فى ظل إرحل يا كرونا.. ومرحبا يا رمضان ..!
فى رحاب مسجد التضامن الإسلامى بمقديشو تكون الحياة الدينيه حلوة وفى أيام رمضان تكون أحلى.
مسجد نشتاقه، نحبه من قلبنا، ويعشقنا من فؤاده، عشنا فيه صغارا، وشاركنا فيه حفلات مولد الرسول (ص)، وحفلات مسابقات القرأن، وخطبا بمناسبات أسبوعيه، وسنويه.
بمثابة سياحة سنوية، ولتحديث ذاكرتى، تتكرر زيارتى للمسجد وللمنطقه المجاوره له فى أيام رمضان.
يعتبر هذا المسجد رمزا من رموز مدينة مقديشو، وتحفة فنية معماريته، بموقعه فى قلب المدينه، بمكان هادئ تماما، وسط باحته الكبيرة التى تحيط المسجد بحديقتها ذات الأشجار المتنوعه، وبموقفها الطويل للسيارات.
تمّ بنائه بتمويل من المملكة السعوديه، وتمّ إفتتاحه فى رمضان ٣٠ سبتيمبر ١٩٧٦م، ومنذ ذاك الحين تتواصل خداماته للمجتمع.
كان له مقام خاص ولا زال يحظى ببعضها، كان يمثل صوتا دينيا للجمهورية الصومالية، حيث يعتبر خطبه ومواقفه مرجعا رسميا حسب الإعراف والنظم الدوليه، لأن المسجد جزأ من إعلام الدولة الرسمية، وبناء على ذالك يبرر، ويعلل، ويشجع مواقف الدولة المحلية والدولية بصبغة دينية، بجانب ما يقدمه من خدمات روحية، وتوعية دينية للمجتمع.
مسجد التضامن، فى أيام الأعياد تتوجه إليه قادة الدولة بجانب المسؤوليين ليقضو فيه صلاة العيد، وليلقو كلمات التهنئة للشعب، ويلاقون بعضا من الوجهاء والعلماء، وقد يصافحون قسما من الحضور، وإن كانت المصافحة وإللقاءت محظورة بأيام الكرونه.
كانت إدارة المسجد مباشرة من القصر الرئاسي وتحت إشراف رئيس الجمهورية، بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينيه.
يضم المسجد كذالك، معهدا لإعداد الأئمة والخطباء، ومكتبة خاصة له، ومخازن تجاريه مظله بشارع أتو أتو، كانت مصدر دخل محدود.
وفى هذا الاثناء نرحب شهر الفضيل، هذا الضيف الثقيل الذى بدأت أيامه من يوم مبارك، ونرجو من الله العلي القدير أن يغير حالنا وحال كل المسلمين الى أحسن حال، ويمنّ علينا بفضله لقاءات متكرره عديدة مع رمضان ونفحاته.
شهر كله رحمة، ومغفرة، وعتق من النيران، فيه ليلة خير من الف ليله من حرم منه، حرم منه الخير كله.
كما نقول للعدو كرونا إرحل لا سامحك الله كفاك للعالم تخويفا، وحجرا، وتفرقة بين الأحبة. تكاد حركاتنا تتجمد، كما خوفت الشيوخ واصحاب الأمراض المزمنه.
أما يكفيك ما تسببت من كوارث، ومنع للسفر، وزحمة المرضى للمستشفيات! إرحل، إرحل بأذن ربنا يا كرونا وبدون رجعة.
وختاما، نرجو من الأخوة المسؤولين ان لا يشوشو رمضان بأوامر لا تسمن ولا تغنى من جوع، ولا يمنعو المصلين الراغبين فى الجماعات، وإقامة الشعائر فى ظل شهر الفضيل… وكل عام ونحن بخير.
وداعا لكرونا وأيامه، ومرحبا برمضان ونفحاته…