كتب المدير السابق لجهاز الأمن والمخابرات الصومالية فهد ياسين حاج طاهر مقالا باللغة الصومالية بعنوان: إذا عملت عملا جيدا توقَّع نتيجة جيدة، تحدث فيه عن الإنجازات التي تحقق على يديه فترة توليه هذا المنصب منذ ثلاث سنوات.
بدأ مقالته بالحديث عن تعيين الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو إياه نائبا لمدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني في 15 أغسطس 2018م، والتي كانت مسؤولية كبيرة، وكانت جديدة عليه، وكان الهدف من توكيلي لهذه المهمة توفير معلومات أساسية وموثوقة بها لحماية مصالح الأمة.
وذكر فهد ياسين أنه لقي في الجهار أثناء بدء العمل خبراء ذوي مهارات عالية، وشباب مثقفون وموهوبون بحاجة إلى إعادة تنظيم لمواجهة المنظمات الإرهابية والجماعات المنظمة الأخرى التي تهدد أمن بلدنا.
وأضاف أنه عندما بدأ بتنفيذ توجيهات الرئيس فرماجو فإنه ركز على تحقيق هدفين أساسيين؛ الأول استعادة قدرة وإمكانيات جهاز المخابرات الوطني للتنافس مع نظرائه الإقليميين والدوليين، والتكيف مع عالم الاستخبارات الحديثة والوفاء بمسؤوليات الأمن القومي في الداخل والخارج. الهدف الثاني: استعادة ثقة الشعب الصومالي بجهاز المخابرات الوطني، بدءاً بتأمين مقديشو التي افتدت الأمن والاستقرار ، وهي مسألة تحظى باهتمام ومسؤولية جماعية.
وأكد ياسين في مقالته أن الرئيس فرماجو كان يبدي دائما قلقه من عدد القتلى والجرحى نتيجة التفجيرات والاستهداف المباشر للمدنيين، مع إحصائيات شهرية مفزعة عن الوضع الأمني في البلاد، لا سيما في العاصمة مقديشو،و كان هناك في بعض الأشهر تحدث أكثر من 85 جرائم تشمل تفجيرات واستهداف مباشر وتدمير للممتلكات، مما يسفر عن وفيات وإصابات وإلحاق أضرار بالممتلكات.
وبدأ عمل ياسين بتأسيس قوات حماية الشعب وهي قوات أمنية بزي مدني مهمتها جمع المعلومات ورصد الإرهابيين، وكانت صديقة للمجتمع الصومالي، وكانت تحظى بتدريب على مستوى عال، وذكر من النماذج الحسنة والثمار الجيدة أن جنديا من قوات “حماية الشعب” عرض عليه منصب رئيس ناحية بمقديشو فرفض وقال إن عمله أشرف لأنه يؤدي واجبا وطنيا وهو حماية أرواح وممتلكات مجتمعنا.
وأوضح ياسين أن مثل هذه الخطط أدت إلى نتيجة جيدة، وهي العمل المنظم غير المرتبط بالخارج، وهذه كانت أحسن الخطط التي طبقها جهاز الأمن والمخابرات.
وأكد ياسين أنه على أساس التقييم الذي كان يتم إجراؤه في كل ربع سنوي تحسن الوضع الأمني في البلاد، وانخفض عدد الوفيات بسبب الأعمال الإرهابية المختلفة ، ووصلت الجرائم إلى أعداد منخفضة للغاية حيث وصل الأمن في بعض الأشهر أكثر من % 90 مقارنة مما كان يحدث من الجرائم في السنوات الماضية.
هذه الخطوة أدخلت الفرح والبهجة والسرور في قلوب الرئيس وجميع قادة البلاد وشجعهم على استمرار العمل الجيد الذي تقوم به وكالة الأمن القومي والمخابرات الوطني.
وذكر فهد ياسين في مقالته أنه التقى برؤساء أجهزة مخابرات عدة دول إفريقية في فترات مختلفة وأخبروا لنا كيف ساهمت المخابرات الصومالية في بناء بلدهم وإنشاء وكالة استخباراتهم من حيث التدريب والمعدات، وأخبرنا أحد قادة أجهزة المخابرات الأفريقية أنه كيف تلقي التدريب لدى جهاز الأمن الصومالي في عام 1979م، طالبا منا أن نقدم لهم تدريبات.
وأضاف أن وكالات الاستخبارات العالمية أفادت أن جهاز الأمن والمخابرات الصومالي يعتبر من أقوى أجهزة المخابرات في القارة الإفريقية لمكافحة الإرهاب، بيتما تقود الوكالة القرن الإفريقي في المخابرات وموثوقية معلوماتها.
من القصص المذهلة التي حكاها فهد ياسين والتي كان لها تأثير عميق على السلام والاستقرار أن مسؤولا من الوكالة تزوج سرا من امرأة كانت عضوا في حركة الشباب وكانت مسؤولة عن جمع المعلومات للحركة، كان الهدف هو توفير ملاذ آمن لها في المدينة ومن ثم التخطيط لاغتيال الضابط، وفي النهاية تم توجيه الضابط من قبل جهاز الأمن للتصرف بشكل طبيعي ، والعيش معها، والوصول الكامل إلى بيانات الشبكة التي كانت تعمل معها، وقد سهلت العملية اعتقال 12 عنصرا من حركة الشباب كانوا يعملون في مواقع مختلفة ، وتم تسليمهم للعدالة ، وبعد ذلك تمت إدانتهم ، وأصدرت المحكمة العسكرية أحكامًا مختلفة.
وأيضا من القصص المذهلة أن امرأة تم تجنيدها في قسم “الحماية المدنية”، جاءت إلى إحدى مكاتب الجهاز للتوقيع على العمل، وكان ابنها في انتظارها في أن توقّع، ولم تسمع يوما من الأيام أن ابنها عضو في الجهاز، وهو لم يكن يعلم أن أمه تم تجنيدها، فتفاجآ في المكان.
وفي ختام مقالته ذكر فهد ياسين أن من أسباب نجاح الجهاز الاستعداد الكامل من قبل الشعب للعمل مع الجهاز، سواء كان يعيش في داخل البلاد وخارجه، كما أنه أنه لا يمكن تحقيق تطوير المعلومات الاستخباراتية إلا بتوجيه من رئيس يتمتع برؤية وطنية بعيدة المدى، وهو السبب الذي كان الرئيس فرماجو يدعم كل مرة القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات.
تابع: “أنا مقتنع بأن تطلعات الشعب الصومالي إلى حكومة مستقرة هي جزء من تنمية وبناء قدرات جهاز الأمن القومي والاستخبارات، ومن المؤكد أيضا أن الشعب الصومالي سعيد بزيادة قدرة وجودة جهاز الأمن والمخابرات الوطني الصومالي”.