خطاب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (الدورة 80)
بسم الله الرحمن الرحيم،
السيد الرئيس، أصحاب الفخامة، السيدات والسادة،
يشرفني أن أقف أمامكم اليوم في هذه الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة. لقد تأسست هذه المنظمة على مبادئ السلام والأمن والتنمية المشتركة بين الشعوب، واليوم يواجه عالمنا منعطفًا خطيرًا يستدعي منا جميعًا أن نعيد التأكيد على التزامنا بالتعاون الدولي والعدالة.
لقد باتت التحديات التي تواجه البشرية مترابطة:
هناك دول هشة تعاني من النزاعات والفقر وضعف المؤسسات، ويواجه ملايين البشر خطر الجوع كما تشير تقارير برنامج الأغذية العالمي. التغير المناخي يزيد من هذه المعاناة ويؤدي إلى نزوح الملايين وتسارع وتيرة التحضر بشكل غير متوازن.
السيدات والسادة،
الصومال اليوم يقف شامخًا كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، ويسعى لتعزيز السلم والاستقرار والمساهمة في قضايا الأمن الدولي. لقد بذلنا جهودًا كبيرة في محاربة الإرهاب، وتعزيز قدرات مؤسساتنا الأمنية، وتحسين الإدارة المالية والشفافية وزيادة الإيرادات الوطنية. كما نعمل على الاستفادة من موقعنا الجغرافي ومواردنا الطبيعية لخلق فرص استثمارية وتجارية تعود بالنفع على شعبنا.
لكننا نؤمن أن العدالة لا تكتمل إلا بإصلاح نظام الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن. إن غياب أفريقيا عن المقاعد الدائمة ظلم لا مبرر له، وحان الوقت لأن تحصل قارتنا على تمثيل عادل يعكس مساهمتها وتضحياتها.
وفي هذا السياق، لا يمكن أن نتجاهل المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خصوصًا في غزة. إن استمرار المعاناة هناك اختبار أخلاقي لنا جميعًا. ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وفق حل الدولتين.
السيدات والسادة،
التغير المناخي يمثل تهديدًا وجوديًا للصومال ولدول أخرى هشة، نحن لم نكن سببًا رئيسيًا في الانبعاثات العالمية، ولكننا نعاني أكثر من غيرنا من آثارها. لقد أطلقنا سياسة وطنية للتغير المناخي، وأنشأنا صندوقًا وطنيًا للمناخ، ونعمل على تحديث مساهماتنا الوطنية المحددة، لكننا بحاجة إلى تمويل مناخي عادل ويسهل الوصول إليه من الدول المتقدمة.
إن أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 تقترب بسرعة، وعلينا أن نتساءل بصدق: هل نحن ملتزمون حقًا بتحقيقها؟ إن مستقبل الإنسانية يعتمد على قراراتنا اليوم.
ختامًا، أدعو إلى ملكية مشتركة للتنمية، وتعاون دولي مبني على العدالة والاحترام المتبادل. معًا نستطيع أن نصنع مستقبلًا أكثر أمانًا وعدالةً واستدامةً للأجيال القادمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


















