إن ما فعله رئيس الوزراء محمد حسين روبلي في الأسبوع الماضي كان مضحكا جدا، ونقطة جديدة تضاف إلى فشله في قيادة سفينة البلاد إلى بر الأمان، وكانت بعيدة عن الحكمة السياسية المطلوبة في المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، ومن المؤكد أن ما تم إعلانه في المؤتمر الصحفي لم يكن أكثر من مسرحية هزلية سيئة الإخراج، وكانت تهدف إلى مد عمر الحكومة بطريقة شبيهة بالجدل البيزنطي المعروف من قِبل أبواق الحكومة القائل: “ما المشكلة فإن الرئيس السابق فعل مثل ذلك!”، وكأن فعل الرئيس السابق يصبح عرفا دستوريا حتى ولو خالف الدستور، وطالما أن هذا المنطق يسود في عقول البعض فإن التطور السياسي للبلد محفوف بالمخاطر.
ويبدو أن الرجل كان يعاني من أزمة الثقة حيث ظهرت أماراتها بطريقة قراءته للبيان، إذ كاد رأسه أن يغوص في المنصة!!!، ولم يجد من يقول له ارفع رأسك فإنك تمر في أهم مرحلة يعيش فيها رؤساء الوزراء في الصومال، واستخدم صلاحياتك للإصلاح بين الطامحين للرآسة وبإمكانك أن تدخل التاريخ كمصلح سياسي بدل الخوف من إلقاء خطابات أعدها الآخرون قد تهدف إلى حرق مستقبلك السياسي، ولن تكون أفضل من سلفك صاحب الخطابات الرنانة الذي كان يصفه الرئيس يوما أنه أفضل منه، وتم حرق تاريخه بدقائق!
ثانيا: فإن كلمة رئيس جلمدغ أظهرت أنه فشل في إدارة الصراع بينه وبين رئيس الوزراء المتعلق فيمن يقود العشيرة، ويدرك أنه بين خيارين إما أن يربط مستقبله السياسي بهذه الحكومة ويخرج من المسرح السياسي اذا فشلت باستعادة السلطة أو أن يعيش مستقلا ويحافظ مكانته السياسية في المستقبل، ويبدو أنه اختار الأول؛ لذلك نسي ما أعلنه في جالكعيو من محاولته للصلح وتحول إلى دمية في يد حكومة تستميت العودة إلى الكرسي وبأي تكلفة، ومع ذلك فمن شبه المستحيل أن يقدم أعضاء مجلس الشيوخ قبل إنهاء الخلافات السياسية مع المعارضة.
وأخيرا: لا أظن أن الثلاثة الآخرين كان لهم أهمية تذكر في الحل والربط، ولكن المخرج كان “عاوز كذا” البِدَل الأنيقة والكرفاتات المتشابه كانت تعطي معنى للإخراج وترفع مشاعر من يحرك الدمى!!!.
وعلى كل حال فإن بداية المرحلة الانتخابية المعلنة تنهي دور رئيس الوزراء وتحول حكومته حكومة تصريف أعمال كما تجعل رئيس الجمهورية مرشحا رئآسيا ورئيسا تشريفيا، ومن الصعب عودته إلى كرسي الحكم بدون الولايات الغائبة عن المشهد المسرحي المشار إليه آنفا بسبب المحاصصة القبلية الفاشلة ٥.٤ التي مازال النظام السياسي الصومالي يعتمد عليها، وإلا على من تقرأ مزاميرك يا روبلي!.
هل فهمنا أن المسرحية لم تكن أكثر من إطالة فترة الحكم وبصورة شبه قانونية رغم فشلها!
Post Views: 12