شَاعَتْ نَجَابَةُ أَحْرُفِي، وَرَفِيقِي ** فِي الدَّرْبِ أَصْبَحَ عَاذِلاً تَصْفِيقِي
فَاسْتَخْبَرَتْ شَفَتَايَ قَلْبَ صَدِيقِنَا ** مَا بَالُـــهُ يَرْنُـــو إِلَى تَمْزِيقِــي
والنَّفْسُ تَذْهَبُ بِالظُّنُونِ مَذَاهِبًا ** فَكَبَحْتُهَا عَنْ أَن تَلُومَ صَدِيقِي
سَاقَ الْحَدَيثَ بَحَبْكَةٍ شَامِيَــــةٍ** وَسَمَا بِأَجْوِبَةٍ سَــــرَتْ بِعُرُوقِي
وَطَفَا عَلَى سَطْحِ الرِّوَايَةِ رَيْثَمَا** سَكَنَ الفُؤَادُ، فَزَادَ فِي التَّعْمِيقِ
فَأَنَـــاخَ أَزْمَــامَ القَـوَافِي كُلَّـــها** فِي مَشْهَدٍ شَعَبَتْ لَهُ تَفْرِيقِي
قَالَ القَصَائِدُ أَسْطُــر مَكْتُوبَةٌ** بِـــدَمِ الفؤَادِ وَقُبْلَةٍ لِخَــــلِيقٍ
وَعُرَى الْمَحَبَّةِ رَسْمُهَا وَبُحُورُهَا** نَزْفُ القَلُوبِ بطَعَنَةِ المَوثُوقِ
قَالَ القَصَــــائِدُ آيَةٌ غَزَلِيَةٌ** لُحِنَتْ بِنَغْمَةِ مُطْـــرِبٍ إِفْرِيقِــــي
أَوْتَـــارُهَا حَضَرِيَةٌ كَلِمَـــاتُهَا** بِدَوِيّــةٍ وَشُــــــعُورُهَا تَطْبِيقِي
قَالَ القَصَائِدُ نَغْمَةٌ عَرَبِيَّةٌ ** وُلِدَتْ مِنَ التَّفْـــكِيرِ والتَّــــدْقِيقِ
جِسْمٌ سَرَى فَوْقَ التِّلَالِ وُفِكْرَةٌ** عَادَتْ إِلَى الذِّكْرَى تَشُمُّ رَحِيقِي
فَأرَاكَ تُرثِي فِي المَدِيحِ وَتَحْتَسِي** كَأْسَ المَدِيحِ عَلَى ضَرِيحِ رَفِيقِ
وَكَسَوْتَ جِيدَ الغَاِنيَاتِ تَمَدُّحًا** شِعْرًا كَأنّكَ وَاصِفٌ لِحَرِيقِي
رَصِّعْ حُرُوفَكَ رَشِّهَا بِبَدائِعٍ** وَحِسَانِ أَلْفَاظٍ وَلَحْنِ عَشِيقِ
وَانْثُرْ جَواهِرَكَ النَّفِيسَةِ وَلْتَكُنْ** قَلْبَ النِّسَاءِ كَشَاعِرٍ إِغْرِيقِي
وَإِلَى هُنَا عَانَقْتُهُ وَشَكَرْتُهُ** وَلِأَجْلِه حَرَّرْتُ أَلْفَ رَقِيقٍ
وَهَجَرْتُ قَرْضَ الشِّعْرِ حَتَّى يَكْتَسِي** حُلَلَ الفَصَاحَةِ أَوْ يَكُونَ سَلِيقِي