“ليس لدينا أزمة هوية ولكن لدينا أزمة في إدارة الهويات” كانت من التصريحات المُهمة التي سمعناها في المؤتمر وكانت على لسان القاضي الشيخ صالح شيخ إبراهيم، وعلل الشيخ ذلك بقوله إن المُشتركات الكبرى التي تُحدد معنى الهوية الصومالية الجامعة هي محل اتفاق بين الصوماليين مثل مُشترك اللغة والدين والعادات والتقاليد وغيرها ولكن المشكلة في إدارة صراع الهويات الفرعية لمكونات داخل المُجتمع الصومالي.
هذا التصريح يُساعدنا لنفهم لماذا صوماليلاند غير موجودة، ولماذا هذه الأعلام الكثير مع وجود علم الدولة، ولماذا هذه الصراعات القبلية التي لا تتوقف، ولماذا تتزايد دعوات الاستقلال والانشقاق الذاتي لمكونات داخل الهوية الصومالية مع إنهم يتوحدون حول اللغة والدين والعرق؟.
كلمة السر تعود غالباً إلى الهويات الصغرى للفرد الصومالي، والتي اسماها المفكر اللبناني أمين معلوف (الهويات القاتلة) التي إذا فشل المجتمع في إدارتها من خلال الاعتراف والحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية لها ، تكون هذه الهويات الفرعية سبباً في قتل الهوية الكبرى للمجتمع، فالفرد في هذه المجتمعات الإقصائية يبدأ يُعرف عن نفسه بالهوية الأكثر عرضة لديه لخطر الإقصاء سواء كانت هذه الهوية (لهجة، لغة، عرق، تاريخ، بُقعة جغرافية وغيرها)، وكلما زاد شعور الظلم لديه زاد تمسكه بهويته الخاصة حتى لو كانت النتيجة انسحابه عن الهوية الوطنية الجامعة.