مقديشو (قراءات صومالية)- وصل الرئيس الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود، أمس الأحد على رأس وفد، إلى بلدة” محاس” بمحافطة هيران على الحدود مع محافظة غلغدود، مرتديا الزي العسكري ومستقلا بطائرة هيلكوبتر خاصة قادما من “طوسمريب” التي مكث فيها لمدة شهر.
وعلى خلاف زياراته الداخلية السابقة فإن الرئيس حسن شيخ محمود بعد أربع وعشرين ساعة من وصوله إلى “محاس” لم يُدل بأي تصريح علني، ولم يتم نشر أي صور حول لقاءاته مع مسؤولي محافظة هيران والنواب في البرلمان للمنطقة وزعماء العشائر وغيرهم من شرائح المجتمع، مما أدى إلى لفت انتباه المراقبين والمحللين بشأن هذه الزيارة ودلالاتها وقراءة ما وراء الكواليس.
ومنذ انتقاله من القصر الرئاسي في العاصمة مقديشو إلى عاصمة ولاية غلمدغ “طوسمريب” قبل شهر أحرز الجيش والمقاومة الشعبية تقدما ملموسا إلا أن هجوم حركة الشباب المباغت والمميت على قاعدة للجيش في قرية عوسويني بعد أيام من سيطرته عليها غيَّر من المعادلة التي كان الجيش يسير عليها.
ومنذ أسبوع بدأ الجيش ينسحب من جميع المواقع التي سيطر عليها في شرق محافظة غلغدود ووسطها من بينها مدينة عيل بور الاستراتيجية، وبلدة وبحو، وبلدة غلعد الاستراتيجية، وبلدة عيل طير الساحلية.
وصرحت الحكومة الصومالية أن الانسحاب من تلك المناطق المحررة أمر يعود إلى التكتيك العسكري من أجل تنظيم الجيش وإعطائه استراحة قصيرة، وإعادة تنظيم العمليات وتصحيح بعض الأخطاء التي وقعت.
ويرى الخبير في قضايا الأمن والإرهاب والسياسة في القرن الإفريقي الأستاذ عبد الرحمن سهل يوسف أن القضية الأساسية في سفر الرئيس الصومالي إلى “محاس” ترتكز على إعادة التنظيم العسكري والشعبي في ولايتي غلمدغ وهيرشبيلي لتعزيز العمليات العسكرية وتسريع هزيمة حركة الشباب في المنطقة الوسطى، وتصحيح نقاط الضعف أثناء الحملة العسكرية وعدم تكرارها فيما بعد.
وأضاف الأستاذ سهل في تصريح لإذاعة “صوت أمريكا – القسم الصومالي” أن هذه الزيارة لها دلالات كبيرة خاصة مدى جدّيّة القيادة الصومالية وإصرارها على استمرار الحملة العسكرية ضد حركة الشباب وعدم توقفها لأي ظرف حتى تصل إلى نتيجتها، وهي رسالة إلى المجتمع الدولي ودور دول الجوار التي كانت من المفترض أن تشترك في هذه العملية، وضرورة الوقوف إلى جانب الصومال.
وأوضح الأستاذ عبد الرحمن سهل أن “الشخصية القيادية هي التي توحّد الشعور الشعبية تجاه الأحداث الجارية بمختلف اتجاهاتها السياسية، وهذه الخطوة التي ربما أنها جديدة في السياسة الصومالية قد تخلق تغييرا تجاه بناء الدولة الصومالية، وهذه الزيارة إلى “محاس” أتت في وقت أدلت أقطاب المعارضة بتصريحاتها حول الوقوف إلى جانب القوات المسلحة الوطنية وقائدها العام رئيس الدولة، وهي تفاؤل جيد وخطوة نحو تنامي الشعور الوطني وتحرير البلاد من الإرهاب”.
ومن بين الشخصيات التي التقى الرئيس الصومالي معهم المحافظ السابق لمحافظة هيران علي جيتي عثمان الذي أعلن أنه لن يقبل إقالته من منصبه، وأنه ينفصل عن إدارة هيرشبيلي، ويؤسس إدارة هيران، وكان من أهم الشخصيات الأساسية التي لها دور بارز في هزيمة حركة الشباب في محافظتي هيران وشبيلي الوسطى، وله شعبية كبيرة في عشيرته التي كانت من أهم محاور هزيمة حركة الشباب.
وعند سؤاله حول مساهمة الزيارة في حل مشكلة محافظة هيران أكد الأستاذ عبد الرحمن سهل أن حل جميع القضايا العالقة وإقناع بعض الأطراف التي تشتكي من عدم الحصول على التمثيل والحقوق السياسية والاقتصادية واجب وطني، ولقاء الرئيس في “محاس” مع أعيان وسياسيي محافظة هيران من ضمن هذا، ولكن عليهم تحمّل المسؤولية في الوقوف إلى جانب الرئيس في جهوده تجاه الحملة العسكرية.