عام مضى مليئا بالأحداثالكبيرة والعبر العظيمة، والأتراح والأفراح،والانتكاسات والانتصارات،ففي الأعوام الماضية تعوّدت في نهاية العام سرد ذكرياتي وإنجازاتي تأملا، إلا أنّ في هذا العام المنصرم ماينسي ذالك من المآسي و الآلام ، فنحن نعيش في عالم كالقرية أو أصغرمنها، متسارع ومتشابك المصالح ،ومتغّير ومتقلّب إلى أن نصل إلى نهاية العالم ،وزوال الكون، ففي فلسطين الأبيّة القضية المركزية لكل مسلم ،ولكلّ حرّ من أحرار العالم ،فقد تعرضت لإبادة وحشية طوال هذا العام2024م، والعالم تخلّى عنها بل تداعى عليها الأعدء، كما تتداعت الأكلة على قصعتها ، والمسلمون اليوم غثاء كغثاء السيل ،شارك في التهجير والإبادة جنود الغرب والمرتزقة بقيادة المحتلّ الإسرائيلي، وأصبحت الخرا فة التي طالما تغنّى الغرب بها كثيرا أعني حقوق الإنسان أو النساء والأطفال خبر كان، وأصبح حرب غزة الفاضحة والكاشفة للفيتوا الأمريكي، الداعم للأرهاب الإسرائيلي ، ما شاهد العالم من هدم البيوت على سكانها، وصبّ النار والمدافع على الأحياء السكنية يذكرنا قصة أصحاب الأخدود، وأنّ الإ يمان والاستشهاد حلم كل فلسطيني ،
أما خذلان المسلمين لإخوانهم فخزي مشهود،بل حاول بعض المتفيقهين بجلد الضحية بفتاوي مضللة، لقلب الحقائق وتحريف النصوص الشرعية فهذا أيم الله عين الهوان ، وتذكّرنا مأسى التتاروهولاكو، فقد استحبت الأمة الحياة الدّينا، وتنفق المليارات بالألعاب وميادن كرة القدم ،وفئة اخرى مولوون با لألعاب الإلكترونية والملتميديا ،
فما ذا يكون حالنا ومسيرنا؟ وكيف يرحم التاريخ لإمة بعضها تحت الأنقاض والمعاناة ، والبعض الآخرفي الملاهي والألعاب، وأين حالنا من الحديث النبوي، ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد،إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” ؟
عصا السنوار الأيقونة الخالدة
في زمن المحن يظهر صور الصمود ،ومن هو القائد البطل ؟،فمن الأمثال المتداولة في هذا العام “رميته بعصى السنوار”،يضرب لإنكاء العدوّ بما تملك فقد ألقاها الشهيد يحيى على طائر الدرون، قبيل استشهاده ، دخل الشهيد سنوار التاريخ كقائد يقاسم مع شعبه المعاناة وقسوة الحرب فيلتحف السماء ويفترش الغبراء ويعترك مع الأعداء، ويحض اكاذيبهم بأنه في الأنفاق بالتترس مع الأسرى ولكن كاميرات الأعداء وثقت أنه استشهد مقبلا غير مدبر، تقبل الله شهادته واسكنه
في رحم تلك المعاناة تظهر المحن والعطاء والانتصارات فجأة،
ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها**يغيّر الله من حالٍ إلى حالِ
في هذا الشهر يناير 2025 تم وقف العدوان الغاشم، ورجع بعض الاسرى في سجون الاحتلال الى ذويهم، والمهجرون الى بيتهم المهدمة
في يوم الأحد فوجئ العالم بسقوط نظام بشار الأسد الذي أذاق شعبه صنوف العذاب من قتل وتهجير، وتوجّه الثوار والمعارضة إلى السجون لا إلى القصور والبنوك،وتلك من مناقب الثورة السورية التي سجّلت في صفحات التاريخ، ويكفي توثيقا وشهادة ما ارتكبه النظام ضدّ شعبه ما شاهدناه في سجن صيدنايا المسلخ البشري الشهير، لقد توافد السوريون العائدون إلى وطنهم أفواجا بعد سنوات من الغربة واللجوء، في وقت وصل الرئيس المخلوع إلى موسكو ليحصل اللجوء ، فسبحان الله مغير الأحوال، وما زالت مشاعر الابتهاج والنصر تتوالى، ويبقى الأمل أن يدوم العزّ وتستعيد سوريا عافيتها ومجدها وكرامتها حكومة وشعبا،
وبعد شهرين فبي نهاية شهر يناير 2025م، اختير بالتوافق السيد احمد الشرع رئيسا لسوريا والقى خطبة النصر والتمكين، والقادم أجمل ان شاء الله تعالى.
عام 2024م كان مليئا بالألم والتحدي،وقد تكون المنح بصورة محن وبالعكس، والألام والمخاطر تسبق الآمال، والتضامن والتغيير هما سبيل التمكين لبناء مشرق واعد وغد أفضل .
باحث رقمي ومصلح اجتماعي