بلا محاباة أقول قد تصادف من يصدع بالحق رافعا عقيره ربما لذيذ الكلام طيب السريرة والنفس يعظ الناس بنوادر الكلمات وشوارد الألحان وليس له حظ وفير ولا نصيب مما يدعو إليه. من طراز هذا الصنف الساسة المنهمكون عندما يتربعون على عرش السياسة وفي قُنَتِها لا يرتاد إلا من بعيد يحض المجتمع بالوطنية فيصور نفسه أنه في غايتها وفي مرامها الأصيل ويتخذ الوطنية الجوفاء والعدالة الهامدة المغلوب عليها منذ ألف سنة ونيف مطية يمتطي صهوتها إلى مرماه ومربط فرسه جاعلا أَلِدِاءه محض الخونة والعمالة من حقهم الوقوف أمام القانون لتأديبهم وتقويم اعوجاجهم وما ذاك إلا أنه يخدم لمصلحته المنوطة به فقط. أعيذك عن المبادئ المصلحية التي لا تتجاوز الترقوة يا أخي وهتك الدين لعرض الداني الفاني وهي ديمومة ساسة العصر ويربوعها الذي لا يفقد منفذا للوصول إلى مأربه بأي وسيلة وأي طريقة متمثلا(الغاية تبرر الوسيلة )
وهي قاعدة أنجس من ذيل الكلب.
العين تبصر ما نأى ودنى. ولا ترى نفسها إلا بمرأة
وبعد تنحيه عن المنصب فإنه يتصادم مع نفسه ويتناقض مع روحه ولو رآى صورة الأولى لأعدمه صورته الثانية لأنه شخص في صورتين متشاكستين فصار نسيجا آخر.
وهكذا في مضمار السياسة وطني في غايتها عندما تكون مقاليد الحكم علي يديه ولا يحمل في طياته إلا براقا يتصيد لمأربه والآخر متهم بالخيانة والتبعية.
دوران في كل أربع سنوات وهو داء عضال وليس له دواء.