هل عسبلي رجل المرحلة الراهنة؟
علّم أبوه يوما أن ( المواطن الصحيح هو من يخدم شعبه ووطنه قبل أن يخدم نفسه). ومن الواضح أنه يؤمن هذه المقولة وملتزم بها.
هذا المقال منشور في مجلة(5 Magazine (. تقول المجلة: فإن السيد/النائب عبدالقادر عسبلي وضع لنفسه استراتيجية واضحة ومحكمة ليكون أفضل متنافس في انتخابات الرئاسة القادمة 2022. على الصعيد الدولي، فإن النائب عسبلي كان رئيس اللجنة البرلمانية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي في العقد الماضي، مما مكن له شحذ رسالته، وبنى سلسلة من العلاقات مع الشركاء الدوليين. كما فعل نفس الشيء على الصعيد المحلي في بناء كتلة نواب برلمانيين قوية وتحالفات عبر العشائر والقبائل، ويحظى باحترام واسع بين الأوساط السياسية ويقر زملاءه وأصدقاؤه بنزاهته وإخلاصه، فهو رجل مؤمن ملتزم بوعوده إذا أقطع عهدا يوفي بوعده. شخصيته كانت واضحة عندما يناقش في المجلس الأزمات الوطنية مثل الفيضانات والجفاف المتكرر في السنوات الماضية. وكان محبطا للغاية من الإدارة الحالية وعدم اهتمامها في حل تلك الازمات، وكان سريعا في طرح التدابير والاجراءات التي يجب الاتخاذ بها في احتواء الازمات الوطنية لدرء وفات المئات من الصوماليين. يقول ” هذا يذكرني ماحدث في كارثة 2011م، المساعدات الدولية لم تأت في الوهلة الأولى ومات ما يقارب (260،000) من السكان البسطاء مما كان يمكن تجنبه، نحن في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، وتحدث هذه المجاعة مرتين في عقد واحد. نحن بحاجة إلى تغيير جذري لإنهاء هذه الأزمة المتكررة في كل عشرة سنوات”. كانت الكلمات حماسية وصادقة مما أكسبه في احترام أقرانه البرلمانيين وتقديرهم له.
عندما يسئل، يتحدث بسهولة ووضوح عن المواضيع والمسائل المختلفة، ويرجع المسائل إلى جذورها،أسبابها الرئيسية، ما الحلول التي كان يجب القيام بها؟ ماذا تم القيام به وماذا لم يتم؟ ولما ذا؟
من أين يأتي شغفه للسياسة وتعاطفه اليقظ؟
يجيب عنها عسبلي مقتبسا من أبوه ” المواطن الصحيح هو من يخدم شعبه ووطنه قبل أن يخدم نفسه). ومن الواضح أنه يؤمن هذه المقولة وملتزم بها. يقول عنه أشقاؤه أن عبدالقادر كان لديه منذ نعومة أظفاره شغفا واسعا في السياسة والشؤون الاجتماعية، لقد حصل ذلك من الأب(عسبلي). كان عبدالقادر موهوبا في المدرسة لم يكن كثير المراجعة ومع ذلك كان يحصل على درجات عالية، كان يقرأ مرة واحدة ويحقظ بعدها عن ظهر، ويلخص لك جميع ما في المقرر ويعطيك نبذة مختصرة.
لقد صقلت أيام دراسته الجامعة في القاهرة عقله في فهم أمور الدين الإسلامي الحنيف والمسائل الاجتماعية التي تعج في العالم الاسلامي (والصومال منه). لقد درس عن كثب المسائل المتسببة للتخلف في العالم الثالث، ونضج فكره في الشؤون الاجتماعية والسياسية العالقة في العالم والحلول المطروحة لمواجتها وخاصة في العالم الثالث.
يقول عبدالقادر عسبلي عن الحالة الراهنة للصومال” خلال العشرة السنين الماضية لم يتغير أي شيء في هذا البلد، تذهب الإدارات وتعقبها أخرى ولا شيئا يتجدد في الامن والاقتصاد ومكافحة الفيضانات والمجاعات، لا شيئا ذا قيمة يقدم للشعب المسكين، لا بد من حلول جذرية للعدالة الاجتماعية والامن والاصلاح الاقتصادي”.
هل تعلم أن 70% من سكان الصومال أقل من 30 عاما، مع حوالي 70% من هؤلاء عاطلين عن العمل؟ أقل من 40% من المتعلمين وأكثر من هذا الرقم في المناطق الريفية؟ والفرص المتاحة للمرأة الصومالية شحيحة؟
إجابة عن ذلك قال المرشح عسبلي” هذه هي القنبلة الزمنية الموقوتة التي تواجه الصومال، ولا أحد،لا أحد يتحدث عن هذه القضية، أو يقدم أية حلول وخطط لمواجهتها.فاذا لم يتم تناول هذه القضية بجدية فإنه يمكن ان تكون خطيرة ليس على الصومال فحسب بل منطقة القرن الأفريقي عموما. دعني أخبرك عن شيء ذي أهمية، فأنا أعتبر هذه الانتخابات الاكثر أهمية منذ عرتا 2000م، إذا رجعت الإدارة الحالية(فرماجو) إلى الحكم أخاف لمستقبل البلاد. تذكر أن 70 في المئية من السكان تحت سن الثلاثين. إنهم يطالبون بتغيير حقيقي وليس أكثر من السياسات العشائرية التعيسة. إذا لفيت هذا الخطر المستمر مع السياق الامني الذي تواجهه الصومال، والعديد من المشاكل الاقتصادية،والمسائل السياسية التي أوضحتها آنفا.
إذا قرر هذا الجيل ان لا مستقبل هنك تحت هذا النموذج من الحكم وقرروا أخذ الامور بأيديهم فإن كل شيء سينهار، وسنرجع إلى المربع الأول، مربع ما قبل عرتا عام 2000م، من يريد بذلك؟ لا احد بمقدوره المجازفة بذاك الخطر.
هذه الانتخابات ستحدد في المسار الذي ستتخذه الصومال في الثلاثين سنة القادمة. أريد أن تكون الصومال بلدا آمنا وأرض خصبة، حيث كل الصوماليين يمكن لهم تحقيق حياة أفضل، والبديل هو البائس.
يقول المحرر: قلت لنفسي(واو) من الاندهاش، وسألته ما يعتقد من الانتخابات المقبلة وفرص نجاحه بالرئاسة؟
لا أحد يعلم إلا الله الرحمن الرحيم، إلا أن فرماجو وفريقه رصدوا أموالا ضخمة للفوز بالرئاسة آملين بذلك شراء غالبية أصوات النواب. من معرفتي كل المعارضين المرشحين للرئاسة لديهم القليل جدا من الاموال بالمقارنة مع فرماجو، لذلك فإن لدينا عددا من المزايا للنجاح في هذه الانتخابات:
أولا: خلال الخمسة سنوات الماضية من حكم فرماجو أحرقت كل الجسور مع معاصريه السياسيين.
ثانيا:هناك فرصة في أن النواب الجدد سيرون الخطر المحدق حول إعادة انتخاب فرماجو، وسيصوتون للتغيير.
انتهت المقابلة بكلمات من المجاملة والمزاح عن الطباع الشخصية للمرشح
المصدر: مجلة 5