القصص والأخبارِ التي يخبرنا بها جنودنا في خطوطِ التماسِ معَ العدوِ الأجنبيِ الذي *يسمى عالميا ب (داعش*) تضعنا أمامَ حقيقةٍ لا تدع لنا ما مجالٌ للشكِ بأننا أمام عدو غير مألوف الملامح، غاضب على المسلمين فقط، لا يسترخص شيئا من الأرواح يوزعها بين جنة ونار، مهمته المقدسة الاستكثار من الضحايا والخراب، ويقولها صراحة *جيناكم بالذبح والسبي والاستعباد*، بارعون في ابتكار الألم وفاشلون في إقامة الحجة، لا فرق بيننا أمامهم فنحن وجهان لعملة واحدة (*كُفَّار بِالْجُمْلَةِ وَالْقَتْلِ فِينَا حُكْمًا مَنْزِلاً*).
ومن يستنطق تاريخهم في العراق والشام لا يتردد لحظة في تأليب أهل القوة والسلطان عليهم وإعلان مُنَازَلتهم في كل ميدان، فهم *أعداء الله قبل أن يكونوا أعداء الإنسانية*, واهمين متوهمين، يستبطنون العنف والكراهية ويفرطون في قطع الرؤوس وإذعان النفوس وهدم الأمة، هُم *فُجار اسْتوَى صَدًى إجرَامِيهم فِي الآفَاق*, ولكن أي الأقدر قادتنا وجعلتنا نجتمع بهم؟
في بادئ بَدْء: هم *ليسوا صناعة صومالية محلية*، ولا صناعة دينية إسلامية ولا قادمة من ثورة فكرية ولا حتى دعوة إصلاحية، هم كما يقول المؤرخ والباحث اللبناني “أحمد عبد اللطيف بيضون” تُجار (*غضب الفوارق*)، يقتادون من تباين وفروقات واختلافات المجتمع، فإذا وجدوا بقعة اجتماعية في العالم الإسلامي رخوة وطرية وفيها موارد طبيعية، وضعوا بذور جراثيمهم عليها ونمت بسهولة، *وتصادف مبتغاهم في شمال شرق الصومال في إقليم (بري)* الذي عانى من إهمال اجتماعي وسياسي من حُكام الولاية والدولة الفدرالية، وهي كانت كما يحلمون (*أرض جغرافية غنية وصعبة، مُطلة على البحر، وسلاسل جبلية ضخمة، وبعيدة عن المراقبة*) فكان لهم ما اشتهوا.
أما الآن وقد ثار الشعب *وَلَفظَتُهُمْ فطرتهُم اَلسَّليمة*، فلنترفع من الهمز ولمز، واستذكار الثارات القديمة، ونذكر بأَننا جميعاً صوماليون تَجمعنا معركة مصيرية، *فلنكون لهُم مثل القيامة*، يفرُّون بلا هوادة ، نُقَارِعَهُم بِاسْم اَللَّهِ، وَنَرْمِي بكلمة اَللَّهِ، فَمِن استسلم وتَاب يُستتاب ويُحاسب، ومن قاتلنا يسري فيه بأيدينا حكم الله.