*مصائب قوم عند قوم !*
*كيف استفادت كينيا من انهيار الصومال؟*
بقلم/ فرتون محمد عثمان*
*الحلقة الثانية*
*ثالثا: مراحل هجرة الصوماليين إلى كينيا*
يمكن تقسيم هجرات الصوماليين لكينيا إلى ثلاث مراحل رئيسية:
*المرحلة الاولى*:
وصول الصوماليين إلى كينيا في القرن الثامن عشر الميلادي وذلك لسببين رئيسين:
١_ تبليغ الدعوة الإسلامية والرسالة المحمدية بجانب إخوانهم المسلمين من المجموعات العربية والهندية ولعل اشهرها الرحلة الدعوية للشيخ أويس البراوي التي وصلت إلى بعض سواحل شرقي إفريقية.
٢_ الهجرات القسرية للرعاة بسبب الحروب والجفاف والتنقل سعيا وراء الكلأء والماء والتدافع بين القوميات والقبائل ليستوطن الصومالي شمال شرقي كينيا وشمالها من منديرا ومويالى ووجير وغاريسا وتاناريفا.
*المرحلة الثانية:*
وصول الصوماليين إلى كينيا في القرن التاسع عشر وذلك لأسباب اهمها:
١_ استقطاب الإنجليز جنودا من الصومال إلى كينيا لمشاركة الحروب العالمية الأولى والثانية ضد مناوئيه ثم بعد جلاء البريطانيين بقوا في كينيا، وهولاء من أوائل الصوماليين الذي سكنوا كينيا خارج منطقة شمال شرقها ليصبح أبنائهم نواة لمن عرفوا فيما بعد ب “صومالي سيجوي” في نيروبي وممباسا وأسيولو وككميغا وميغوري وغيرها.
٢_ اللجوء السياسي والفرار من بطش الانظمة السياسية الحاكمة في الصومال وكسر حواجز الحدود المعروفة ب ” السير” ؛ وذلك قبل الاستقلال من الاستعمار الأوروبي وبعده.
٣_ الرحلات التجارية والبحث عن فرص افضل للحياة ومن ثم الإقامة في كينيا.
٤_ البعثات التعليمية لطلبة العلم الصوماليين بالمؤسسات التعليمية كالمدارس والجامعات الحكومية والمعاهد الإسلامية في كينيا.
*المرحلة الثالثة: هجرة الصوماليين بعد الانهيار من 1991م إلى الآن*
بعد سقوط الحكومة المركزية في الصومال لجأ عدد كبير من الصوماليين إلى معسكرات اللاجئين في شمال شرقي كينيا وتلقوا فيها ترحيبا من الحكومة الكينية والمجتمع الكيني عامة والصوماليين الكينيين خاصة فتم إيواء عشرات الآلاف بمعسكرات اللاجئين في داداب وإيفو وطكحلى وحكرطير وكاكوما في كينيا ويمكن تقسيم مهاجري هذه المرحلة إلى ثلاث مجموعات:
*المجموعة الأولى: اللاجئون بالمعسكرات إقامة أو معبرا*
أقام اللاجئين الصوماليين في كينيا ولا زال اللجوء مستمرا حتى تاريخه؛ وذلك بسبب عدم الاستقرار الناتج عن الحروب الأهلية والمواجهات المسلحة وبسبب الجفاف المتتابع بما كسبت ايدي الناس من سفك الدماء وقطع الأشجار والاحتطاب الجائر لصناعة الفحم التي تسبب تغير المناخ؛ ورغم ان اللاجئين يعانون عددا من المضايقات في التنقل والتهديدات الامنية؛ إلا ان ذلك لم يمنع منهم تحويل المحن إلى المنح؛ حيث اتيح لللاجئين في المعسكرات عددا من الفرص التجارية والتعليمية والهجرة إلى الغرب لحصول فرص أفضل لابنائهم ومن ثم الإقامة في كينيا.
*المجموعة الثانية: التجار والمستثمرون*
أمتلك عدد من المهاجرين الصوماليين أراضى في كينيا بصة مقيمين او مواطنين وافتتحوا مشاريع تجارية عملاقة في قطاع الجملة والتجزئة في سوق غاريسا لوج بحي إيستلي في نيروبي ثم توسعت أعمالهم التجارية إلى أطراف نيروبي وممباسا وإلدورت ثم تطورت إلى العقار بنوعيه السكني والأرضي والشحن البحري والجوي والنقل البحري وتنظيم رحلات الطيران من وإلى الصومال وغيرها.
*المجموعة الثالثة: العائدين من المهجر والمتحولين من البلدان الأخرى*
ربما تعد هذه المجموعة من أكثر المجموعات تاثيرا للهجرة إلى كينيا وقد بدأ تاثيرهم بعد دخول القوات الإثيوبية في مقديشو عام ٢٠٠٦م وانتقال كثير من الأسر مع عائلاتهم وتجارتهم إلى نيروبي رغم الرحيل التعسفي الذي طال بهم بعد ذلك، كما أثر قرار منع إدارة ترامب من استقبال اللاجئين الصومالين الى امريكا مما شجع الصوماليين على عودة قد توصف بهجرة عكسية من الغرب إلى بعض البلدان وعلى رأسها كينيا التي ربما كانت يوما ما معبرا أو سكنا لأهله لجواء او إقامة أووطنا
….تابع في الحلقة الثالثة:
*كيف استفادت كينيا من المهاجرين الصوماليين*
**داعية إسلامية وناشطة اجتماعية*