فتحت عيناي بعد قيلولة الظهر، الأنسب أن أقول افيق من رحلة الداكرة الدراماتيكية، اتمدد فوق السرير لبضعة ثوانى، أسند رأسى على كتفى بعد كل استيقاظ، أتأمل وسادتى بلحظات أتذكر كل الذي حدث، أسمع صوت المرأة التى كانت مساعدة قابلة أمى حين نادت بصوت بحبوح مجلجل” إنها بنت ” وصوت الرجل الذي كان جالسا قرب الباب مع ابى المتوتر ردا للمساعدة مبروك ،الشفاء للزوجة والبنت، وكلمات الجيران، وصوت الاظفال فى الحى، لحظة التى كنت فى يد القابلة أدركها جيدا، كنت أريد أن أركض نحو الباب وانضم الى الأطفال الدين يلعبون خلف جدار بيتنا، لكنى اعرف أن الكل لا يصدقني، ولو قلت لهم بصوت عالي لانصدموا، اقرأ وجه المساعدة ،وقريبة امى المسنة الدنيا لا تحتاج الركض يا صغيرتي، مهلا ستكبرين وتدركين أن لا شئ جديد تحت الشمس، مند خروج آدم وحواء فى حوش الجنة!. شعرت بالملل وكأننى سجينة جديد بهذا العالم الكبير، أ ربعة جدران تمثله بمعني الادق، الملل والبساطة تعم للمكان ، فكرت لو جعلوا الغرفة ذات ثلاث جدران، أو شكلها أضيق ،او اوسع لكان نفس أكثر لاستقبال إنسان ولد يكره الملل ، وضعونى صدر امى الدافئ وقبلتنى بجبيني بقوة وحفاوة، لكني انتظر أن اري دموع الفرح من عينها كما يفعل فى الأفلام والأمهات يبكين من شدة الفرح، أمى عرفت استغرابى وهمست فى اذنى، لا تنزعجى فأنا مليت، فعلت الذين قبلك، لست اول مولدة، من يومها واجهت العالم الكبير بنصف قلبى حفاظا على خيبة جديدة، والعيش بنصفه ثاني بحثا عن حب صادق ليخفف عني ملل القاتل، ونصف نصفه التعود على العيش ببيت له اربع جدران يشبه حديقة الحيوانات فيه من الأطفال كل أنواع، وما تبقي منه لأقص الآخرين صدمة ولاداتي،وشيئ منه أتذكر وجه القابلة التى تشائمت وعكرت لى مزاج يوم ولادتي وبسببها اصيب حمى السبت ، ساعة الرابعة صباحا فى كل اسبوع ،وابحث القهوة كمشلول جلطة القلبية يبحث علبة الدواء فى جييه فى وسط صحراء قاحلة، ويموت بلا إسعاف.