من المقرر أن تجري في خيمة أفيسيوني الواقعة بالقرب من المطار بالعاصمة مقديشو في الخامس عشر من مايو الجاري الانتخابات الرئاسية التي ستكون خاتمة لأطول وأصعب انتخابات شابتها الخلافات والصراعات مستمرة لأكثر من ثمانية أشهر.
ويترشح زهاء 30 مرشحا للرئاسة، وهم ما بين رؤساء سابقين وحاليين ورئيس وزراء سابق وسياسيين مشهورين ومغمورين، وأكاديميين أتوا من الشتات الصومالي.
وفي هذه الأيام يتفاعل الصوماليون في وسائل التواصل الاجتماعي حول أحظى المرشحين للفوز بالسباق الرئاسي، وفيما يلي تحليل أبرز المرشحين وفرص فوزهم بالسباق الرئاسي.
1.محمد عبد الله فرماجو:
الرئيس المنتهية ولايته في الثامن من فبراير 2021 الماضي، والذي مكث في المكتب عاما وثلاثة أشهر إضافية بطريقة غير شرعية، وسعى منذ سنوات لتعزيز فوزه وإعادة انتخابه، في رسم انتخابات يرسمها هو وفريقه، إلا أن المعارضة ومن أبرزهم اتحاد المرشحين واثنتين من الولايات هما بونت لاند وجوبالاند أجهضت طمعه، وأجبرته على أن يصبح بعيدا عن الإشراف على الانتخابات.
ويرى المراقبون أن حليفه الوثيق رئيس ولاية جنوب الغرب قام باختيار أكبر عدد من النواب والذين يصوتون له، بالإضافة إلى عشرات في كل غلمدغ وهرشبيلي وكتلة الشماليين (أرض الصومال)، ويعتقد معظم المراقبين أنه سيصح أكثر المرشحين صوتا في الجولة الأولى كما هي سنة الانتخابات الرئاسية.
بيد أن مخرجات إنتخابات رئاسة مجلسي الشيوخ والنواب أكدت عدم تماسك كتلة جنوب الغرب،واستعدادها للتغيير.
إن انتخاب رئاسة البرلمان التي جرت في 27 أبريل، والهزيمة المدوية لمرشح فرماجو لرئاسة البرلمان رسمت ملامح مستقبل الرئيس فرماجو في الخيمة، ويقدر أنه سيحصل ما بين 70 إلى 100 صوت.
2.سعيد عبد الله دني:
رئيس ولاية بونت لاند، منذ يناير 2019، لم يعلن عن استقالته من منصبه رغم أنه متواجد في مقديشو في الأسابيع الماضية،والسبب ان دستور الولاية يسمح له، ويدشن حملته الرئاسية فيها، ويعتقد المراقبون أن السيد دني احتوى على معظم النواب من غرفتي البرلمان المنتخبين في ولاية بونت لاند البالغ عددهم 48 نائبا، بالإضافة إلى عدد كبير من نواب ولاية جوبالاند البالغ عددهم 51
ويعتقد المراقبون أن السيد دني سيخوض في الجولات الأخيرة وأنه سيصبح المنافش الأشرس لأي مرشح يصل في الجولة الأخيرة، إلا أن بعضهم يشكك في إمكانية حصوله على أصوات معتبرة من الولايات والكتل الأخرى في الجولة الأولى، وقد أوضح بنفسه أن هدفه الرئيس هو الحيلولة دون إعادة انتخاب الرئيس فرماجو،والفوز في الإنتخابات الرئاسية.
3.شريف شيخ أحمد:
الرئيس الأسبق وأبرز المرشحين في السباق الرئاسي الحالي، وأصبح نائبا في البرلمان عن هيرشبيلي، ويعتقد المراقبون أن شريف شيخ أحمد الذي يحظى بتقدير واحترام معظم الأطراف قد يصبح البديل لبعض الأطراف المتنافسة، ويرجح بعض المراقبون أنه قد يحصل على أصوات نواب جنوب الغرب وكتلة الرئيس فرماجو بالإضافة إلى مناصريه من الولايات الأخرى.
4. حسن شيخ محمود:
الرئيس السابق وأحد أبرز المرشحين في السباق الرئاسي الحالي، ويحظى بفريق منظم جيدا ومتسق مقارنة مع زميله شريف شيخ أحمد، وقد حصل على نواب موالين له من ولايتي غلمدغ وهيرشبيلي،وجوبالاند،وجنوب الغرب،وصومالي لاند، ويصل عددهم إلى عشرات، ويعتقد بعض المراقبين أن فرصه تكمن في نواب ولايتي بونت لاند وجوبالاند في الجولات الأخيرة حيث يمكن أن يحظى بدعم قادتهم في صفقات سياسية خاصة.
5.حسن علي خيري:
رئيس الوزراء السابق، وأبرز المرشحين في السباق الرئاسي الحالي، ويحظى بفريق منظم جيد معظمهم من فئة الشباب، وقد حصل على نواب موالين له من كل من غلمدغ وهيرشبيلي وكتلة الشماليين، وجوبالاند، وهو رجل تكنوقراط، في حين أن بعض المراقبين يقللون من فرص فوزه من أجل سجلّه السابق عندما كان في رئاسة الحكومة وتحمّل وزر فريق الرئيس فرماجو، ويرى بعض المراقبين أنه قد يصبح البديل لبعض الأطراف خاصة فريق الرئيس فرماجو.
6.عبدالكريم حسين جوليد
رئيس ولاية غلمذغ السابق، وزعيم حزب سهن السياسي المعارض، والمرشح الرئاسي في الإنتخابات الرئاسية، وكان حليفا سابقا للرئيس السابق حسن شيخ محمود، إلا أنه فك إرتباطه استراتيجيا عن الرجل في الفترة الماضية،وتقلد جوليد منصب وزير الدخلية والأمن الداخلي ثم استقال منها في 2014م.
وقد حصل بعض النواب المنحدرين من ولاية غلمذغ، والكتلة الشمالية، وإقليم بنادر،وله خبرة في إدارة الحملات الإنتخابية، ويحسب الرجل ألف حساب لعلاقاته الواسعة مع الكتل السياسية في البلاد.
ويرى مراقبون إمكانية تحقيق جوليد مفاجئة سياسية من العيار الثقيل في الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية لحجزه موقعا فيها
7. عبد الرحمن عبد الشكور ورسمي:
أحد أبرز المرشحين في السباق الرئاسي الحالي، وأصبح نائبا في البرلمان الحالي عن غلمدغ، وهو شخص ذو قدرات قيادية فائقة، ورجل دولة بالطراز الأول، ومن الشخصيات العبقرية النادرة التي تحمّلت المشقات والعقبات لإيصال الهدف والرسالة، ورغم أن حملة رئاسته قوية ومنسقة إلا أن بعض المراقبين يقللون فرص فوزه لكونه لا يحصل على دعم وولاء الكتل النيابية المختلفة حيث أن بعض المرشحين أقوى منه فيها.
إلا أن الرجل له قبول واسع لدى مختلف فئات الشعب الصومالي لقدرته على اقناعهم،وخبرته في استخدام وسائل الإعلام، وتكوين الرأي العام.
8.عبد القادر عسبلي علي:
النائب في البرلمان منذ عام 2009، وأبرز المرشحين في السباق الرئاسي، وتقلد منصب رئيس اللجنة الخارجية في البرلمان، وسبق أن ترشح لهذا المنصب مرتين في الانتخابات التي جرت في 2012 و2017، وهو رئيس حزب إليس.
وقد حصل عسبلي على نواب موالين له في ولايات هرشبيلي، وجنوب الغرب، وكتلة الشماليين، وجوبالاند، ويرى البعض تحقيق الرجل فوزا في الجولة الأولى، حيث له فرصا كبيرة نظرا لتأثيره في ولاية هرشبيلي وهي نقطة جديدة تحسب له، وأن حملته الانتخابية بدأت في وقت مبكر، ودون ضجيج اعلامي، بالإضافة إلى علاقته مع اغلب المرشحين حيث يمكن تحالفه معهم في الجولة الثانية اذا حقق نتائج جيدة في الجولة الأولى.
9.طاهر محمود جيلي:
ويعتبر السفير السابق طاهر محمود جيلي من أبرز مرشحي الرئاسة الصومالية، وقد تقلد منصب وزير الإعلام في الحكومة الفيدرالية فترتين مختلفتين، وأصبح سفير الصومال لدى السعودية، ويتمتع بخبرة في التعليم والإعلام، واستقال من وزارة الإعلام في 2019م ودشن حملته في وقت مبكر نوعا ما، وهو رئيس حزب مصلحة الوطن (Dan qaran)، ونظرا لكونه عبقريا ومتوازنا وهادئا يرى بعض المراقبين أنه قد يحصل على دعم بعض الكتل النيابية.