أكد مؤتمر علماء الصومال أنه محاولة جادة لتوحيد صفوفهم وتبرأة الإسلام من تهمة الارهاب والغلو، وقد كانت هناك بعض التحديات إلا أن الجهود التي يبدلها الفريق التنظيمي للمؤتمر وبعض العلماء الواعين بخطورة المرحلة حالت دون حدوث انحراف عن جادة المؤتمر والهدافه، وكان الهدف الأساسي للمؤتمر إعلان المواجهة الشاملة ضد الارهاب، ولم يكن هذا نوعا من التماهي مع سياسة حكومية معينة ولكنه كان بيانا للحق وتحقيقا لحق العلم.
خوارج وعملاء:
عرف المؤتمرون أن حركة الشباب هي جزؤ من التيارات الغلو الذي وردت صفاتهم في المدونات الشرعية، حيث يتصفون بأهم صفات الخوارج وهي: (تكفير المسلم بشبهة واستباحة دمه) فضلا عن كونهم جزاء من المشروع العالمي لتشويه الإسلام وتصفية دعاته، ومن المؤكد أن هذه الحركة مخترقة من قبل المخابرات الدولية التي توجه تحركاتهم وأهدافهم.
يدا واحدا ضد الارهاب:
وقد أظهر المؤتمر نضوجا واضحا من العلماء وبكل تياراتهم وفهمهم أهمية الدولة وتمتين العلاقة بين الدولة والدين، وقد مر على الدعوة الاسلامية حين من الدهر لم يكن تعاملها مع الدولة إلا الكره والمواجهة المتبادلة، ولكن والوضع تغير اليوم، وأكد المؤتمر أن العلماء والحكومة يدا واحدة ضد الارهاب والظلم والفساد؛ لأن ثالوث الفقر والظلم والفساد يدعم وجود الأفكار المنحرفة والارهاب، وهذا ما تم تأكيده من قبل العلماء في هذا المؤتمر.
فهم المرحلة:
ختاما علينا أن نفهم أن هناك فرقا واضحا بين عقد المؤتمر لحل مشكلة الارهاب وتقوية العلاقة بين العلماء والدولة أوطرح بعض المطالب المرحلية التي يمكن طرحها في المنتديات الأخرى، ومع أن المؤتمر لم يقصر في الاشارة إلى أهمية محاربة الفساد وتحقيق العدالة الإجتماعية؛ لذلك ليس هناك تلازم بين مواجهة الارهاب والنفاق السياسي، وهذا نوع من فهم المرحلة والمقام.
ومن الأهمية بمكان عقد مؤتمرات وندوات أخرى تهتم رفع وعي الشعب وتصحيح مسار الحكومة والقضاء، لأننا نحتاج إلى تأسيس شعب واعي يستطيع المطالبة بحقه حتى نتمكن من إعادة بناء دولة صونالية عادلة تدافع عن كرامة شعبها.