مقديشو – قراءات صومالية – ذكرت وسائل إعلام صومالية اليوم الخميس عزم دولة قطر إرسال مبعوث خاص إلى الصومال خلال الأيام القليلة القادمة، لينضم إلى الجهود الدولية الرامية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الصومالية، والجلوس حول طاولة الحوار لإنهاء الإنقسام الحاد بسبب تمديد فترة الرئيس الصومالي فرماجو لعامين.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني هو المبعوث القطري إلى الصومال، وهو الذي قاد المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية، وبين حركة طالبان،ويملك خبرات في مجال التفاوض
ويتوقع تعيينه خلال الأسبوع القادم وفق ما نشرته وسائل الإعلام الصومالية، وفور وصوله إلى مقديشو العاصمة سيعقد لقاءات مع قادة الحكومة الصومالية الفدرالية، وإتحاد المرشحين، ورؤساء الولايات الفدرالية، إضافة إلى رئيس مجلس الشيوخ، وبقية القيادة التي لها تأثير في الساحة الصومالية لحلحة الأزمة الصومالية المتصلة بالإنتخابات.
وفي أوقات سابقة اتهمت المعارضة السياسة الصومالية قطر بانحيازها التام إلى قيادة الحكومة الصومالية المنتهية مدتها القانونية،وتقديم الدعم المالي لها، إلا أن الخطوة الجديدة لقطر نحو الصومال تضع حدا لتلك الإتهامات، وتقف في موقف الوسط بين الحكومة والمعارضة، وهو ما دعت الأخيرة مرارا وتكرارا.
ويرى مراقبون صوماليون أن تغيير قطر موقفها فجأة حيال الحكومة الصومالية تأتي في سياق تحسين صورتها المتضررة لوقوفها مع الحكومة خلال السنوات الأربعة الماضية،وتؤمن قطر كذلك أن أيام فرماجو تكاد تنتهي، أو انتهت، وبالتالي فهي مستعدة بالتعامل مع أي جهة صومالية أخرى والتي ستحل موقع فرماجو مستقبلا.
ويأتي التحرك القطري الجديد نحو الصومال إثر تصريحات السفير الأمريكي السابق لدى الصومال ستيفن شوارتز حيث ذكر بأن قطر ترسل أموالا لحكومة الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو.
وأضاف ستيفن ” أن قطر تبرعت بأموال لرئيس المخابرات الصومالية، فهد ياسين، ما جعله شخصية قوية في الحكومة، بيد أن قطر نفت تلك الاتهامات ووصفتها بأنها لا أساس لها
وقالت إنها دعمت الصومال ولعبت دوراً هاماً في إعادة إعمار وتنمية الصومال، بحسب ما نقله موقع “غاروي أون لاين” الصومالي.
وجاء في بيان الحكومة القطرية، “إنه ليس لديها أموال سوداء للاستثمار في الصومال”، وأضافت أنها دعمت ميزانية الحكومة بمقدار 20 مليون دولار العام الماضي.
بيد أن الصوماليين يعتقدون أن قطر هي الممول الرئيسي للرئيس فرماجو،وحملته الانتخابية في عام 2017م والتي قادته الفوز في الانتخابات الرئاسية، إلا أنها أدركت مأخرا تزايد موجة الغضب الشعبي ضدها بسبب الأخطاء الإستراتيجية التي ارتكبتها قيادة الحكومة الصومالية المنتهية ولايتها، علما بأن الصوماليين يعتقدون أن الرئيس فرماجو متحالف مع قطر.
وقد شن الرئيس فرماجو المنتهية والايته هجمات عسكرية على رموز المعارضة السياسية من إتحاد المرشحين في الإنتخابات الرئاسية، أعقبه أحداث عنف وقعت في مقديشو العاصمة بين القوات الموالية للحكومة، وبين القوات التابعة لإتحاد المرشحين
خطوات قطر الجديدة نحو الصومال هي بمثابة إعلان القطيعة،والتخلي عن فريق القصر الرئاسي، وتحسين صورتها، وأنها لا تنحاز إلى جهة صومالية بعينها، طالما موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية قد حان، بيد أنه من السابق لأوانه الحديث عن تخلي قطر عن الرئيس فرماجو.