[2:04 PM, 5/14/2023] +252 61 5868525: استهل المؤلف كلامه، وهو نقلة نوعية يقول:أنه لا بد من انقلاب من نظام فاسد إلى نظام راشد.
فقال تحت هذا العنوان: غايتنا ومطمح أبصارنا
نقصد من وراء ما نحن بصدده الآن من الكفاح إنما هي:
(إحداث الانقلاب في القيادة )وهو أن أقصى ما نبتغي الوصول إليه والظفر به في هذه الدنيا أن نطهر الأرض من أدناس قيادة الفسقة الفجرة وسياستهم ونقيم فيها نظام الإمامة الراشدة .
ونرى أنه أكبر وأنجع وسيلة موصلة إلى نيل رضا الرب وابتغاء وجهه الأعلى في الدنيا والآخرة.
ومنشأ الكوارث والنكبات التي مني بها الجنس البشري هي قيادة الفجار والفساق وأن سعادة البشر إنما تتوقف على أن يكون زمام أمور الدنيا بأيدي الصالحين العادلين.
أهمية الزعامة وخطورتها
————————————
يصور المؤلف أن الزعامة هي التي تجمع زمام الأمور ويوجه البشرية جمعاء إلى حيث يوجهه وذلك كما تشاهد في القطار أنه لا يجري إلا إلى جهة التي يوجهه إليها سائقها وأن لا بد للركاب أن يسافروا طوعا أو كرها إلى تلك الجهة نفسها.
فكذلك لا يجري قطار المدنية الإنسانية إلا إلى جهة يوجهه إليها من بأيديهم زمام أمر تلك المدنية(الناس على دين ملوكهم ).
غاية الدين الحقيقية(إقامة نظام الإمامة الصالحة الراشدة )
—————————————————————–
ويقرر المؤلف تحت هذا العنوان
أن أول ما يطالب به دينُ الله عبادَه أن يدخلوا في عبودية الحق كافة حتى لا يبقى في أعناقهم من قلائد لغير الله ثم يتطلب منهم ألا يكون لحياتهم قانون إلا ما أنزل الله وجاء به الرسول ثم إن الإسلام يطالبهم أن ينعدم من الأرض الفساد وهذه الغايات السامية لا يتحقق منها شيء ما دامت قيادة أبناء البشر وتسيير شؤونهم في الأرض بأيدي أئمة الكفر والضلال.
ومن هنا يظهر ما للإمامة الصالحة وإقامة نظام الحق من أهمية خطيرة تجعلها من غايات الدين السامية وأسسه.
الأخلاق مناط رقي الإنسان وانحطاطه
————————————————————–
يقرر المؤلف تحت هذا العنوان
إن الذي يرفع الإنسان ويضعه والذي له الحظ الأوفر واليد النافذة في سعادة الإنسان وشقائه هي الأخلاق فإذا كانت الأخلاق هي جوهر الإنسانية وملاك أمرها فلابد من الإقرار بأن الأخلاق لها القول الفصل في صلاح حياة الإنسان وفسادها
أربع مراتب للأخلاق الإسلامية
——————————————————–
١-الإيمان
٢-الإسلام
٣-التقوى
٤-الإحسان
وهي كلها مرتبة ترتيبا فطريا بحيث أن كل تالية منها تتولد من سابقتها ولا تؤسس إلا عليها فما دامت الطبقة منها غير محكمة متقنة لا يكاد يخطر بالبال أن تبنى عليها الطبقة الثانية فالإيمان بمنزلة الأساس في هذا البناء وهو الذي يقوم عليه طبقة الإسلام ثم تشيد طبقة الإسلام طبقة التقوى فطبقة الإحسان.
والذي يبدو من ذلك أنه مادام الإيمان-وهو أساس الإسلام والتقوى والإحسان كما عرفت-منعدما لا يمكن وجود الإسلام والتقوى أو الإحسان بوجه من الوجوه.