إستقبل الرئيس الصومالي محمد عبدالله محمد فرماجو رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد الدكتور أبي أحمد علي في مطار آدم عدي الدولي اليوم السبت،وأجريت لرئيس الوزراء الإثيوبي مراسم إستقبال رسمية إذ عزف السلامان الوطنيان للبلدين.
وبعدها صافح رئيس الوزراء الإثيوبي مستقبليه من الوزراء وقادة الجيش، وكانت الزيارة رسمية حيث تستغرق يوما واحدا وسط إجراءات أمنية مشددة لتأمين موكب رئيس الوزراء أثناء نقله إلى القصر الرئاسي الصومالي، ومغادرته من البلاد أيضا.
وتأتي زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي إلى الصومال إثر زيارات مماثلة قام بها إلى كل من الدول الآتية أسمائهم وهي: جيبوتي، وكينيا، والسودان، وأوغندا،والسعودية، ومصر بغية تعزيز العلاقات التجارية والثقافية والسياسية بين إثيوبيا وبين تلك الدول.
تحركات الدكتور أبي أحمد علي في المنطقة وزيارته إلى عدة دول مؤثرة في الشرق الأوسط وشرق إفريقيا ربما تنطلق من سياسة صفر المشاكل في المرحلة الجديدة التي تأتي ضمن التغيير الديمقراطي التدريجي في إثيوبيا علما بأن رئيس الوزراء الإثيوبي ينحدر من القومية الأورمية التي تشكل الأغلبية في إثيوبيا.
زيارة الوفد الإثيوبي الرسمي إلى الصومال حظيت بتغطية إعلامية صومالية ودولية واسعة وذلك لأهميتها حيث وصف الزيارة بأنها كانت تاريخية.
وقد جرت المناقشات بين الجانبين في القصر الرئاسي الصومالي حيث تناولت المباحثات مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
أبرز ما جاء في البيان الصحفي.
وقد أصدر الزعيمان الصومالي والإثيوبي بيانا صحفيا إثر إنهاء المباحثات الثنائية المستمرة زهاء ساعتين تقريبا، وشمل البيانات أهم الملفات الحيوية، كالأمن، والتبادل التجاري، والتعليم، والثقافة وغيرها، ونوجز فيما يلي أبرز ما ورد في البيان الصحفي المشترك.
- عقد الزعيمان مناقشات مستفيضة، والتي غطت على مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين بما في ذلك الشؤون الإقليمية والدولية. وخلال المباحثات جدد الزعيمان التزامهما بتعزيز علاقاتهما الأخوية الثنائية الممتدة المبنيّة على علاقات الدم والقيم والتاريخ والثقافة والتقاليد المشتركة وفي هذا السياق أكدت الدولتان على مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وتعزيز المصالح المشتركة بين البلدين.
- وجدد الزعيمان على التزامهما بتعزيز العلاقات بين البلدين ووضع إطار شامل متفق عليه والذي يشمل في عدة أمور ومنها: بناء علاقات دبلوماسية قوية بين الصومال وإثيوبيا، واحترام السيادة لكل الدولتين.
- و رحب الزعيمان بتشكيل لجنة التعاون المشتركة المتفق عليها، وهي على المستوى الوزاري ووظيفتها تشجيع الأنشطة الدبلوماسية والتجارية المعززة بين البلدين بناءا على المعاملة بالمثل ، والتي تنطوي على ارتباطات ثنائية منتظمة، ورعاية التبادلات الثقافية والرياضية والتعليمية.
- ولتعزيز الوجود الدبلوماسي والقنصلي في الدولتين ، وافق الزعيمان على فتح مكاتب دبلوماسية وقنصلية في المدن الرئيسية في الصومال وإثيوبيا. كما اتفق الزعيمان على اتخاذ تدابير للسماح بحرية حركة السلع والخدمات عن طريق إدخال تصاريح وتوسيع تأشيرات محددة للسفر لأغراض تعليمية ورياضية وثقافية لتسهيل التكامل الاجتماعي بين الصومال وإثيوبيا.
- واعترافا بقدرة الدولتين على تحقيق تنمية اقتصادية متجانسة لكلتا الدولتين ، ركز الزعيمان على التركيز على النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل للشباب، وتعزيز الاستثمار بين الصومال وإثيوبيا من أجل تأمين مستقبل مزدهر لشعوب البلدين ، وبلدان القرن الأفريقي، وفي نهاية المطاف القارة الأفريقية
- وفي هذا الصدد ، اتفق الزعيمان على تعزيز التكامل الاقتصادي بين بلديهما مع التأكيد من جديد على أهمية الأمن الاقتصادي والتنمية من خلال الاستفادة من الموارد البشرية والطبيعية للبلدين باعتبارها أكثر الوسائل فعالية للتصدي للأمن الحالي. وفي مواجهة التحديات والعراقيل وافق الزعيمان على إزالة جميع العراقيل التجارية والاقتصادية وتعميق وتوسيع الروابط الاقتصادية قبل كل شيء بينهما ، وتطوير البنية التحتية الحيوية كالموانئ، والمطارات، والطرق السريعة الرئيسية التي تربط بين البلدين. كما وافق القادة على الاستثمار في الخدمات اللوجستية وتقديم الخدمات الخاصة للموانئ الرائدة في القارة التي يمكن أن تخدم كل من المحيط الهندي والبحر الأحمر.
- وفي محاولة لجذب الاستثمارات الأجنبية والاحتفاظ بها لمصلحة البلدين ومنطقة القرن الأفريقي ، اتفق القادة على الاستثمار المشترك في أربعة موانئ بحرية رئيسية بين البلدين ، وبناء شبكات الطرق الرئيسية والشرايين التي سوف تربط الصومال بالبر الرئيسى إثيوبيا. واتفق الزعماء على تشكيل فريق فني مشترك معين والذي سيشرع على الفور في المهمة الرئيسية التي تحدد تلك المشاريع الجوهرية.
- و للاستفادة بشكل كامل من الأسواق بخلق مزيد من الفرص، وافق القادة على تشجيع الاستثمارات المحفزة خاصة القطاع الخاص في كلا البلدين ، من أجل خلق فرص عمل وتسهيل التكامل الاقتصادي الكامل بين البلدين.
- واعترف الزعيمان بأن السلام والاستقرار شرط مسبق لتنمية وازدهار كلا البلدين ، وبالتالي أكد على أهمية استمرار التعاون النشط بين الصومال وإثيوبيا في مكافحة الإرهاب بفعالية والتعامل مع التحديات الأمنية عبر الحدود. وأدان الزعيمان الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وشددوا على الحاجة إلى التعاون في هذا المجال..
- وأشادت الحكومة الاتحادية الصومالية بشجاعة وتضحية بعثة الاتحاد الأفريقي واعترفت بالدور البارز للقوات الإثيوبية في هذا الصدد. ومع الاعتراف بالالتزام المتواصل من جانب البلدان المساهمة بقوات في الصومال ، أكد الزعيمان من جديد على أهمية دور بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال في التقدم الذي أحرزته الصومال
- ومع تقدير دور بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال في جهود السلام وبناء الدولة في الصومال ، ذكر الزعماء صراحة ضرورة مواجهة المخاطر، والمحافظة على المكاسب التي تحققت في الصومال. ودعا الزعيمان الدول الصديقة إلى المساهمة بشكل إيجابي في جهود الصومال لبناء الدولة الصومالية.
- و أعلن الزعيمان بشكل لا لبس فيه احترامهما المتبادل لسيادة ووحدة الأراضي والاستقلال السياسي ووحدة البلدين، وفي هذا السياق دعا الزعيمان جميع الأطراف الصومالية إلى العمل بلا هوادة من أجل وحدة الصومال وتماسكها.
- وفي المسائل الدولية ، دعا الزعيمان إلى إقامة نظام متعدد الأطراف فعّال في الأمم المتحدة وتوسيع صلاحياتها أيضا وفق ما ورد في البيان. كما اتفقوا على الدعوة إلى طرح حلول أفريقية للمشاكل وتعزيزدور الاتحاد الأفريقي فيه، ودعم المواقف المشتركة بشأن القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.
- وأشاد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا بالقيادة الصومالية لالتزامها وعزمها وشجاعتها في التغلب على التحديات وإحراز تقدم كبير في تنفيذ خطة إصلاحية قوية وتحريك الصومال بثبات نحو طريق التنمية والسلام والتنمية المستدامة .
- ورحب الرئيس محمد عبد الله محمد فرماجو رئيس الوزراء ابي أحمد على انتخابه مؤخرا رئيسا للوزراء من جمهورية إثيوبيا الاتحادية الديمقراطية ، وأثنى الرئيس فرماجو على جدول أعماله الإصلاحية ورؤيته التي من المقرر أن تحدث أثرا إيجابيا على التوقعات للأمة الإثيوبية و منطقة القرن الإفريقي كذلك.
- وأعرب الرئيس محمد عبد الله محمد “فرماجو” باسم الصومال حكومة وشعبا عن تقديره المطلق لأخيه الدكتور أبي أحمد علي الذي شكر من جانبه رئيس جمهورية الصومال الفدرالية وشعبها على كرم الضيافة والإستقبال الحار له وأعضاء وفده أثناء زيارتهم للصومال.
تجدر الإشارة إلى تنفيذ ماورد في البيان الصحفي منوط باللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، إضافة إلى إستعداد قيادة الدولتين المضي قدما في تحقيق الأهداف الإستراتيجية والتنموية بغية فتح آفاق جديدة لعلاقات البلدين.