من المقرر أن يسافر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في الأيام القليلة المقبلة إلى عاصمة ولاية غلمدغ طوسمريب للإشراف على الاستعدادات النهاية لتحرير المناطقة المتبقية بأيدي حركة الشباب المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة في الولاية، وتأتي هذه الحملة العسكرية في المرحلة الثانية من تحرير البلاد من الحركة، حيث انطلقت المرحلة الأولى منتصف أغسطس 2022م محققة نتائج إستراتيجية تتمثل في تحرير اكثر من 70 مدن وبلدات تقع في مناطق ولاتي هرشبيلي،وغلمذغ.
ولا تزال مناطق حيوية مثل مدينة عيل بور الاستراتيجية في محافظة غلغدود، تقع في سيطرة حركة الشباب منذ اكثر من عقد، وهي من البلدات القديمة والتاريخية والمناطق المحيطة بها وهي مناطق رعوية واسعة تكثر فيها البركات المائية وتحسن للرعي،وغنية بمختلف المعادن،والبترول.
وفي وقت سابق من العام الحالي تم تحرير الشريط الساحلي من المحافظة مثل بلدة مسغواي ومدينة عيل طير، إضافة إلى مدينة حررطيري التي كانت من أهم معاقلها في محافظة مدغ في وسط البلاد.
وتدور في الأيام الأخيرة معارك فر وكر،وكسر العظام أحيانا في المناطق التابعة لبلدة غلعد وهي مناطق حدودية بين محافظتي غلغدود – ولاية غلمذغ- وهيران – ولاية هرشبيلى- وهي الجهة الشرقية، ومدينة عيل بور وهي هدف أساسي للحكومة الفيدرالية في المرحلة الثانية من الحملة العسكرية، ولا تزال حركة الشباب تنشط في القرى التابعة لمدينة غلعد، وقد شنّ الجيش الصومالي هجمات مميتة بين الحين والآخر على فلول عناصر الحركة التي تتجمّع في تلك المناطق.
خطة الحكومة لتحرير مدينة عيل بور
إلا أن الخطة الحكومية لتحرير عيل بور تتحدد في فتح جبهة جديدة من غرب المدينة وليس من الشرق، فقد تم إعداد 3000 مسلح من المليشيات المحلية – المعروفة معاويسلي – في مدينة “غري عيل” في محافظة غلغدود بولاية غلمدغ وسط البلاد استعدادا للمشاركة مع وحدات الجيش الوطني في المرحلة الثانية من العمليات العسكرية ضد حركة الشباب، وهدفها الأساسي هو تحرير مدينة عيل بور الإستراتيجية.
وتشمل الخطة الحكومية محورين:المحور الأول: استنزاف مقاتلين الحركة في شرق عيل بور حيث تدور معارك وطيسة وتنفيذ عمليات عسكرية نوعيّة للجيش ضد الحركة، فقد صرحت وزارة الإعلام بأن مائة من مقاتلي الحركة قتلوا قبل أيام في قصف جوي، وتدمير 14 من المركبات العسكرية تابعة في منطقة تقع بين محافظتي غلغدود وشبيلي الوسطى، كما قتل عشرات آخرين في معارك مباشرة مع الجيش.
وتقدّم القوات العسكرية الأمريكية في أفريقيا المعروفة بـ“أفريكوم” دعما جويا للقوات الصومالية التي تحارب حركة الشباب في عدة مناطق بوسط وجنوب البلاد.
ويلعب المدير العام لجهاز المخابرات والأمن القومي الصومالي السيد مهد محمد صلاد دورا محوريا في الحملة العسكرية الرامية إلى تحرير جميع المناطق الواقعة تحت سيطرة حركة الشباب المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة
المحور الثاني من الخطة يتثمل في الهجوم الكاسح من غرب عيل بور بعد استنزاف مقاتلي حركة الشباب في شرقها.
وتقول بعض التقارير الإعلامية بأن الرئيس الدكتور حسن شيخ محمود، والمدير العام لجهاز المخابرات والأمن القومي الصومالي السيد مهد محمد صلاد سينتقلان إلى مدينة طوسمريب للإشراف على انطلاق المرحلة العسكرية الثانية من التحرير.
وتأتي الحملة العسكرية المرتقبة عقب إعداد الحكومة الصومالية اكثر من 10 آلاف جندي صومالي خلال الشهور العشرة الماضية حيث تم تدريبهم،وتجهيزهم بأسلحة حديثة،وهم في استعداد تام لمشاركة الحملة العسكرية في المرحلة الثانية وفق مصادر من وزارة الدفاع الصومالي.
وستشارك قوات من دول الجوار – إثيوبيا، وكينيا وجيبوتي – في المرحلة الثانية من الحملة العسكرية لتحرير جميع المناطق الواقعة تحت سيطرة حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
من جهة أخرى تم تجميع المسلحين في مدرسة “هرقبوبي” للتدريب العسكري في مدينة غورعيل بحضور مسؤولين محليين وضباط من الحكومة الفيدرالية وإدارة غلمدغ الإقليمية.
وصرح مفوض مديرية غورعيل، فارح عبدي مالن، إن إدارته تلتزم بدعم جهود الجيش في تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة حركة الشباب.
ولسكان مناطق غري عيل وطوسمريب قصة محفورة في الذاكرة التاريخية، وفي وجدان وقلوب كل مواطن صومالي وهي انتفاضتهم ضد حركة الشباب المتشددة وفق رأي المواطن محمد حسن المتواجد حاليا في المنطقة.
وتحدث المواطن حسن لـ”قراءات صومالية” عن شن قوات المنطقة هجمات شرسة على مقاتلي حركة الشباب في نوفمبر 2008م، وأدت إلى دحر الحركة، وإبعادها من أهم المدن الرئيسية بمحافظة جلجدود.
واستعداد سكان مدينة غروي عيل مرة أخرى لمقاتلة الحركة إلى جانب الجيش الصومالي فرصة أخرى حسب رأي محمد حسن لإنهاء وجود الإرهابيين من محافظة جلجدود.
ومنذ شهور تتأهب الحكومة الفيدرالية والولائية وقيادة الجيش لإطلاق المرحلة الثانية من العملية العسكرية ضد عناصر حركة الشباب، الموالية لتنظيم القاعدة، فيما تعهدت تركيا بتقديم المزيد من الدعم للقوات الصومالية.
ولا تزال حركة الشباب تسيطر على محافظة كاملة في ولاية جوبالاند وهي محافظة جوبا الوسطى التي بها مدن استراتيجية مثل جلب وبؤالي وساكو وغيرها، كما تسيطر على معظم مناطق الريف في محافظتي باي وبكول بولاية جنوب الغرب
إلا أن الحملة العسكرية المنطلقة في المرحلة الثانية تشمل على مناطق جوبالاند،وجنوب الغرب بغية إلحاق الهزيمة لحركة الشباب،وتقويض قدراتها الشاملة، وفقدانها التحكم السيطرة،وبسط الحكومة الصومالية سيطرتها التامة على كامل تراب الوطن.