يُعتبـر زعيم حزب “ودجـر”المعارض عبد الرحمن عبد الشكور ورسميه وجها بارزاً للنضال الديمقراطيي في الصـومال، كونه يمثل نموذجاً فريداً في الدفاع عن القيم الديمقراطية والحريات السياسيـة وسيادة القانون.
ويمتلك الرجـل رصيداً وطنياً نضالياً – لا ينكره إلا مكابر – حيث كان له فضل السبق والريادة ليـس في الدفاع عن قيـم الحرية الديمقراطية فحسب، بل أيضاً في مناهضة الاستبداد والتسلط في بلاده الصـومال.
كما يؤمن إيمانا راسخاً تصوراً وسلوكاً بأن الديمقراطية ليست مجرد مصطلح يزين الخطب السياسية وليست عملية إجرائية للوصول إلى سدة الحكم، بل هي أسلوب حياة كاملة لا تقبل التجزئة.
ولد عبد الرحمن عبد الشكور ورسميه في أواخر الستينات من القرن العشرين، وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي بمسقط رأسه في بلدة بولو بوردي بمحافظة هيـران وسط الصـومال، ثم سافر إلى السـودان لاستكمال دراسته الجامعية، وحصل على شهـادة البكالوريوس في القانون المقارن من جامعة إفريقيا العالمية عام 1997م، كما حصـل على درجة الماجستير في القانون الدستوري من الجامعة الوطنية الماليزية عام 2002م.
وبعد أن أتم دراسته، حصـل عبد الشكور ورسميه على دورات تدريب في التخطيط والقيادة الإدارية والاستراتيجية من جامعة هارفارد الأمريكيـة.
ومن ثم انتقل إلى المملكة المتحـدة وهناك انخرط في العمـل الإنسـاني وعُرف بنشاطه في أنشطة ومبادرات اجتماعية ذات صلة، كما شغل العديد من المناصب الإدارية أبرزهـا المدير التنفيذي للمركز الإسلامي في شمال لنـدن خلال الفترة من 2004 – 2007م.
وبعدهـا انتقل للعمــــل الصحفي وعمـل محـرراً لموقع (Goobjoog News Online) ونائب رئيس تحرير مجلـة (Hiral Magazine).
مسيرته السياسية:
كان عبد الشكور ورسميه قد بدأ مسيرته السياسيـة كناشط سياسي منـذ عام 2004م، لكن نجمـه سطع بشكل أكثر بالتزامن مع الغزو الإثيـوبي للصـومال عام 2006م، وكان من أشـد منتقـدي التدخل العسكري الإثيـوبي في وسائل الإعلام العربية والدولية.
وبالإضافة لما سبق، فقـد كان ورسميه من أشـد معارضي سياسات الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجـو منذ توليه مقاليد الحكم في الثامن من فبراير 2017م، وقد اعتبـر توجهات حكومته مؤشــراً خطيـراً لعـودة الدكتاتورية بثـوب جـديد، كما اشتهـر بمواقفه وآرائه الجريئة ضـد السلطة الحاكمة، معرضـاً حياته وصحته للخطر.
وتعرض عبد الشكور ورسميه خـلال السنوات الماضية لمضايقات سياسية وانتهاكات حقوقية تمثلت في هجوم مباغت من قبل سلطات الأمن الحكومية على منزله في نهاية عام 2017م مما أدى إلى مقتل عدد من حرسه الخاص وإصابته بجروح في يده ثم اعتقاله، إلى جانب حملة دعائية شرسة منظمة من قبل السلطـة، بهـدف تشويه سمعته السياسيـة ومصـداقيته الوطنية، لكن ذلك لم ينل من عزيمة الرجـل على المضي قدمـاً في مناهضـة القمـع والاستبداد.
تضحيات
ضحى السيد عبد الرحمن عبد الشكور في السنوات الأربع الماضية نفسه من أجل الدفاع عن الديمقراطية، واتخذ مواقف سياسية يمكن وصفها بالثابتة والجرئية، في وقت التزم فيه الكثير من السياسيين الصوماليين بالصمت المطبق والابتعاد عن عدسات الكاميرات والتعليق على الانتهاكات الدستورية التي وقعت في الوطن. كما نطق الرجل بكلمة الحق في وقت انقبضت فيه الألسن، إما خوفا على حياتها، إو ميلا إلى إغراءات مالية أو معنوية، أو تحفظا لسبب أو لآخر.
ثمة العديد من الأمثلة تدل على التضحيات التي قدمها عبد الشكور من أجل الدفاع عن الديمقراطية، ومن أبرزها:
- سلطت تصريحاته الصحفية الأضواء على انتقاد الواقع السياسي الصومالي المزري بشكل يتسم بالجراءة والصراحة بدون تردد أو مجاملة لأحد، مما جلب له عداء من قبل النظام الحاكم؛ الذي حشد كل طاقته المادية والمعنوية لمواجهته.
- أبدت تصريحاته ثقته بنفسه النابعة عن مستواه العلمي والمعرفي المترع بالتجارب، إضافة إلى إداركه بالمتغيرات الإقليمية والجيوسياسية، ونزاع القوى الدولية والإقليمية على المنطقة، وكذلك التحالفات الاستراتيجية، وضرورة حماية الصومال من أن تصبح ضحية الصراعات الدولية أو الإقليمية والمصالح المتقاطعة.
- تجلى للمتابعين بالتطورات السياسية المحلية في السنوات الماضية حقيقة شخصية ورسميه الصامدة التي تتمتع بالقدرة على مواجهة التحديات التي تحيط بها من كل الجوانب، حيث كرس الرجل جهوده في الدفاع عن الحريات الشخصية التي يكفلها الدستور للسياسيين بشكل خاص والمواطنين الصوماليين بشكل عام، وأصبح بذلك يتصدى وحيدا لنظام بأكلمه لا يتورع من استخدام كل الأوراق والوسائل المتاحة لديه.
عبد الشكور ودوره في المرحلة المقبلة:
لا شك أن الظروف الاستثنائية والمرحلة الدقيقة التي تمر بهـا الصـومال، تتطلب وجود قيادة سياسية جديدة لديها رؤية واضحة تغلّب أساليب الحوار والمصالحة المجتمعية والتوصل إلى تسوية سلمية تخرج البلاد من دوامة العنف وعدم الاستقرار التي طال أمدها.
وأن التفكير بمسألة القيادة أصبح اليوم أكثر إلحاحاً، وذلك لتجنب الوقوع في الأخطاء السياسية الفادحة التي أسهمت في استمرار حالة عدم الاستقرار المزمنة في الصـومال، وأن تجربة السنوات الماضية قد أثبتت هذه الحقيقة بما لا يدع مجالاً للشك والتأويل.
وبالتالي فإن مستقبل الاستقرار والسلم الاجتماعي في الصـومال بات مرهونا بوجود قيادة جديدة تحمل فكـراً متجدداً، وتدرك حجم المخاطر والتحديات المحيطة بها، وقادرة على تغليب المصلحة العليا للوطن على النزوات السياسية والمصالح الشخصية الضيقة، قيادة تؤمن إيماًنا راسخاً تصوراً وسلوكاً بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.
وهنا يبرز اسـم المرشح الرئاسي عبد الشكور ورسميه؛ الذي كان وما زال أحد أهم أيقونات النضال الديمقراطي في الصومال، وذلك باعتباره صاحب رؤية ثاقبة وبصيرة واعية تتجاوز الخطاب السياسي التقليدي والقراءة السطحية للواقع الصومالي الراهن.
المصدر: الصومال الجديد..بقلم عبدالله الفاتح ،كاتب صحفي