عقد “ملتقى الدعاة الصوماليين” أولى نشاطاته الدعوية يوم أمس الإثنين 19 رمضان 1439هـ الموافق 4 يونيو 2018م مناسبة إفطار جماعي ولقاء مع الصحفيين والكتّاب والباحثين المقيمين في العاصمة مقديشو وذلك لتبادل الأفكار حول واقع الإعلام الصومالي وضرورة إصلاحه.
وقبل الإفطار تم عقد ندوة بعنوان (الإعلام في الصومال بين الواقع والمأمول).
ففي البداية ألقى الدكتور عبد القادر معلم غيدي الباحث الصومالي وعضو سابق في البرلمان الانتقالي، كلمة حول (واقع الإعلام الصومالي وطموحاته المستقبلية)، وتطرق إلى إيجابيات الإعلام الصومالي وسلبياته، وقدم توصيات حول تطوير الإعلام الصومالي ورفع كفاءته ومهنيّته.
من جهته ألقى الشيخ محمود أبو شيبة عضو هيئة علماء الصومالي، كلمة بعنوان: (مسؤولية الكلمة) تحدث فيها عن أهمية التثبت في صحة الأخبار، وعدم تلفظ كل ما يشاع دون التأكد منها، وتحدث عن أهمية اللسان في الإسلام ووجوب الحفاظ عليه، وأن القلم الذي يعبر عن النطق هو ابن عم اللسان.
بعدها ألقى الأستاذ مسعود محمد وهليه الأكاديمي والباحث كلمة بعنوان: (صفات وأخلاقيات الإعلام المنضبط) تحدث عن أهمية وضرورة أن يكون الصحفي متصفا بالمهنية والموضوعية في تناول الأحداث وتحليلها، وصفات وأخلاق الإعلام المهني.
قبيل الإفطار بدأت مداخلات الحاضرين والمشاركين في البرنامج حيث تناول الصحفي المحضرم والسفير الصومالي السابق في جنوب السودان عبد الرحمن ديناري جوانب مهمة تتعلق بواقع الإعلام الصومالي منذ الإطاحة بالحكومة المركزية السابقة، وفترة الانهيار الدولة، وأوضح ديناري أن أكثر من يستحوذ على الجمهور في مواقع التواصل الاجتماعي هم أناس فوضويون وليسوا بواقعيين، ونوه إلى ضرورة أن يتصدر ذوو الكفاءة في توجيه الإعلام الهادف.
من جهته أوضح الأستاذ عبد الرحمن سهل يوسف الإعلامي ومدير مركز الصومال للتحليل الأزمات في مداخلته أن الإعلام الصومالي بدأ يشهد تغيرا ملحوظا مع تطور التكنولوجيا ووسائل الاتصال، وأن مواقع التواصل الاجتماعي حلت محل الإعلام التقليدي، وأضاف الأستاذ سهل على أن العلماء والدعاة استخدام الإعلام الجديد الذي يتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي وتسديد مستخدميه بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالتشهير والتعيير!.
وقد أشاد الحاضرون في مداخلاتهم وتعليقاتهم باهتمام الدعاة الصوماليين بالإعلام أكثر من قبل وضرورة إصلاحه ليواجه المتطلبات الجديدة والتغيرات الاجتماعية المتزايدة في البلاد.
ويعتبر ملتقى دعاة الصومال الذي أسس العام الماضي من المؤسسات الدعوية الجديدة في الساحة الصومالية إذ تم تأسيسه لغرض توحيد الجهود الدعوية لبعض الحركات الإسلامية العاملة في الساحة، خاصة حركة الاعتصام وحركة التجمع الإسلامي وحركة الإصلاح جناح الدم الجديد.
وبعد عقود من الصراعات الفكرية والانقسام بين الإسلاميين وانخراطهم في الخلافات السياسية والاجتماعية برزت فكرة تكوين هذا المنتدى الدعوي المشترك بين بعض أبناء الحركات الإسلامية ليحقق توحيد الجهود الدعوية، وربما يصبح بداية لتوحيد الرؤى المختلفة تجاه الأحداث السياسية والاجتماعية في البلاد.
فهل يعتبر هذا الملتقى بداية لتجاوز الانقسام والتنافس ورؤية كل حركة بأنها على الطريق الصحيح، إلى طرح مشروع وحدوي متكامل وضرورة العمل الجماعي وتحقيق المصالحة بين فئات المجتمع؟!.