صدق من كانت مقولته “مرضٌ أشبه بالطاعون، ولكنه ليس بطاعون .. ظهر في حالات متفرقة ثم بدأ يكنس الناس كأنهم ذباب يتساقطون أمام رذاذ غير مرئي .. يشمونه يتورمون ويموتون كأكياس نتنـة… ولأول مرة في تاريخ البشرية وقف البشر جميعاً أمام منجلٍ يساوي بينهم كأسنان المشط ويحصدهم جميعاً في عدالة مروعة … ولأول مرة في تاريخ الإنسانية الدامي جمعت الناس أخوّة ، ليست أخوّة خطب وشعارات ، ولا أخوّة شعر ومجاز”… د. مصطفى محمود رحمه الله .من رواية : رجل تحت الصفر – تاريخ النشر 1967.
بدأ يصغر كعادة الأمراض، ثم يتسع وباؤه كالبرق، يتفشي وينتشر أنحاء العالم، وما من باب إلا وقد أقرع، فأفجع الباحثون والعلماء والدول العظمى بسرعته وقوته، فهم محيرون بأي وجه سيكون العالم، ويأي مصير ينتهي؟ معظم شعوب العالم يسمونه بأنه “الحرب العالمية الثالث”.
كيف ومتي بدأ فيروس كورونا؟
كان أول ظهوره في سبتمبر عام الماضي ٢٠١٩م حيث بدأ واتسع في الصين بمدينة ووهان، قبل أن يفشى جميع العالم…وفي نفس العام ٣١ ديسمبر أعلنت الصين بأنه وباء عالمي… ثم عمم العالم بأكمله فانتشر ١٧٧ بلد… فأصاب مليونا وقتل آلافا وتحسن مئات!
فما هي أعراضه؟
يؤكّد العلماء الطب أن فيروس كورونا يحتاج لظهوره إلى مدة خمسة أو ستة أيام، حيث يبدأ أعراضه غالبا بالحمي مشيع يتنحنح بالجاف، وبعد أسبوع تقريبا يشعر المريض بضيق التنفس في الرئتين، وهذا يؤدى بألتحاق المستشفي…فغالبا ما تأتي الأعراض بصفة تكثر إفراز السوائل التي تخرج من فتحات الجسم أو عطس شديد أو سعال.
ويعد كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل السكرى وأمراض القلب، هم الأكثر إصابة بالفيروس كورونا.
وعلى الرغم من ذلك فإن استمرا فترة حضانته تعد حوالى ١٤ يوما وهذا تعني يوم أصابته إلى يوم ظهور أعراضه، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، بيد أن بعض العلماء يقولون إن فترة حضانته قد تصل إلى ٢٠ يوما.
كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بفيروس كورونا؟
هناك أشياء يتفق بها علماء الطبللحمايته مثل غسل اليدين بشكل جيد مع الصابون القادرة بقضاء على الفيروس، استخدام وسائل تغطية الفم والأنف عند السعال والعطس، تجنب بعيدا عن لمس العينين والفم والأنف والوجه، تجنب الاشخاص مصابة بالسعال والعطس، وأكبر نصيحة هي أن تجلس في بيتك ولا تمشي في الأرض مرحا.
كيف يكون العالم بعد كورونا فيروس؟
فالعالم بدوله العظمى، ومؤسساته وهيئاته العليا، وخبرائه ومفكريه وجبروته، ومن له صلة بقضايا الإنسانية، لا حيلة ولا قوة بهم، فالعالم الثالث يتغير بلحظة من الزمن عالم الأول! فهناك قضية قد أهمل ونسي العالم بأكمله ويشعرون الآن بأنها مفقودة بقلب البشر، تلك هي قضية “أولويات الحياة” بمعني أن العالم والشعوب البشرية منهمك ومنكب بأمور لا حاجة لها بالضرورة فمثلا السلاح بأنواعة والتكنولوجا بسماتها فهم يضعون بقدر هائل في ميزانياتهم ولا شيء يخطط بالمواد البشرية في شيء قليل، لا بد بإعادة ترتيب الأولويات من جديد مثل حراسة الطب والأدوية البشرية وغيرها من ضروريات الحياة.
أنه حدث جديد، وأمر واقع يفكر، وسياسة تتحول بدقة الوقت، والعالم بأكمله يتغير لحظة بلحظة، لا شيء يدوم ولا يدام، فالأمور كلها بيد الخالق…فالسؤال الذي يطرح نفسه؛ ما سبب تغير العالم بعد فيروس كورونا؟ وهل تكون السبب، كيف واجه العالم بمحاربة هذا الفيروس؟ مع علم أن الدول العالم هما قطبان، قطب في الشرق هي روسيا والصين… وقطب في الغرب هي أمريكا وتحالفه هم المسيطرون قوة العالم الآن، لذلك نعلم وبكل الوضوح بأن التحالفات الغربية أو الشرقية كلاهما يساعدان من كلتا التحالفهما، ولكن بعد حدوث فيروس كورونا في أول أمره بالصين لا أحد يساعد ولا دولة تتكلم بل معظم العالم يتجاهلون، فانتشر الوباء وعمم العالم بأكمله وانتصر الصين بمعظمه فساعد الصين بعض الدول العظمى الذين كانوا يتجاهلون في الصين وقت مصابه وهذه الدول هي من ضمن التحالفات الغربية، فهذه الحادثة هي السبب الكبرى لمتغيري العالم بمن يقود العالم بعد فيروس كورونا؟
لو نظرنا وأمعنا النظر بفيروس كورونا أن العالم يحدث بأمرين، وهما:-
١- يتنبه العالم بأكمله وجبروته بأن أولويات الحياة هي أساس لا ملجأ لهم، فلا بد أن تضع هيئة الصحة العالمية وكل الدول العالم كانت صغيرة أو كبيرة بأن تقدر ميزانيتها بأكبر حد في الطب والغذاء والمواد الأساسية، بدلا من بيع الأسلحة وغيرها…
٢- تتحول أو تنقسم قوة العالم… بمن يقود العالم؟ فبعض الدول الغربية ينصمون إلى تحالف الروسيا والصين بسبب رؤية مصالحهم الدولية، وتقل قوة الأمريكيين بغياب تحالفهم، فيتغير معظم قوانين العالم بما فيها أمم المتحدة والهيئات الدولية وكل من لها صلة بالغرب والشرق… فيتجه العالم بوجه جديد….
وفي نهاية المطاف، لابد أن نتبع نصائح الطب، وأن نركز كيفية صحة ومراعاة النفس، وأن نجلس في بيوتنا إلا لأسباب .