في منبت العزِّ في الصُّومال يَحترق ** مــن الأسـَـى ويعـانــي شــاعِر لَبـِـق
بــرى به الحــزن لمَّا اختــار صحبته **مُنــذُ ادْلَهـَـــمَّ علــى بستــانه الأُفُــق
تمـــزَّقـَـت روحـــه وانْهـَــدَّ مَــرتَعـُـه ** وســاورتــه همـــوم النفـــس والأرق
جَــــوًى وغُصَّـــةُ مَحـــزُون يُبَــدِّدُه ** والـــدَّمع مـــن مقلتيــه الآن ينبثــق
والنــَّـاس تحســده حينــا وتغبطـــه ** رغـم الجـراح ، وفيه الحُزنُ والحَنَـق
سطـا على أرضـه الأعـداء فانتهبـوا ** لمـَّا استَكَـانَت ولم تَستَـأْسِد الحُمُـق
غطَّـى وأقـذى وأعمـى ليلة وضحى ** عيونهـــم وتَلاشـَــى أمــره الحَــذِق
لم يبــــق من أمــــــل إلا قصـائــده ** ونصـــرة الله تكفــــي أيهــا الرُّفَــق
في ظــاهر الأرض أمــواج مُبَعثَــرَةٌ ** لا ظلـمَ يبقــى ولا نـــورٌ ولا غســق
لا تسألـــوهُ عــن أصحـــابــه أبـــدا ** الحـــزن يتلفــه والشَّجـــو والقَلــق
كفــــاك منــه القـَوافـِــي إنَّهــــا ** دُرَر أجــــاد صنعتهـــا النِّحــرِير والذَّلِــقُ
وصـــاغها ولــــه فــي نفسـه ألـــــمٌ وللقوافـي علـى أهـل النُّهـــى عَبــق
والشِّعـــر تَحبِيــــرُ آلام علــى أمـــل والــدَّمع يحكـي مدادا وهــو يندفـق