صادق مجلس الوزراء الصومالي بتاريخ 26 مايو 2022م على ترشيح السيد مهد محمد صلاد ليتقلد منصب المدير العام لجهاز المخابرات والأمن الوطني إستجابة، وتنفيذا لمقترح الرئيس الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود
هذا التقرير لن يركز على كشف قصة الإنجاز في جوانبها الإستخباراتية،والسياسية، بقدر ما يركزعلى الأحداث الرئيسية المنشورة في وسائل الإعلام المحلية،والإقليمية،والدولية، حيث قاد جهازالمخابرات خلال عام واحد جهودا عظيمة أدت إلى إجراء إصلاحات مهمة وملموسة تحت قيادة وإشراف مديرها مهد محمد صلاد.

ونلخص أبرز الإنجازات التي تحققت في الفترة ما بين مايو 2022م إلى 2023م في النقاط التالية:-
أولا:- إصلاح الجهاز:
ونشر وسائل الإعلام المحلية من أن مدير الجهاز السيد مهد محمد صلاد قد أولى اهتماماً كبيراً لإجراء إصلاح جذري في هيكل الجهاز، وتفويض الصلاحيات، والمسؤوليات حيث عيّن مساعدين له، وقائداً جديداً في كل دائرة من دوائر الجهاز بغية رفع مستوى العمل إداريا، واستخباراتيا،وأمنيا. وتلك خطوة استراتيجية والتي مهدت الطريق لتحقيق إنجازات كبيرة في المجالات الإستخباراتية،والأمنية، والإدارية، وشعر المواطنون لأول مرة تحسّن الوضع الأمني على الفور في مقديشو العاصمة الصومالية،وكسر الحاجز بين الجهاز والمواطنين،والتفاعل الإيجابي بين منتسبي الجهاز ايضا فيما بينهم.
ثانيا:- حقوق الموظفين في الجهاز:
ووفقًا لما نشرته وسائل الإعلام فقد اتخذ المدير العام خطوات جديدة إثر تسلم مهامه مباشرة في الجهاز حيث أصدر قرارا يقضي تمتع جميع الموظفين بحقوقهم الأساسية المتساوية حيث يحصلونها بشكل منتظم، مع توفير الرعاية الطبية لهم كذلك،ورعاية أسرة الضابط الذي يموت في ساحات القتال حيث يعتني الجهاز بأولاده،أو والديه الذين تركوه وراءهم ، وهذا على ما يبدو يعطي الدعم المعنوي لأسرة الضابط.
وفي سياق متصل قرر القائد العام للجهاز زيادة رواتب جميع الموظفين ، وذلك على أساس تعليم الضابط ,ومهاراته ونطاق عمله.
كما امر المدير تصحيح أوضاع بعض الضباط الذين تم إبعادهم عن الجهاز خلال السنوات الأربعة الماضية للإستفادة من خبراتهم،وتجاربهم الثرية في مجال عملهم.
ثالثا: تدمير الشبكات المالية التابعة للإرهابيين:

وقد أعلن الرئيس الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود ثلاث مستويات من الحرب على حركة الشباب الإرهابية.
- القتال المسلح المباشر.
- الحرب الإقتصادي وتجفيف مصادر الدخل والتمويل.
- الحرب الفكري والأيدولوجي.
وقد نجح مدير المخابرات الصومالي السيد مهد محمد صلاد وفريقه في تفكيك واغلاق شبكات مالية كثيرة تابعة لحركة الشباب – الخوارج – في غضون فترة زمنية قصيرة.
كما حقق الجهاز تقدما كبيرا في تجفيف مصادر التمويل، التي فرضها الإرهابيون على التجار الصوماليين سواء من حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، أو فرع داعش في الصومال.
وأكدت مصادر موثوقة تراجع مصادر التمويل للإرهابيين في الصومال بنسبة 70% خلال الفترة ما بين 26 مايو 2022م إلى مايو 2023م، بينما كانت حركة الشباب تحصل على الضرائب بنسبة 100% بشكل شهري قبل تعيين السيد مهد محمد صلاد مديرا عاما للجهاز، حيث كانت الحركة تجمع اكثر من 12 ملايين دولار شهريا من مقديشو شهريا، إلا أن الجهاز تمكن من تفكيك هذه الشبكة، وخلَق وعيًا أمنيا واقتصاديا، وواقعا جديدا في غضون عام فقط لحماية أموال المواطنين من ابتزاز الإرهابيين ونهبهم.
وقد جمّد جهاز المخابرات 250 حسابات موزعة في 4 بنوك محلية،ومخزونة فيها ملايين الدولارات،واغلاق 70 أرقام شريحة جوال كانت الحركة تستخدمها لسرقة أموال المواطنين،ولم تقتصر العملية على هذا الحد فقط، بل استولى القوات الأمنية التابعة للجهاز على نقاط تابعة للإرهابيين حيث كان رجال الأعمال الموالين للحركة يجتمعون فيها لجمع أموال المواطنين عن طريق الابتزاز،والخوف.
رابعا: تقنين قانون الجهاز
وشهد المواطنون الصوماليون ونشطاء حقوق الإنسان والشركاء الدوليون للبلاد بعد 53 عامًا ، لحظة تاريخية غيرت مجرى جهاز المخابرات والأمن الوطني الصومالي،وحسنت صورته لدى المواطن،ولدى منظمات، وهيئات حقوق الإنسان المحلية، والإقليمية، والدولية، حيث أصبح الجهاز مؤسسة قانونية.
لقد صادق مجلس الوزراء على قانون الجهاز بتاريخ 5 يناير 2023م، والبرلمان الفيدرالي الصومالي بتاريخ 6 فبراير 2023م، ثم وقع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود على قانون الجهاز في القصر الرئاسي بتاريخ 8 مارس 2023م وبحضور المدير العام للجهاز،وكان هذا يوما مشهودا بامتياز.
وكان الشعب الصومالي ينظر إلى جهاز المخارات والأمن الوطني قبل ذلك على أنها مؤسسة تخضع لحكم رجل واحد، وتنفذ رغباته الشخصية،وترسخت في أذهانهم على أنها مؤسسة سيئة السمعة، يرتكب في حرمها جرائم ضد الإنسانية،وتنفيذ أعمال خارج القانون ، ولكن أصبح الجهاز خلال عام واحد مؤسسة يحكمها القانون،وتم محو تحقيق الرغبة الشخصية من قاموس الجهاز.
وأشاد المدير العام للجهاز السيد مهد صلاد أعضاء مجلس النواب بمصادقتهم على القانون، ووصف قرارهم بالشجاع باعتباره يحقق المصلحة العامة للبلاد،وأصبح الجهاز إثر مصادقة القانون يسهر في حماية الشعب الصومالي،وممتلكاته، والوطن بطريقة شرعية.
إن مشروع قانون مكافحة الإرهاب الذي طال أمده،والذي كان بمثابة العمود الفقري للحرب المستمرة على الجماعات الإرهابية تمت مصادقته أيضا من قبل مجلسي الشيوخ،والنواب، ولعب الجهاز دورا وطنيا للحث على أعضاء البرلمان مصادقة القانون.
خامسا: مباني الجهاز
وأعطى المدير الجديد للجهاز اهتمامًا خاصًا بالبنية التحتية للجهاز، ومستقبله، وتسريع عمله، وتطويره، وتحقيقا لهذا أصدر أمرا بتوسيع مقر الجهاز،وترميمه، حيث تم تنفيذ المشروع التطويري على الوجه الأكمل،مع بناء ساحات تدريب جديدة، وتجديد المكاتب، وتجهيزها.
سادسا: العلاقة الخارجية للجهاز
وقام الجهاز تحت قيادة السيد مهد محمد صلاد تدشين علاقات جيدة قائمة على المصالح المشتركة مع المؤسسات، والهيئات،والوكالات الأمنية في دول الجوار، وعلى مستوى العالم،ويتعاون الجهاز معها في تبادل المعلومات بغية مواجهة الجماعات الإرهابية والحد من مخاطره، وتفكيكه بشتى الوسائل، والقضاء عليه.
ويتبادل جهاز المخابرات والأمن الوطني الصومالي الخبرات،والمعلومات مع نظرائه بغية تعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب الدولي.
سابعا: تنفيذ عمليات أمنية ملموسة

أما على صعيد العمليات الأمنية فقد أولى المدير العام للجهاز السيد مهد محمد صلاد اهتماما كبيرا في مطاردة قادة الإرهاب في الصومال، وتصفيتهم،وتدمير حصونهم عبر تنفيذ عمليات أمنية نوعية،وتعقب عناصر حركة الشباب الإرهابية المتورطين في عمليات أدت إلى تخريب مصالح الشعب،والفارين عن العدالة،والمختفين في الأنظار باستخدامهم وجوه متعددة لتمويه الناس.
وقد نفذ الجهاز أكثر من 40 عمليات أمنية وعسكرية ناجحة خلال العام الأول تحت إشراف المدير العام للجهاز السيد مهد محمد صلاد، حيث أسفرت عن مقتل ألفى مقاتل من حركة الشباب الإرهابية في عمليات هجوم مضادة ومختلفة والتي تم تنفيذها في العديد من المحافظات مثل: محافظات شبيلي الوسطى ، وشبيلي السفلى ، وهيران ، وباي ،وبكول، وجلجدود ، ومودغ.
ولقد استولى جهاز المخابرات والأمن الوطني الصومالي على معسكرات تدريب الإرهابيين في المناطق المحررة، واختفت مواقع نهب أموال المواطنين،وبؤر تخزين الذخائر، ومنازل كبار المسؤولين الإرهابيين ،والعربات التابعة للحركة وغيرها من البنية التحتية الرئيسية لها.
وكان توفير الجهاز المعلومات الإستخباراتية الدقيقة في الوقت المناسب الدور المحوري في انتصار الشعب الصومالي والجيش الوطني في الحرب ضد حركة الشباب.
ونذكر هنا بعض العمليات الناجحة التي تمت في الفترة من مايو 2022 إلى مايو 2023،وهي عمليات نوعيِّة ومنها:-
- وفي 1 أكتوبر 2022 ، قُتل أحد زعماء حركة الشباب عبد الله ندير ،وكان يستعد ليخلف القائد الحالي للحركة، في هجوم بمنطقة الحرم بمنطقة جوبا الوسطى.
- كما قتل بلال السوداني أحد زعماء فرع تنظيم داعش في الصومال أثناء تواجده في جبال عل المسكاد الواقعة في المنطقة الشرقية من بونتلاند.
ثامنا:- الشبكات المدمرة والاستيلاء عليها

وألقى جهاز الأمن والمخابرات الوطني الصومالي القبض على 7 عناصر من حركة الشباب – الخوارج- في سوق بكارا، وهم متورطون في تقديم خدمات إعلامية إرهابية في مقديشو ، مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف،والكاميرات وأجهزة الاتصالات، وخاصة الأجهزة الإتصالية الخاصة في المجالات العسكرية،وتلك المستخدمة أيضا في وسائل الإعلام بغرض نشر الدعاية الرخيصة والمضللة للحركة.
كما القى الجهاز القبض على 5 من هؤلاء المشتبه بهم وبحوزتهم أجهزة ومعدات كانت في طريقها إلى إذاعة الأندلس التابعة للخوارج، وتتكون المعدات من كاميرات، ونظام ميكروفون لاسلكي، ومسجل يدوي، ومعدات أخرى ، متجهة إلى بلدتي جلب وجمامي.
وألقت القوات الأمنية القبض على ثمانية نشطاء من حركة الشباب في سوق بكارو الرئيسي في مقديشو وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة بما في ذلك بندقية آكي 47 ، وآر بي جي، وقنابل يدوية إلى جانب توك توك وسيارة.
وخلال هذه العملية هرب قائد هذه المجموعة، ثم أحيل إلى المحكمة وأصدرت المحكمة حكما بالإعدام، مع اصدار الثمانية الباقية 8 سنوات في السجن لكل واحد منهم.
وفي 8 فبراير 2023، قام جهاز المخابرات والأمن الوطني الصومالي القاء القبض على اثنين من عناصر الخوارج في مقديشو،وأحدهما كان يقود دراجة من طراز توك توك تابعة للحركة ويعمل لصالحها،وكان موقعه قائدا لمجموعة نشطة في مقديشو العاصمة،وبحوزتها بندقية من طراز A.k 47 مع ذخيرتها وثلاث قنابل يدوية ، وكانت امرأة أخرى مسؤولة عن حفظ الأسلحة في البيت ونقلها إلى موقع الحدث،وتم تفكيك الشبكة،واحباط هجماتها.
وكان الإرهابي شريف محمد برقدلي المعروف -جيغو – عضو في الجيش الصومالي ولكنه انضم لاحقا إلى حركة الشباب الإرهابية ، ونفذ 4 تفجيرات في مقديشو أسفرت عن مقتل العشرات من الصوماليين وإصابة آخرين ، وفي 12 يناير 2022م حكمت المحكمة عليه بالإعدام.
وفي 19 أبريل 2022 ، ألقت المخابرات الصومالية القبض على محمد عبد الله المعروف باسم بيامالو ، وهو ضابط عسكري برتبة ملازم أول سابق حيث قام بتسهيل دخول رجال مسلحين من حركة الشباب إلى مطار مقديشو الذين قاتلوا داخل المطار قبل عام، وفي 14 ديسمبر 2022 ، أدانت المحكمة العسكرية بارتكابه الفعل الإرهابي،وحكمت عليه بالإعدام رميا بالرصاص.
وأكمل الجهاز التحقيقات مع أطباء،وضباط،ومعلمين مزيفين الذين كانوا يقومون بوظائف مختلفة لإخفاء هويتهم الحقيقية،ولكنهم ينتمون إلى حركة الشباب، وهم مسؤولون عن تنفيذ سلسلة تفجيرات مثل المدعو د محمد عبدي نور جيرو المعروف – الدكتور فنح- وأخيرًا،حكمت المحكمة العسكرية الصومالية بالإعدام عليه إثر إدانته في 19 يناير 2023.
وفي 29 يناير / كانون الثاني 2023 ، اعتقل الجهاز 10 من الشباب المعروفين بالشيوخ التقليديين ، حيث اعتقلوا على مشارف مديرية دينيلي إثر إعادتهم من منطقة الخوارج.
واعترفوا في مقابلات مختلفة بأنهم أعضاء في حركة الشباب ، وحضروهم ندوة نظمتها حركة الشباب الإرهابية حول نشر المعلومات المضللة.
وأحبط الجهاز هجوما كان يستهدف على حديقة السلام في مقديشو في 8 مايو 2023 ، وضبطت القوات الأمنية العبوات الناسفة والمتورطين في العملية الفاشلة
وفي 18 مايو 2023 ، ضبط جهاز المخابرات والأمن الوطني شحنة عسكرية في ميناء مقديشو الدولي ،ومتجهة إلى حركة الشباب الإرهابية ، وتشمل معدات عسكرية وأزياء وعبوات ناسفة وغيرها.
وتابعت المخابرات الصومالية عن كثب المعدات العسكرية التي كانت مخبأة في البضائع التجارية التي يتم إدخالها إلى البلاد من الخارج.
كما رصد الجهاز أنشطة وشبكة علاقات واسعة في مقديشو،والخارج حيث كانت تعمل معًا ، وعمليات الشراء في الخارج،ونقلها إلى الصومال، وتفريغها في الميناء حتى تسليمها إلى أيدي حركة الشباب الإرهابية – الخوارج –
وتمكن الجهاز اعتقال جميع أفراد الشبكة التي كانت تعمل في هذه الشبكة،والمكونة أكثر من 10عناصر دون أن يهرب أحد منهم.
كما صادرت المخابرات الصومالية أربع مركبات كانت مستعدة لنقل المعدات،والأجهزة العسكرية إلى العدو – الخوارج –
ومن جهة أخرى ضبطت القوات الأمنية التابعة لجهاز المخابرات على مواد أخرى أثناء وصولها إلى مطار مقديشو الدولي حيث كانت متجهة إلى حركة الشباب الإرهابية
هذه هي المعلومات المختصرة التي تمت تغطيتها في وسائل الإعلام ،ولكن عدد الهجمات المدبرة من حركة الشباب الإرهابية على الشعب الصومالي والتي أحبطها جهاز المخابرات لا تعد ولا تحصى.
تاسعا: وفي شهر رمضان أمن مقديشو وتوسيع قوة الجهاز
وعلى الرغم من أن القوات الأمنية قد تحمّلت المسؤولية المشتركة لتأمين أمن العاصمة في شهر رمضان، إلا أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني الصومالي كان العمود الفقري لحماية أمن سكان مقديشو ليشعروا الإطمئنان،والأمان خاصة في الأسواق، والمساجد، والشوارع وفي كل مكان من المدينة.
وقد سهر الجنود ليلاً ونهارًا في العاصمة لحماية سلامة الشعب الصومالي، وكانوا يتبادلون معهم دائمًا عبارة “صيامًا سعيدًا ، ويعيش السلام إلى الأبد”.
وبالإضافة إلى ذلك ، تم إنشاء قواعد خاصة للقوات الأمنية المسلحة التابعة للجهاز في جميع أحياء العاصمة ومنطقتى شبيلي الوسطى، والسفلى لضمان أمن العاصمة باعتبارهما الحزام الأمني للعاصمة.
وقال المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني الصومالي السيد مهد محمد صلاد في هذا السياق، إنه عندما أجرى تقييما شاملا في نطاق العمل ، أدرك أن الجهاز يحتاج إلى مضاعفة الجهود،وتوسيع أنشطته إلى جميع مناطق البلاد ، والمشاركة الفعّالة في القتال ضد حركة الشباب، مع توسيع قدرة الجهاز في شتى المجالات لهزيمة الإرهاب،وتحقيق السلام،والإستقرار في ربوع الوطن.
وكان هذا العام هو العام الذي عانى فيه الإرهابيون أكثر من الأعوام السابقة، حيث أصبحوا ما بين قتيل وجريح،وأسير تحت قبضة الأجهزة الأمنية،والجيش الصومالي.