمرشحين الآخرين، ولكنه يحمل فقط صفة رئيس الوزراء السابق الذي مكث في المنصب أطول فترة، بسبب علاقته المتميزة مع الرئيس الحالي قبل اقالته.
– بناء جلمدغ:
ومن المؤكد أن الرجل مايزال يعتبر من أهم منجازاته السياسية نجاح حكومته في إعادة تشكيل ولاية جلمدغ التي قضى فيها وقتا طويلا واستطاع تذليل العقبات، وتعامل مع تحدياتها -التي كانت تمثله حركة أهل السنة والجماعة الصوفية- بصرامة التي وصلت إلى قوة السلاح، ولكنه وفِي لقاءه الأخير مع أعضاء برلمان جلمدغ حاول إلقاء تهمة استخدام القوة على غريمه السياسي وصديقه السابق حيث أشار إلى ما يحدث في إقليم جدو وفِي ولاية هرشبيلي، والذي نجت منه جلمدغ حسب قوله، والحقيقة هي أن استخدام القوة نجح في جلمدغ ولكنه لم ينجح حتى الآن في المناطق الأخرى التي أشار إليها، ولكل أسبابه الموضوعية.
ومثل هذا الطرح يبرز شخصية الرجل العاطفية، المعروفة بالخطابات المنمّقة ذات الطابع التمثيلي، رغم أنه كان مستبدا أمام وزرائه وصاحب طاعة أمام الرئيس، فضلا عن أن جميع التحركات العسكرية المستهجنة التي أشار إليها في خطابه حدثت في عهده وكان يؤيدها علنا رغم محاولته التملص منها الْيَوْمَ، وهذا كله يشير إلى كونه سياسيا متسلقا.
– لقاءه مع الأعضاء:
كان لقاءه مع أعضاء برلمان جلمدغ يحمل دلالات عدة، ومنها أن الرجل يعد نفسه من أبناء الولاية، ويعتبر تماسك الولاية الحالي وقوتها من إنجازاته، كما أن هذا اللقاء بحد ذاته يعد اختراقا أوليا في الولايات الموالية للرئيس، وجزأ من استعادته الأضواء بعد الهجوم الكاسح الذي مني به من قبل مؤيدي الرئيس بعد إقاالته المهينة.
وومن المؤكد أن أهمية اللقاء لم تكن في خطابه المتلفز الذي لم يحمل جديدا، ولكنها كانت تكمن في إقناعه البرلمان تأجيل اختيار أعضاء مجلس الشيوخ قبل الوصول إلى اتفاق عام في شأن لجان مراقبة الانتخابات بين الحكومة والمعارضة وبعض الولايات التي لم ترسل أعضاءها حتى الآن، وهذا ما أشارت إليه بعض المصادر، وإن صحت هذه المعلومة فإن الرجل بدأ يستثمر جهوده السابقة في إعادة بناء الولاية وبصورة لم يستطع بها بعض المرشحين الآخرين من أبناء الولاية، بل ويعتبر هذا التحرك هجوما مضادا ضد حملة الرئيس!.
ومع أن خيري مايزال يملك بعض أوراق اللعبة وأنه بإمكانه أن يضيق الخناق على حملة الرئيس لإدراكه أماكن ضعفها وقوتها، وإمكانية وجود علاقة تفاهم بينه وبين ومسؤول حملة الرئيس فهد ياسين مرتبطة بتفاهمات قطرية، وخبرته في أهمية تقلبات الساعة الأخيرة في الانتخابات السابقة كل هذا يؤكد أنه قد يكون المسبار الأخير في نعش حملة الرئيس، رغم ضآلة حظوظه في النجاح، بوجود مرشحين آخرين أكثر بريقا منه ونضجا.