كغيره من الأعوام رحل سريعا،وفي سجله أعمالنا التي أحصيت ولم نستعد له استعداد المسافر ولم نصلّ صلاة مودّع بل الإنسان يفرح بالاقتراب من الصفر وتلك معضلة كما قال الشاعر الحكيم ،
يسر المرء ما ذهب الليالي … وكان ذهابهن له ذهابا
الحكام في العالم الإسلامي اتجهوا إلى التطبيع والولوج في حجر ضب، والشعوب اتجهت إلى حب الدنيا وكراهية الموت، والشباب أصيب بالهشاشة النفسية والبحث عن اللكات والمشاهدات وشهرة الفضاء الافتراضي التي لا تسمن ولا تغني ،وهناك طائفة قائمة على الخير والثبات على الدين وفقهم الله الخير وحرر من بعضهم السجون والمعتقلات، فهم القابضون على الجمر،
وفي قطرنا الصومالي الأمور بخير والشعب يكافح للتنمية والإزدهار والوئام ، ولكن أم المصائب في السلطة فيدرالية أو ولائية ،وقد تربع على العرش مغتربون جلدوهم من بني الصومال وجوازهم ومبادئهم من المهجر فلا يرقبون إلا ولاذمة، وهمّهم ملء جيوبهم وحيازة الدنانير التي لم يقدروا أن يكتسبوها في المهجر لقوة القانون وفقد المؤهلات ، فلا يحملون مبدأ ولا يحبون وطنا ، بل أكثرهم فشلوا في تربية أسرهم وأولادهم، والكلّ يرى كيفية تشبّثهم بالحكم ورفضهم للتداول السلمي السلس للسلطة فرحم الله ناس قبيوا ومن قبلهم فقد صنعوا التاريخ المجيد بترك القصر الرئاسي ومؤسسات الدولة طواعية بعد الهزيمة في الانتخابات.
في هذا العام رحل الكثيرون من أقراننا ونشبت بهم أظفار المنية فمن أقربائي عمتي نعمة وابن عمي عبد الله الحنبلي رحمهم الله، ومن أصدقائي الدكتور عبد الفتاح قندلا، وسالم عبد الوهاب وتلميذي النجيب سجاعي وأخرون غفر الله لهم واسكنهم فسيح جناته انه ارحم الراحمين،
حُكمُ المَنِيَّةِ في البَرِيَّةِ جاري** ما هَذِهِ الدُنيا بِدار قَرار
بَينا يَرى الإِنسان فيها مُخبِراً** حَتّى يُرى خَبَراً مِنَ الأَخبارِ
فَالعَيشُ نَومٌ وَالمَنِيَّةُ يَقِظَةٌ** وَالمَرءُ بَينَهُما خَيالِ ساري
وَالنَفسُ إِن رَضِيَت بِذَلِكَ أَو أَبَت** مُنقادة بِأَزمَّة الأَقدارِ
فاِقضوا مآرِبكم عُجَالاً إِنَّما*** أَعمارُكُم سِفرٌ مِنَ الأَسفارِ
وَتَراكَضوا خَيلَ الشَبابِ وَبادِروا** إِن تُستَرَدَّ فَإِنَّهُنَّ عَواري
والى الخلقة القادمة
Post Views: 26