ماذا يعني فوز الرئيس حسن شيخ محمود
بقلم عبد النور معلم محمد
انتخب البرلمان الفيدرالي يوم أول أمس الأحد ال ١٥ من شهر أيار /مايو عام٢٠٢٢ الرئيس حسن شيخ محمود رئيسا للبلاد،ولم تكن تلك الانتخابات التي جرت في أجواء من التنافس الشديد بين مرشحين كبار لهم وزن وثقل سياسي من بينهم ثلاث رؤساء سابقين سهلة وميسورة، كما لم تكن التحالفات والتوازنات بين المكونات وأصحاب المصالح السياسية سهلة أيضا، ذلك بسبب الانفسام الداخلي الحاد التي شهدتها الساحة السياسة، وانعدام الثقة بينها نتيجة الممارسات السياسية الخاطئة والمهيمنة على المشهد الساسي في السنوات الخمس الفائتة من التهميش والإقصاء وتخوين المخالف ووصمه بالعمالة وتقويض النظام، تلك الممارسات التي انتهجها نظام فرماجو بكل احترافية وسماجة ووقاحة أدت إلى تجاذبات ومناكفات ومماحكات سياسية كانت البلاد في غنى عنها وكادت أن تعصف بنظام التدوال السلمي الوليد للسطة ؛مما يعني انزالاق البلاد نحو الفوضى والاضطراب الأمني والاحتراب الداخلي، لولا المرونة والاحتكام إلى صوت العقل التي أبدتها المعارضة السياسية التي آثرت النضال الدستوري والتغير السلمي عبر صناديق الاقتراع..
وعودا على بدء فإن الرئيس المنتخب حسن شيخ محمود تغلب على منافسه بأغلبية ساحقة حيث حصل على ٢١٤ صوتا مقابل ١١٠ صوتا لمنافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو.
لقد أبتهج الشعب الصومالي بكل شرائحه ومكوناته كما رحب بحفاوة بالغة بانتخاب شيخ محمود رئاسا للبلاد مرة أخرى.
وقبل أن نخوض في الإجابة عن السؤال المعنون للمقال فلا بأس بأن ننبه القراء الكرام باننا لسنا بصدد الحديث عن شخصية الرئيس المنتحب حسن شيخ محمود وعن برامجه السياسية وأولويات خططه العملية في السياسة والأمن والاقتصاد،وإصلاح الشأن الداخلي والعلاقات الخارجية في السنوات الأربعة المقبلة،وعليه فإننا نقتصر في هذا المقال على استعراض ما يمكن أن يفضي إليه انتخاب حسن شيح محمود رئيسا للبلاد،وبناء عليه يعنى انتخاب السيد حسن شيخ محمود رئيسا للبلاد مايلي:
١) انتصار إرادة الشعب
نعم أول ما يعنى انتخاب السيد حسن شيخ محمود رئيسا للبلاد هو انتصار إرادة الشعب الصومالي الذي ساند التغير السلمي خلال السنوات الخمس العجاف من حكم الرئيس الصومالي السابق محمد عبد الله فرماجو، ولقائل أن يقول ماعلاقة إرادة الشعب بانتخاب أعضاء البرلمان لرئيس الجمهورية، لكن الفكرة التي تنقص المرتاب هي أن أعضاء مجلسي الشعب والشيوخ انتخبوا الرئيس حسن شيخ بدلا من فرماجو استجابة لمطالب الشعب الظامئ إلى التغير نتيجة خيبة الأمل والتبرم من الأوضاع الأمنية والمعيشية المتأزمة .
٢) استعادة الأمل
يقال إن الحياة هي الأمل وحيث لا أمل لا حياة، والأمل هو ذلك” الإحساس الذي ينتاب الإنسان ويعطيه الشعور والاطمئنان تجاه ما هو قادم” لقد أصيب الشعب الصومالي خلال السنوات الخمس الماضية بخيبة أمل وإحباط كبيرين نتيجة تدهو الأوضاع على كافة الأصعدة بما في ذلك الأمنية ذات الصلة الوثيقة بحياة المواطن وحريته الفرية وحقه في الحياة. يضاف إلى ذلك عدم اليقين السياسي بعد المحاولات المتكرر ة والممنهجة للنظام لتأجيل الانتخابات وتمديد فترة المؤسسات الدستورية.
ولهذا يمكن القول بأن انتخاب الرئيس حسن شيخ محمود يعني للشعب الصومالي استعادة الأمل والثقة من جديد.
٣) المصالحة والوئام الوطني
مما لا شك فيه أن المرحلة القادمة يكون عنونها الأبرز وفق ما جاء في شعار حملة الرئيس المنتخب” صومال متصالح مع نفسه ومتعايش مع العالم” وبما أن فترة الرئيس فرماجو كانت فترة ساد فيها العداء والتفرق والتشرذم والإحباط فإن فوز الرئيس حسن شيخ يعنى المصالحة بين مكونات الشعب الصومالي على المستوى الفردي والجماعي وبدء مرحلة التآخي والتآلف والمحبة والوفاق بين أبناء الوطن الواحد.
٤)عودة مظاهر الحياة الطبيعية إلى العاصمة
فوز الرئيس حسن شيخ محمود يعنى عودة مظاهر الحياة الطبيعية إلى شوارع وأحياء العاصمة مقديشو التي عانت كثيرا من إغلاق الشوارع العامة أمام حركة المرور بالاحجار والمتاريس الإسمنتية والسواتر الترابية الأمر الذي أعاق حركة تنقل الأفراد والبضائع وأثر سلبا على الأوضاع الإقتصادية في العاصمة وشوه الوجه الحضاري المشرق لها.
وفوز الرئيس شيخ محمود يعنى إزالة الحواجز والمتاريس وفتح الطرق المغلقة وترميم الشوارع وتنظيفها.
٥) إنهاء احتكار السلطة لمجموعة معينة
يعنى فوز الرئيس حسن شيخ أن فترة احتكار السلطة السياسية ومقدرات الدولة وممتلكاتها واداوات صنع القرار فيها من قبل مجموعة تدعى المجموعة “الفلانية” أو “العلانية” قد ولت بدون رجعة وأن بامكان المواطين على اختلاف انتمائهم القبلي والعشائري والجهوي الانضمام “إلى قطار الوطن الكبير” المتسع لكافة أبناء الوطن باختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية. وأن سياسة أنا أو لا شيء قد فشلت في بناء وطن معافى من الآفات والعاهات الفكرية والاجتماعية.
٦ ) طي الصفحة الماضية والتفائل
فوز الرئيس حسن شيخ يعنى طي الصفحة الماضية بكل ما كانت تحمله من عثرات وهفوات إلا ما كان من الجنايات والجرائم فإنها رغم عدم ثبوتها إلا بالنص فسيتم التعامل معها وفق القوانين وبواسطة المؤسسات العدلية والقضاءـ العفو والتسامح والتآلف ستكون عنوان المرحلة القادمة. ذلك لأن المصالحة ومن ثم الريادة إلى غد أفضل لا يمكن التوجه نحوهما دون العفو.ويعم الأمن والاستقرار في ربوع البلاد كما سينعش الاقتصاد الوطني ـ كما سينعش قطاع السياحة والفندقة.
وأخيرا كانت تلك بعض الخواطر التي توافدت إلى ذهني بعد فوز الرئيس حسن شيخ محمود برئاسة الجمهورية فأحببت أن أشاطرها معكم في هذا المقال المختصر. راجيا أن يعم السلام والرخاء في ربوع البلاد.