انطلقت شرارة الانتفاضة ضد حركة الشباب قبل شهرين في مناطق تابعة لقرية محاس الواقعة في شرق محافظة هيران والقرى المحيطة بها، ولم تخطر في بال حركة الشباب أن شرارة هذه الانتفاضة ستصل إلى مواضع أخرى من البلاد.
قامت الحركة المتشددة بأبشع مجزرة بحق السكان المحليين في منطقة أفرإردود بالقرب من محاس، حيث أعدمت 20 شخصا من المدنيين انتقاما لخسارتها المبكرة في المعركة، إلا أن هذه الواقعة الأليمة أصبحت دافعا آخر لحمل القبائل الصومالية سلاحها في وجه حركة الشباب.
في غضون شهرين أعلنت الحكومة الصومالية تحرير نحو عشرين منطقة تشمل قرى وبلدات صغيرة تقع في محافظتن هيران وغلغدود وباي وبكول، كانت حركة الشباب تتمركز فيها لعقد من الزمان، وخسرت الحركة فيها عددا كبيرا من مقاتليها الذين جلبتهم من المحافظات الجنوبية.
كما أعلنت الحكومة الفيدرالية الشهر الماضي أنها تتزعم توجيه وقيادة عمليات تحرير البلاد من حركة الشباب، وشكلت لجان وزارية في ذلك.
وتوالت اجتماعات القبائل في مقديشو التي تعهدت بتصفية مناطقها عن حركة الشباب، إلا أن الانتفاضة الحقيقية لمختلف القبائل لم تبدأ بعد، ويراقب المحللون كيفية زعامة الحكومة الصومالية على المضي قدما في الحملة العسكرية للقضاء على الإرهاب.
وتقول قيادة الحكومة في مناسبات عديدة إنهم لن يتسامحوا مع بقاء الحركة المتشددة قوية في الساحة الصومالية، وإنهم سيتعقبون كل من يساندها ماليا وأيدولوجيا.
ولم تساهم القوات الإفريقية (ATMIS) الموجودة بمهمة حفظ السلام في الصومال هذه الحملة حتى الآن
وصرح وزير الداخلية الفيدرالي أحمد معلم فقهي إن طائرات حربية تركية قصفت أماكن تجمع لمقاتلي حركة الشباب، وعندما سئل الوزير عن دور الأتراك في العملية ضد حركة الشباب من قبل قوات ATMIS ، فقال إنهم شاركوا لفترة وجيزة في العملية، مثل نقل جرحى الحرب.
ويقول المحللون إن أهم عقبات نجاح هذه الحملة كيفية إدارة الحكومة الصومالية الفيدرالية وتنظيمها لهذه الانتفاضة واستفادتها من حماس الشعب، لأن القبائل لا تقدر على مجابهة جبهة مدربة ومسلحة جيدا، ولها مصادر مالية جيدة، لأكثر من بضعة أشهر.
وأولى بوادر العقبات في هذه الحملة ظهرت أمس حيث انسحبت القوات الحكومية على منطقتي موقكوري ويسومن بمحافظة هيران التي سيطرت عليها قبل أيام، فجأة ودون مقدمات، مما حمل حركة الشباب على إعادة انتشارها في تلك المناطق التي أخلتها القوات الحكومية.
وقالت مصادر إن سبب الانسحاب كان نشوء خلاف بين مختلف قيادات الجيش في المنطقة خاصة فيما يتعلق باستراتيجية المعركة.
نتائج الحملة العسكرية ضد حركة الشباب حتى الآن:
1- تحرير مساحات كبيرة في ولايات هيرشبيلي وغلمدغ وجنوب الغرب.
2- ذوبان مستويات الخوف عن حركة الشباب، واكتساب الشعب الثقة الكاملة.
3- الانسجام بين الجيش والشعب وهذا هو مفتاح النجاح.
4- تحقق رؤية رئيس الجمهورية، السيد حسن شيخ محمود بتوحيد الرأي العام تجاه تحرير البلادمن حركة الشباب وطي صفات النزاعات الجانبية.
5- أظهرت الحكومة الصومالية للمجتمع الدولي قدرتها على مقاومة إرهاب حركة الشباب ، وعليها رفع حظر السلاح عن الصومال.
6. تخبط وعدم اتزان واجهتها حركة الشباب جراء العملية، خاصة ما فعلت بأهالي محافظتي هيران وغدو.
7- توقع تزايد الانتفاضةوكونها أقوى في الأيام القادمة.