نشأته وتعليمه:
ولد الشيخ عبدالناصر حاج أحمد يوسف عام 1957م, في بادية (سلجلولي) (sallagaloolay) قرب قرية (عيجاج) في منطقة (عين) بفتح العين, من أسرة رعوية.
كان والده حاج أحمد رجلا عابدا, وكان يقرأ سبعة أجزاء من القرءان الكريم يوميا في السفر والحضر, مع حبه الشديد للدّين والعلم.
انتقل الشيخ عبدالناصر حاج أحمد مع أسرته من البادية إلى مدينة هروفطي، والتحق سنة 1964م، أول مدرسة قرآنية أسست هناك على يد: الشيخ عثمان-شيخ الطريقة في المدينة-، وجراد سوفي درّان، وكان معلم المدرسة الشاب الحافظ عبدالله جراد سوفي درّان، الذي أصبح شيخ قبيلته خلفا لأبيه، حفظ الشيخ من هذه المدرسة خمسة عشر جزءا من القرءان الكريم, ثم انتقل إلى مدينة برعو ليواصل مسيرته التعليمية، وفور وصوله إلى برعو التحق مدرسة مسجد الصالحية، فأصبح يشار إليه بالبنان لحفظه المتقن وعبقريته الفائقة، وفي هذه المدرسة أكمل دراسة قرءان الكريم عن طريق القراءة.
وبعد ذالك انتقل الشيخ إلى مدينة بربره الساحلية عام 1965م, والتحق مدرسة الفلاح النموذجية، فدرس منها: علوم الشّريعة والعربية، والرياضيات، وعيرها.
وفي عام 1967م, رجع الشخ إلى مدينة برعو مرة أخرى، فأجرى مقابلة مع المعهد الأزهري
وفاز بإلتحاقه مع سماحهم له أن يبدأ من المرحلة الإعدادية بعد تقييمهم لجودة للغته-العربيه- وحفظه للقرءان الكريم.
علما بأنّ الشيخ كان يحب العلم وأهله منذ صغره لم يقتصر من تعليم المعاهد والمدارس النظامية، بل كان يتابع الكتب والعلوم الشرعية من المساجد ومن محاضن العلماء، فأخذ الفقه والحديث وكذالك اللغة من علماء المدينة، مثل: الشيخ القاضي محمود، والشيخ شريف محمد.
وبعد إكماله المرحلة الثانوية في مدينة برعو ومن معهد الأزهر، إرتحل إلى مدينة مقدشو عاصمة الصومال، وفيها تعلق بالمساجد وفي حلقات العلم والأدب، ومن مشايخه في مقدشو: الشيخ ابراهيم سولي، الشيخ الشيخ محمد معلم، والشيخ محمد نور قوي.
كما التحق بالجيش الصومالي في هذه الفترة.
لم يكتف الشيخ عبدالناصر حاج أحمد بهدا القدر وراء سعيه لطلب العلم والمعرفة، بل رحل إلى خارج البلاد حيث إتجه هذه المرة نحو اليمن، فلقي مشايخها الأجلاء ونهل من علومهم، ومن مشايخه في اليمن: الشيخ القاضي يحي الفسيل، والشيخ محمد اسماعيل العمراني، وكان من قضاة اليمن, ومفتي الشعب اليمني، ومن مشائخه أيضا: الشيخ الدكتور محمد حسن مقبول الأهدل، والشيخ الدكتور عبدالوهاب الديلمي..
بدأ الشيخ عبدالناصر حاج أحمد جهوده الدعوية خارج البلاد حينما كان في اليمن، ومن جهوده هناك:
1) عين الشيخ من قبل وزارة الأوقاف والشؤن الدينية اليمنية شيخ الصومال في اليمن، بعد فوزه الرقم الأول بالإمتحان الذي أجرته الوزارة مع عدة علماء صوماليين، فعلق اسمه-عبدالناصر حاج أحمد يوسف- في المسجد الزبيري, وأصدرت الحكومة بقرار يمنع أن يقرء للجالية الصومالية إلاّ هو.
2) درّس المعاهد العلمية في اليمن والتي يرأسها في ذالك الحين الشيخ القاضي يحي الفسيلما بين عامي 1982-1992م, طيلة عشر سنوات.
3) المحاضرات والإرشادات الدينية.
وفي عام 1992م, وبعد انهيار الدولة المركزية الصومالية عاد الشيخ عبدالتاصر حاج أحمد إلى الوطن، وكان الحرب والخوف يسود المنطقة ويصعب التنقل حتى بين أبناء البلد الواحد.
فنزل الشيخ إقليم (سول) من الشمال، حينما جاء الشيخ مدينة لاسعانود كان شباب الصحوة منحصرين في بعض المساجد، وليست بينهم وبين الشعب صلة بل كانوا حسب رأي العام كتلة متمردين يجب تقطيعهم والتحذير من تضليلهم.
بفضل الله نجح الشيخ طمأنة الوضع والتقريب بين الشعب وشباب الصحوة الإسلامية.
وبدأ يقرأكتب العلم وتفسير القرءان الكريم في المساجد وفي الشوارع، بعيدا عن التخديش والتفريق بين الناس، متصفا بقوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾
حتى تأقلم معه شيئا فشيئا وانضموا إلى صفوف شرع الله المتين وبدأت الحياة من جديد.
لم يقتصر جهود الشيخ عبدالناصر حاج أحمد إلى جانب الدعوة فقط، بل كان يسعى لقدم وساق لأجل الإصلاح بين الناس وتسوية الخلافات والمشاكل القائة بين القبائل والأسر، كما كان يسعى إلى توحيد الأمة الصومالية التي مزقتها الحروب، والطائفية، والحمية الجاهلية.
ومن جهوده الجبارة الخالدة: تأسيس وفتح معهد الفرقان للعلوم الشرعية والعربية.
في عام 1994م, بعد سقوط الدولة وتفشي القبلية، تناحر الشعب الصومالي وظهرت أفكار ومعتقدات منحرفه، واستغلّ الأعداء من هذا الوضع الحرج الذي هدد كيان أمة بأسرها، وللحد من هذا الوضع المأساوي، وتعزيز الأخوة الإسلامية، والصّد عن الأفكار المنحرفة، تشاور فضيلة الشيخ عبدالناصر حاج أحمد زمرة من العلماء, منهم: الشيخ الدكتور أحمد حاج عبدالرحمن, والشيخ عبدالقادر نور فارح رحمة الله عليهما اللذان قتلا بيد حركة الشباب الصومالية، واتفقوا على تأسيس معهد ديني للناشئة ليرتووا منه العلوم الشرعية والمنهج السلفي الصحيح، ففُتح معهد إعداد الدعاة في مدينة لاسعانود-معهد الفرقان للعلوم الشرعية والعربية-حاليا، حيث توافد الطلبة إلى هذا المعهد من شتى أنحاء الصومال.
وفي عام 1996م, تكاتف أعداء الخارج والداخل، وهم إثوبيا وسلطاتها المحلية في الصومال، ليطفئو ذالك النور الساطع – معهد إعداد الدعاة- حتى نجحوا في خطتهم وأغلقوا المعهد كليا.
بَيد أنّ الشيخ عبدالناصر حاج أحمد وغيره من علماء البلد مازالوا يبذلون قصارى جهدهم لفتح المعهد من جديد، وبعد جهود جبّارة ومتواصلة شاءت إرادة الله فتح المعهد مرة أخرى في مدينة لاسعانود وباسم معهد الفرقان للعلوم الشرعية والعربية, نسأل الله أن يباركه ويردّ عنه كيد الأعداء، عاش الشيخ في عمره لأجل تبليغ الرسالة، وتصليح الأمة دينيا واجتماعيا، ويعيش الشيخ عبدالناصر حاج أحمد مع أهله, مواصلا جهوده الدعوية, فقرأ ودرّس كثيرا من الكتب والعلوم.
ويقرأ حاليا:تفسير القرءان الكريم- علما بأنّ الشيخ ختم تفسير القرءان الكريم ستة مرّات أخرى في مدينة لاسعانود-،وصحيح البخاري، وسنن أبي دوود، والتدمرية لابن تيمية وله محاضرات في المعهد الفرقان للعلوم الشرعية والعربية، وجامعة نجال في مدينة لاسعانود،جزاه الله عنّا وعن المسلمين جميعا خير الجزاء.
المرجع:
تاريخ الصحوة الإسلامية في الصومال ( بحث تخريجي لنيل درجة بكالوريوس) للأستاذ الفاضل/ فطن ورسمي فطن الصومالي جنسيا الشافعي مذهبا