مقديشو- قراءات صومالية- أجرى فخامة رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الدكتور حسن شيخ محمود الأربعاء الماضي، اتصالا هاتفيا مع صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر .
وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها، بالإضافة إلى آخر مستجدات الأوضاع في الصومال.
ويأتي الإتصال في وقت يقود الصومال حملة عسكرية مصيرية على حركة الشباب الإرهابية منذ شهر أغسطس،أسفرت عن تحرير الجيش الصومالي،ومليشيات القبائل مناطق واسعة تقع في محافظتي شبيلى السفلى،وهيران بولاية هرشبيلي.
وكان صندوق قطر للتنمية وقع إتقافية مع الحكومة الصومالية في 2017م لتنفيذ مشاريع تنموية في مقديشو العاصمة الصومالة وحواليها،ومن بينها الطريق الذي يربط العاصمة إلى مدينة جوهر عاصمة ولاية هرشبيلي بطول 90 كيلومتر شمالا إلا أن الظروف الأمنية لم تسمح لتنفيذ المشروع حيث رفضت حركة الشباب المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة تشييد الطريق.
ولم تتخذ الحكومة الصومالية في فترة الرئيس محمد عبدالله فرماجو إجراءات أمنية،وعسكرية لتنفيذ المشروع التنموي، بيد أن الرئيس الصومالي الحالي حسن شيخ محمود أطلق حملة عسكرية واسعة النطاق، بالتنسيق والتعاون مع قوات الدراويش لولاية هرشبيلي، ومليشيات القبائل بغية تحرير المنطقة من مقاتلي الحركةـ كما توسعت رقعة المواجهات المسلحة إلى مناطق أخرى تقع وسط البلاد في ولاية غلمذغ.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات الصومالية القطرية شابها نوعا من الفتور أثناء فترة حسن شيخ محمود السابقة 2012-2017م، إلا أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت إزدهارا في فترة الرئيس الصومالي السابق محمد عبدالله فرماجو، حيث عززت قطر حضورها في الصومال،بيد أنها لم تؤد إلى دحر الإرهاب،وتقويض قدراته العسكرية في الفترة الممتدة ما بين 2012-2022م.
كما لم تصل العلاقات بين البلدين إلى درجة العلاقات الإستراتيجية، حيث لم يحصل الصومال من الشقيقة القطرية دعما عسكريا شاملا أدى إلى دحر الإرهاب، وتحقيق الإستقرار الأمني في ربوع الوطن.
ويعتمد الصومال في عهد الرئيس حسن شيخ محمود على رؤية وطنية تقوم على صومالي متعايش،ومتصالح مع العالم،حيث يمد يده إلى دول العالم، وعلى رأسهم الدول العربية الشقيقة بارتباط الصومال مع العرب تاريخيا، وثقافيا،ودينيا، وحضاريا.
وفي هذا السياق فإن الصومال يبحث عن دعم ومساندة من جميع الدول العربية دون استثناء في جهوده لمكافحة الإرهاب،وتحقيق الإستقرار الأمني في الصومال.
تحقيق الإستقرار الأمني في الصومال هو المفتاح الأساسي لتنفيذ مشاريع تنموية عملاقة، والإستفادة من الخيرات الطبيعية المتوفرة في البلاد
ويخوض الصومال منذ 2007م مواجهات مسلحة ضارية ضد جيهات وحركات مسلحة مناوئة للدولة الصومالية،وعلى رأسهم حركة الشباب المتشددة المرتبطة إداريا مع تنظيم القاعدة،ولم يتلق الصومال دعما إستراتيجيا من العرب،كما لم يحصل دعما مماثلا من المجتمع الدولي وعلى رأسهم أمريكا،وبريطانيا على غرار دعم المجتمع الدولي للعراق أثناء بروز تنظيم داعش فيها.
تجدر الإشارة إلى أن الصومال يقع في منطقة إستراتيجية بحرا،وبرا، وجوا،وتتوفر فيه الموارد الطبيعية المتنوعة مثل البترول،والغاز،والمعادن الأخرى، فضلا عن الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة،والمواشي،والثروات السمكية، والمواني الإستراتيجية باعتباره مدخلا حيويا إلى القارة الأرفريقية،ونقطة عبور في الملاحة البحرية أيضا.