اختلفت أزياء المرأة الصومالية باختلاف العصور، ومهما اختلفت تلك الأزياء وتنوعت، فإنّما تدل على طور من أطوار المرأة الصومالية، ومحاولتها الدائبة في البحث عن ذاتها وأنوثتها وزينتها. قدّر الله على المرأة الصومالية في سالف أيامها وحديثه أن تكون ساحة معركة، فما يكشفه هذا من زينتها، بدعوى التحرر والانعتاق، يغطيه ذاك؛ انصياعا لحكم الله، وخضوعا لأوامره؛ وعلى هذا جاء الضباط، فكشفوا منها ما أمرن بستره، فخلف من بعدهم الإسلاميون، فغطّوا منها ما أمرن بتغطينه، حتى بالغوا في التستر، فستروا منها بعض ما أبيح لهنّ كشفه. وعلى العموم، فإن اللباس تعبير عن هوية الأمة، والحشمة والعفة من فطرة الله التي فطر الناس على خلقه “يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير” ويضح من هذه الآية أن للّباس ثلاث مراتب: مرتبة التورية بمعنى الستر وهي الأدنى، ومرتبة الريش بمعنى توخي الجمال والزينة والأناقة وهي الوسطى، ومرتبة لباس التقوى بمعنى الحياء والتعفف والتعبد وهي الأرقى. وللأسف الشديد، فإنّ مجتمعاتنا اليوم في الدرك الأسفل من الستر من دون توخي الأناقة والجمال، وتعريف كثير من الإسلاميين الحجاب بأنه الثوب الساتر لجميع البدن يقع في محيط هذا الدرك الأسفل من الحجاب، ونرجو أن نترقى إلى مراتب الكمال، مرتبة التعفف والتعبد والصلاح، فهذا من ستر الباطن، وذاك من ستر الظاهر، ولا يكتمل الستر إلا بستر الظاهر والباطن (ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون).